أوكرانيا بالعربية | شرق أوسط خال من المسيحيين.. قريباً؟... بقلم بيتر بيرغن وجنيفر راولند

تعتبر ظاهرة هجرة المسيحيين العرب من دول الشرق الاوسط أمرا مقلقا جدا لدى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية وقد ازداد ذلك القلق بتصاعد حملة الهجمات عليهم وعلى اماكن عباتهم في العامين الاخيرين اثناء ثورات الربيع العربي مما كان سببا هاما لدعم الدول الغربية لكثير من الانظمة، ولكي يكون القارئ العربي مضطلعا ولو جزئيا على ما يدور ببال المواطن الغربي (المسيحي) راينا ضرور ة تقديم مقالة لمحللين غربيين عن هذه الظاهره المقلقة والخطيرة:

 كييف/أوكرانيا بالعربية/تعتبر ظاهرة هجرة المسيحيين العرب من دول الشرق الاوسط أمرا مقلقا جدا لدى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية وقد ازداد ذلك القلق بتصاعد حملة الهجمات عليهم وعلى اماكن عباتهم في العامين الاخيرين اثناء ثورات الربيع العربي مما كان سببا هاما لدعم الدول الغربية لكثير من الانظمة، ولكي يكون القارئ العربي مضطلعا ولو جزئيا على ما يدور ببال المواطن الغربي (المسيحي) راينا ضرور ة تقديم مقالة لمحللين غربيين عن هذه الظاهره المقلقة والخطيرة:


كان هناك ومازال، مسيحيون في الشرق الأوسط منذ ميلاد المسيح -عليه السلام-،  أما الآن فإنّ هذا التاريخ الذي يمتد على 2013 سنة، بات مهددا.

وهاجم متظاهرون إسلاميون عشرات الكنائس  في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وحرقوا عددا منها، وذلك في ردة فعل على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وحملة القمع العسكرية التي تستهدف الإخوان المسلمين.

ودعم بابا الأقباط البابا تواضروس الإجراءات التي اتخذها الجيش في أعقاب قراره إطاحة الرئيس محمد مرسي.

واشتكى المسيحيون، الذين يشكلون 10 بالمائة من الشعب المصري، إلى جانب أقليات أخرى من أن الدستور الذي أقره محمد مرسي ينتقص من حقوقهم.


وبالنسبة إلى بعض الناشطين الإسلاميين، فإنّ ساعة الحساب قد دقّت الآن.

فوفقا لتقرير، تمت مهاجمة 52 كنيسة عبر مختلف أنحاء مصر في 24 ساعة خلال الأسبوع الماضي.

وأحصت "المبادرة المصرية من أجل حقوق شخصية" 30 هجوما على كنائس ومؤسسات مسيحية آخرى.

وبعد قليل من إطاحة مرسي، هاجم غاضبون رجل أعمال مسيحيا وقتلوه قرب الأقصر، جنوب البلاد ثمّ واصلوا شغبهم في قرية نجع حمادي حسن حيث حرقوا العشرات من منازل المسيحيين وقتلوا ثلاثة منهم.

والآن يعيش 10 ملايين مسيحي في الشرق الأوسط مما يجعل منهم 5 بالمائة من إجمالي عدد سكانه. وقبل قرن كان تعدادهم يقارب 20 بالمائة.


وأسباب التراجع كثيرة من ضمنها موجات الهجرة وكذلك ارتفاع نسب الولادة لدى المسلمين العرب، ولكن دون نسيان عاملي تهميش المسيحيين واستهدافهم ليس في مصر وحدها بل في عدة دول عربية.

خذوا مثلا سوريا.. فقد دأبت الأقلية المسيحية  على دعم الرئيس بشار الأسد ونظامه لاسيما أنه ينحدر من الأقلية العلوية وهو ما جعله في موقف حماية جميع الأقليات.

ونتيجة لذلك، بات الجهاديون يستهدفون المسيحيين ومن الأمثلة على ذلك استهداف منطقة مسيحية تقع في العاصمة دمشق، من قبل مسلحين جهاديين مما أدى إلى مصرع أربعة مسيحيين.

كما يشتبه في كون جماعة على علاقة بتنظيم القاعدة قتلت رجل دين إيطاليا أمضى معظم حياته في دير شمال سوريا وفقد أثره منذ الشهر الماضي.

قبل ذلك وفي شهر مارس/آذار، في بنغازي  الليبية هذه المرة، تمت محاصرة نحو 60 مسيحيا من قبل متشددين ثم جرى تسليمهم إلى الحكومة للاشتباه في كونهم كانوا يحاولون الهجرة من مصر بطريقة غير قانونية.

بل إن المتشددين أخضعوا بعضا من هؤلاء المسيحيين للتعذيب وقتلوا واحدا منهم.

ويعقب ذلك اعتقال أربعة مسيحيين في فبراير/شباط بشبهة القيام بأنشطة تبشير.


لقد تسبب كل تلك الأعمال في موجة نزوح مسيحية من المنطقة، وتقول منظمات إنّ عدد المسيحيين شمال شرق سوريا، وهي المنطقة التي تعد معقلهم التاريخي، تراجع بمقدار الثلث مقارنة بما قبل عامين.

وفي العراق أيضا، ومنذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تراجع عدد المسيحيين هناك بمقدار النصف وفقا لوكالة الاستخبارات الأميركية. ورغم أنهم لا يمثلون سوى 3 بالمائة من إجمالي السكان، إلا أن المسيحيين الفارين من العراق يبلغ تعدادهم نصف عدد الفارين عموما عام 2010 أي في حدود 200 ألف.

ورغم أنّ التوترات بين مسلمين ومسيحيين غير مستحدثة في مصر، إلا أنّه منذ إطاحة حسني مبارك، شهد الوضع تدهورا واضحا، وشهد ذلك أوجه في أكتوبر/تشرين الأول 2011 عندما قتل ما لا يقل عن 20 مسيحيا في اشتباكات مع الجيش، وهو ما دفع 100 ألف مسيحي مصري يغادرون البلاد منذ 2011.

ويجدر القول إنّ هذا النوع من سيرورة الأحداث فيما يتعلق بالطوائف والأعراق والتجمعات الدينية ليس جديدا على الشرق الأوسط الذي سبق له أن عرف تعايش اليهود إلى جانب الآخرين ولاسيما حتى عقد خمسينيات القرن الماضي.

إلا أنه مع إعلان دولة إسرائيل وتنامي القومية العربية ثم صعود الظاهرة الإسلاموية، باتت في المنطقة نزعة غير مرحبة بغير المسلمين.

وحتى حدود الحرب العالمية الثانية، كان هناك ما لا يقل عن 100 ألف يهودي يعيشون في مصر وهم موجودون هناك منذ عهد الفراعنة.

أما الآن فلا يوجد في مصر سوى حفنة من معابد اليهود لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة.

وتفرض السلطات حراسة مشددة على تلك المعابد التي تبدو فارغة تقريبا من المرتادين الذين ليسوا سوى بضعة شيوخ يهود فضلوا لسبب أو لآخر البقاء هناك.

والأمل كل الأمل أن لا يشهد المسيحيون نفس المصير في الشرق الأوسط.


بيتر بيرغن: محلل شؤون الأمن القومي الأميركي لدى شبكة سي ان ان ومدير مؤسسة أميركا الجديدة

 جنيفر راولند: مديرة برامج في نفس المؤسسة


المصدر: شبكة سي ان ان
مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
دبلوماسية
تعزيز العلاقات الأوكرانية السعودية: تسليم أوراق اعتماد السفير الجديد
تعزيز الحوار بين أوكرانيا والمملكة العربية السعودية
سياسة
عملية إنقاذ أوكرانية ناجحة: عودة 31 مواطنًا إلى وطنهم بعد إجلائهم من سوريا
تحت إشراف زيلينسكي: أوكرانيا تنفذ عملية إنقاذ من سوريا
سياسة
كاللاس: الدعاية الروسية تهدد الديمقراطية العالمية
روسيا تستخدم المعلومات المضللة لتبرير عدوانها على أوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
التشيك تعترف بترحيل شعب تتار القرم باعتباره عملاً من أعمال الإبادة الجماعية
آراء ومقالات
مركز موارد تتار القرم يطلق حملة في الشبكات الاجتماعية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
آراء ومقالات
القمع في شبه جزيرة القرم المحتلة: وحشية بلا حدود
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.