أوكرانيا بالعربية | مارتين كينغ ... شخصية تعيد للأذهان فصل من فصول العنصرية يدعى التكفير ... بقلم د. نوفل حمداني

تصادف هذه الأيام ذكرى رحيل رجــل أفريقي عرف بمواقف بطــولية غيرت معالم العالم بأسره، إنه الرجــل الذي قـال : علينا أن نتعلم أن نعيش معا كإخـــوة أو الفناء كأغبياء ...هو الزعيم مارتن لوثر كينغ. مارتن كينغ ولد عام 1929م، حصل على جـائزة نوبل للسلام عام 1964م لدعوته إلى عدم إستخدام العنف و رفضه الكامل له بشتى أشكاله، حارب العنصرية في جنوب إفريقيا و دعا إلى عدم الفصل بين الناس من خلال ألوانهم و لا أشكالهم ، و حض الجميع على الوحدة و الوقوف صفا واحدا بيضا و سودا من أجل المضي قدما بأمريكا إلى الامام..وبفضله تمكن الأمريكان من أصول إفريقية من الحصول على فرصة الإنتخاب والتسجيل في القوائم الإنتخابية والتي كانت حينها حكرا على البيض فقط.

كييف/أوكرانيا بالعربية/تصادف هذه الأيام ذكرى رحيل رجــل أفريقي عرف بمواقف بطــولية غيرت معالم العالم بأسره، إنه الرجــل الذي قـال : علينا أن نتعلم أن نعيش معا كإخـــوة أو الفناء كأغبياء ...هو الزعيم مارتن لوثر كينغ. 

مارتن كينغ ولد عام 1929م، حصل على جـائزة نوبل للسلام عام 1964م لدعوته إلى عدم إستخدام العنف و رفضه الكامل له بشتى أشكاله، حارب العنصرية في جنوب إفريقيا  و دعا إلى عدم الفصل بين الناس من خلال ألوانهم و لا أشكالهم ، و حض الجميع على الوحدة و الوقوف صفا واحدا بيضا و سودا من أجل المضي قدما بأمريكا إلى الامام..وبفضله تمكن الأمريكان من أصول إفريقية من الحصول على فرصة الإنتخاب والتسجيل في القوائم الإنتخابية والتي كانت حينها حكرا على البيض فقط. 

مارتن ألقى خطابا شهيرا بعد ثورة 1963م في ساحة نيكولن سماه : لدي حلم، حيث قال : لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم.. 

بعد مرور أزيد من نصف قرن من هذه الكلمات الرنانة، نعود لنستحضر أهميتها خاصة و أن العالم اليوم يخوض في صراع دموي سيؤدي به إلى الهاوية لا محــالة.. مارتن كينغ هو فقط مثال حي على ضرورة درء الصدع الكبير الذي أصبح يهدد مستقبل الأمم..

و أمتنا العربية والإسلامية ليست بمنئ عن هذا، فما نراه اليوم من ظهــور لجماعات و فئات و أشخاص يكفرون الآخــر فقط لإختلاف نوعي أو جوهري كان، إنمـا يدل على ظهــور عنصرية من نوع جديد ..إنها العنصرية الطائقية بإمتياز ... 

هذه الإيام بالذات و بعد انعقاد المؤتمـر الدولي لشؤون المسلمين في القاهرة، و مناقشة مجموعة من القضايا العالقة في المجتمع الإسلامي ككل ، و مناقشة مسألة التكفير بالتحديد ، بمشاركة فعالة من وفد عن مسلمي أوكرانيا،  وجب أن نحلل  بعض الأفكار... فلا خلاف  أن لكل إنسان الحق في إختيار دينه و مذهبه ، فالإنسان حــر في تطبيق قوانين سنها له الخالق ثم سنها هو بنفسه لتنظيم أوجه الحياة و مسارها، و لا ضرر في أن يختلف المرء و أخـاه في البشرية أو الدين أو العرق في مسائل ما..لكن الكارثة هي وجود مثل أولئك الأطراف التي تخرج الإنسان من الملة لمجرد معارضتك لهم .. 

و هنا و بعيدا عن السياسة نقول أن الإسلام هو دين ليس فيه من السلطة سوى الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير و نبذ الشر و التفرقة، كما أن الذكر الحكيم يدعو إلى التضامن و التآزر و التآخي و نبذ كل أشكال الفرقة و التفرق، و لم يدع قط النبي الكريم محمد - عليه الصلاة والسلام - إلى رفض الآخر رغم كل الفوارق في مجتمعه الصغير آناذاك، فتراه تارة يقف إجلال لجنازة اليهودي، و تارة أخرى يبعث أصحابه إلى النجاشي النصراني إلى الحبشة، بل و حتى مع من آذاه من أهل مكة عبدة الأصنام  كان رحيما فلم يأمر بقتلهم و لا إطباق الجبال عليهم بل دعا لهم بالهداية و المغفرة، و هو القائل: لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده و لا يشرك به شيئا .. 

إذن الأمر هنا يتعلق بأشخاص  تطالهم آلة التكفير بسبب انتمائهم السياسي أوالمذهبي و لأنهم أساسا قالوا بأفكار ونظريات لم ترق الطرف الآخر الذي يختبئ تحت عبادة الدين، و هو من دون علم و لا معرف يضر بهذا الدين بل و يكون بذلك صورة سيئة لأمــة طالما عرفت بحسن الأخلاق و دعوة الرحمة ..

اليوم و نحن في عصر التكنولوجيا والعلوم، عصر الإنفتاح على الآخر ، لم يعد الحق لأي أفراد أو جماعات في إصدار فتاوى تكفيرية أو تحريضية على العنف أو القتل، فتاوى من شأنها أن توقع الفتنة بين الناس و تعرض حياة الأشخاص بإختلاف ألوانهم و أطيافهم و دينهم إلى الموت أو الجرع أو العطب.. الدين أيها السادة جاء مكملا للإنسان، معينا له في حياته، لا مجبرا و مكرها، فالله العليم هو القائل: لا إكراه في الدين- . إذن لا عنصرية في ديننا و لا مذهبية في ملتنا، بل كلنا سواسية أمام رب العباد.. 

مارتن كينغ، كان قسيسا، و دعا إلى إحترام الناس على إختلاف ألوانهم و أديانهم و طــوائفهم، فكيف برجال الدين الإسلامي السمح و شيوخه أن يدعو إلى غير ذلك !!!؟

 كينغ يقول:  "أحبوا أعدائكم، لا أقصد الحب العاطفي ...بل ذلك الحب الذي يعلوبالروح الإنسانية لقهر مشاعر البغض والعنف داخل الروح البشرية". 

و كلام الله خير و أبقى : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ .. " صدق الله العظيم.

يا أيها الناس!!!!   إن كانت دعوة لوثر كينغ إنسانية ، فان الله رفع دعوته و أقرها سماوية من قبل! فاتعظوا يا من وقعتم في شر سوء أنفسكم، و لا تكونوا سببا في إزهاق أرواح أناس أبرياء ، و لا تشوهوا  دين الحق السمح و إعلموا بأن الله ليس بغافل عمــا تعملــون ...


د. نوفل حمدان

رئيس المركز العربي في زاباروجيا

مراسل وكاتب لدى صحيفة أوكرانيا بالعربية


المصدر: أوكرانيا بالعربية


مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
أوستن: ستبدأ طائرات إف-16 ستبدأ في الوصول إلى أوكرانيا هذا العام
سياسة
إسبانيا واليونان ترفضان تسليم أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا
سياسة
اللجنة الأمنية في البرلمان السويسري تؤيد تخصيص 5.5 مليار دولار لأوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.