أوكرانيا بالعربية | روسيا تتجاوز حدود القرم.. و ترمي بالكرة في ملعب الخصم... بقلم د. نوفل حمداني
كييف/أوكرانيا بالعربية/لم تتوقف إنجــازات الدب الروسي وانتصاراته في البحر الأسود بضم شبه جزيرة القرم إلى الدولة الروسية "العظمـى" فقط، بل خرج بوتين إلى رجالات الصحافة والإعلام بخطاب أشبه ما يكون لإمبراطــور استرجع أرضا قد انتزعت منه غصبا...
موسكو فعلت ما لم يجرأ على فعله الغرب، و في فترة قليلة من الزمن ، في الوقت الذي تظهر فيه الديموقراطيات الوليدة من رحم الثورات المدعومة أمريكيا وأوروبيا ضعيفة و منهكة في شتى المجالات، الإقتصادية والإجتماعية والأمنية.. ديموقراطيات سالت من أجلها دماء الأبرياء إمتدادا من الوطن العربي الكبير إلى أوروبا...موسكو غيرت وجذريا المفاهيم الأمريكية-الأوربية في الدفاع عن حقوق المواطنين الذين ينتسبون إليها و لو شكليا أو لغويا، و أكدت في هذه المرة عن عجز واشنطن أمام الزحف الشرقي ...
تمخضت أمريكا فولدت فأرا!!!!!! نعم أيها السادة !!! فبعد التهديد والتحذير استقر رأي الرئيس باراك أوباما على الشروع في مراكمة العقوبات الاقتصادية والاجرائية على الاتحاد الروسي.. ففي اعلان سريع اعاد اوباما تكرار ما سبق من مواقف امريكية حيال الوضع السياسي الراهن في أوكرانيا على رأسها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم و التأكيد على وحدة مواقف القوى الغربية التي تتحرك بتناغم مع الولايات المتحدة الامريكية .
وغير مكترث ولا مباه لذلك يواصل فلاديمير مشروع تأمين حديقته الخلفية والعمل على تحصين جواره الجغرافي الذي لن تطــاه قدما النيتو ولا حلفاؤه ، كما يرد على العدو-الصديق بنفس العقوبات...
في سياق آخر يستعد الرئيس أوباما لزيارة أوروبا للإجتماع في قمة السبعة وهي الخطوة التي يؤكد المراقبون انها تأتي لإستكمال التنسيق من أجل توحيد الرؤى بشأن أي تحرك روسي آخر في المستقبـل ، كما يرى آخرون أن بوتين قد فرض واقعا عسكريا وسياسيا جديدا في منطقة البحر الأسود وأن تراجعــه بات شيئا مستحيلا ..
الطريف في ما يحدث هو أن رئيس أمريكا و بالموازاة مع إعلانه عقوبات جديدة ضد الروس أفرادا و مؤسسات لم و لن يغلق باب الحوار الديبلوماسي كلية، فالولايات المتحدة لا مناص لها من الترشيد مع موسكو في ملفات أكثر تعقيدا من الأزمة الاوكرانية ، بدءا من الملف النووي الإيراني و مرورا بالأزمة السورية و نهاية بالتواجد العسكري الامريكي على مشارف حدودها بأفغانستان... فمصالح الكبار الاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية عصية على التجاوز..
روسيا إذن تتجاوز حدود القرم ، و ترمي بالكرة في ملعب الخصم.. فهل يا ترى سيفهم الغرب الرسالة؟ أم أنه سيواصل سياسة الشرق الأوروبي الجديد – غرارا لما أسماها من قبل سياسة الشرق الأوسط الجديد ؟ !!!!!
د. نوفل حمدان
رئيس المركز العربي في زاباروجيا
مراسل وكاتب لدى صحيفة أوكرانيا بالعربية
المصدر: أوكرانيا بالعربية