أوكرانيا بالعربية | خطران يهددان حركة "حماس" واستئناف المقاومة أبرز الخيارات... بقلم عبد الباري عطوان
كييف/أوكرانيا بالعربية/دموع الفرح التي انهمرت من عيون الاسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال وذويهم ابكتنا جميعا، فهؤلاء الابطال كانوا وزملاؤهم الذين بقوا خلف القضبان مشاريع شهادة، قاتلوا العدو المحتل لارضهم حتى آخر طلقة في بندقيتهم وبعضهم اسر جريحا في حالة حرجة.
بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء الاسرائيلي مارس، ويمارس، ابشع انواع الابتزاز، عندما ربط بين عملية الافراج هذه المتواضعة العدد وبين التزام السلطة بالبقاء في قفص المفاوضات حتى اكتمال الدفعة الخامسة والاخيرة.
صمت السلطة، ورئيسها، على هذا التغول الاستيطاني في المدينة المقدسة، واستمرار كبير مفاوضيها والوفد المرافق له في المفاوضات، وزيادة وتيرة التنسيق الامني، تشكل كلها اسوأ انواع التواطؤ مع الاحتلال وسياساته التوسعية.
***
فاذا كان الرئيس عباس حافظ على بقاء سلطته وبالتالي استمرار زعامته المتآكلة من خلال الاستدانة والاستجداء والعودة الى المفاوضات مكرها، من اجل تسديد رواتب موظفي سلطته المترهلة، فان حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة في الجانب الآخر تعيش مأزقا لا يقل صعوبة، حيث تواجه حصارين الاول اسرائيلي والثاني عربي مصري، وباتت تعاني من الافلاس السياسي قبل المالي.
قطاع غزة يخسر 230 مليون دولار شهريا من جراء تفجير الانفاق من قبل الجيش المصري، ونصف اقتصاده يقوم على تجارة التهريب عبرها، ونسبة البطالة تصل الى حوالي 43 في المئة في اوساط الشباب القادرين على العمل ان لم يكن اكثر.
اهالي القطاع لا يمكن ان يتحملوا هذا الوضع السيء الى الابد، كما ان حركة حماس نفسها لا يمكن ان تظل هدفا لمخططات تريد خنقها، والخاضعين لحكمها، لتأليب ابناء القطاع ضدها تمهيدا للاطاحة بها بالطريقة نفسها التي اطيح بحليفها محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب.
***
هناك مخرجان من هذا المأزق الاول بالنسبة الى حركة "حماس"، والثاني لحركة تمرد التي تزداد قوة وشعبية في قطاع غزة وتحظى بدعم سلطة رام الله:
اطلاق صاروخين على مستوطنات اسرائيلية قبل ايام، واكتشاف اسرائيل نفقا تحت الحدود الشمالية للقطاع قد يكون احد الترجمات الاولية لهذا التوجه، فاذا عادت حماس لاطلاق الصواريخ فانها قد تخلط الاوراق مجددا، وتستعيد ما تآكل من شعبيتها، وتحرج الجيش المصري الذي يحاصرها، ويدمر انفاقها ويتآمر لقلب سلطتها، ويتبنى هذا التوجه بقوة كتائب القسام.
ـ حركة تمرد ستظل حركة فصائلية محدودة التأثير، طالما تركز على قطاع غزة فقط، وتستهدف حركة "حماس" وحدها، دون ان تمس بالسلطة في رام الله، واذا كانت تريد ان تكون حركة شعبية تمثل الشعب الفلسطيني بأسره، فان عليها ان توسع دائرة بيكارها، وتمتد الى الضفة الغربية وتعمل على اطاحة السلطة الفلسطينية ايضا، والا فانها ستعمق الانقسام في الشارع الفلسطيني الذي تتطلع غالبية الشعب لانهائه.
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي