أوكرانيا بالعربية | جُــمْهُــــورِيـّــة الْــعُمْـــيَـــان... بقلم حسن زايد

16.01.2014 - 02:00 #مصر, #حسن زايد
الفقه الإسلامي فيه أكثر من مذهب من مذاهب الفقه ، كان أولها المذهب المالكي ، ولو أن الإمام مالك حمل الناس علي مذهبه قسراً باعتباره الإسلام لما كان للمذاهب الأخري وجود . إلا أنه لم يدَّع لنفسه ، ولم يدَّع تلامذته له أو لأنفسهم إحتكار الحقيقة ، ولم يدَّع لنفسه ، ولم يدَّع تلامذته له أو لأنفسهم إحتكار الحديث باسم الإسلام . وما ينسحب علي الإمام مالك ينسحب علي باقي الأئمة العظام . وتلمس ذلك في أقوالهم ، فقد قال الإمام مالك : " كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيَرُدُّ إِلَّا صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ".

كييف/أوكرانيا بالعربية/الفقه الإسلامي فيه أكثر من مذهب من مذاهب الفقه ، كان أولها المذهب المالكي ، ولو أن الإمام مالك حمل الناس علي مذهبه قسراً باعتباره الإسلام لما كان للمذاهب الأخري وجود . إلا أنه لم يدَّع لنفسه ، ولم يدَّع تلامذته له أو لأنفسهم إحتكار الحقيقة ، ولم يدَّع لنفسه ، ولم يدَّع تلامذته له أو لأنفسهم إحتكار الحديث باسم الإسلام . وما ينسحب علي الإمام مالك ينسحب علي باقي الأئمة العظام . وتلمس ذلك في أقوالهم ، فقد قال الإمام مالك : " كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيَرُدُّ إِلَّا صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ".

ويقصد بصاحب القبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم لكونه معصوماً . وقال الإمام الشافعي : " رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ،ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ " . إذن فلا محل للزعم باحتكار الحقيقة المطلقة ، ولا محل للزعم بأن رأياً ما هو الإسلام فيما يَحتَمِلُ الظن من المسائل . وما ينطبق علي أصحاب هذه المذاهب لا ريب في انطباقه علي حسن البنا ورفاقه وأتباعه ، مع أنه لا وجه للمقارنة بين هؤلاء وهؤلاء . والمقارنة هنا تستهدف المقاربة للأفهام . إذن فالبنا ورفاقه وأتباعه ليس لهم إحتكار الحقيقة ، وليس لهم احتكار التحدث باسم الإسلام ، فقولهم يؤخذ منه ويُرَد ، ويَرِدُ عليه الخطأ والصواب ، وما وافق من كلامهم الكتاب والسنة فعلي العين والرأس ، وما يخالفهما يُضرَبُ به عرض الحائط . وقد درج المصري علي عدم احتكار الدين من جانب أحد ، فإذا لم يعجبه كلام أحدهم تركه قائلاً له : " شرع الله عند غيرك " . إذن فلا ميزة للإخواني عمن سواه فيما يأتي أو يدع تضعه في مرتبة أعلي عن بقية خلق الله من المسلمين ، ولا معني مطلقاً لتصنيف المسلمين وفقاً لفكرة حسن البنا عن الإسلام وفهمه له ، فالمؤمن ـ من وجهة نظره ـ هو من يؤمن بدعوته ، ويصدَّق بقوله ، ويُعجب بمبادئه ، ويري فيها خيراً اطمأنت له نفسه وسكن له فؤداه ، " فهذا ندعوه أن يبادر بالإنضمام إلينا والعمل معنا حتي يكثر به عدد المجاهدين " ، وهو في تصنيف أتباعه وشأنه ، أما أن يصنف بقية المسلمين إلي متردد ونفعي ومتحامل ، ومعياره في ذلك هو الإنضمام لجماعته فهو بذلك قد عُمِّي عليه طريقه . لأن الإيمان لا يتوقف علي الإنضمام للجماعة من عدمه ، كما أن هذا الإنضمام ليس شرطاً لوجوده . فضلا عن أن الإنضمام للجماعة ليس بالقرينة التي لا تقبل العكس علي الإيمان  ، لأنه في وجود الرسول المصطفي وُجِدَ المنافقين ، ولم تُحل دون وجودهم كافة دلائل النبوة . ومن هذه النبتة الفكرية الخبيثة تصور الإخوان أنهم جماعة المسلمين دون غيرهم . وقد تم تغذية هذه النبتة بأفكار من قبيل  : " إن منهاج الإخوان المسلمين محدود المراحل واضح الخطوات "ثم يحدد المراحل بـ : الفرد المسلم  ، والبيت المسلم ، والشعب المسلم ، والحكومة المسلمة ، والوطن الإسلامي ، وإعادة البقاع التي عرفت الإسلام قبلاً ، وأخيراً إعلان الدعوة علي العالم . ثم يقول البنا : " وإنما نعلن في وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له في الإسلام " . فإن لم يكن هذا الفكر هو فكر تكفيري ، فماذا يكون الفكر التكفيري ؟ . ثم يذهب في نرجسيته إلي ما هو أبعد من ذلك حين يقول : " ولكننا أيها الناس : فكرة وعقيدة ، ونظام ومنهاج ، لا يحدده موضع ولا يقيده جنس ، ولا يقف دونه حاجز جغرافي ، ولا ينتهي بأمر حتي يرث الله الأرض ومن عليها ذلك لأنه نظام رب العالمين ، ومنهاج رسوله الكريم " هكذا دفعة واحدة ، نظام الإخوان هو نظام رب العالمين ، ومنهاج رسوله الكريم . ثم يستطرد : " نحن أيها الناس ـ ولا فخر ـ أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وحملة رايته من بعده ، ورافعوا لوائه كما رفعوه ، وناشروا لوائه كما نشروه ، وحافظوا قرآنه كما حفظوه ، والمبشرون بدعوته كما بشَّروا ، ورحمة الله للعالمين ( ولتعلمُنَّ نبأه بعد حين ) " . فهُم أصحاب الرسول مثلهم في ذلك مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم كتف بكتف ، بل أكثر من ذلك هم رحمة الله للعالمين شأنهم شأن النبي محمد (ص) ، ومن لم يصدق ذلك سيعلم نبأه بعد حين . ثم يمضي البنا مخاطباً إخوانه : " هذه منزلتكم ، فلا تصغروا في أنفسكم ، فتقيسوا أنفسكم بغيركم ، أو تسلكوا في دعوتكم سبيلاً غير سبيل المؤمنين " . فجماعته في نظره فوق المقارنة  ، وقياسها بغيرها فيه استصغار لقدرها وحط من قيمتها ودورها . ثم يمضي البنا في رسالة التعاليم إلي القول : " فهذه رسالتي إلي الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين ، الذين آمنوا بسموّ دعوتهم وقدسية فكرتهم " . ولا ندري ما هي القدسية في دعوة الإخوان التي تخطيء وتصيب ، ويؤخذ منها ويرد . ثم يستطرد : " وعزموا صادقين علي أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها " . وهنا تشم رائحة الدم وشواء اللحم البشري في سبيل فكرة الإخوان ودعوتهم . والأمر هنا ليس مجرد كلام نظري يُقال في جلسة علي مقهي أو عظة في صحن مسجد ، أي أنه ليس كلاماً للإستهلاك وتزجية وقت الفراغ ، ونفهم ذلك من حسن البنا نفسه حين يستطرد قائلاً : " إلي هؤلاء الإخوان فقط أوجه هذه الكلمات الموجزة ، وهي ليست دروسا تُحفظ لكنها تعليمات تُنَفذ " . ولاحظ معي  أن الرسالة موجهة للإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين لا لكي تحفظ ولكن لكي تُنفّذ ، أما غيرهم فلهم : " دروس ومحاضراتً ، وكتب ومقالات ، ومظاهر وإداريات ، ولكل وجهة هو موليها ، فاستبقوا الخيرات ، وكلاً وعد الله الحسني " . ثم نأتي إلي أركان البيعة التي تمثل أولي خطوات تكوين جمهورية العميان ، وأركان البيعة في هذه الجمهورية عشرة هي : " الفهم ، والإخلاص ، والعمل ، والجهاد ، والتضحية ، والطاعة ، والثبات ، والتجرد ، والأخوة ، والثقة " .  وبداية العَمَه في الفهم لديهم ، يقول البنا : " إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا ( إسلامية صميمة ) وأن تفهم الإسلام كما نفهمه ".

وليس هناك مساحات أخري للفهم خارج هذا الإطار، فالإسلام هو ما يفهمه الإخوان وفقط . وفي ركن الطاعة يقول البنا : " وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه تواً في العسر واليسر والمنشط والمكره " . وهو ركن أقرب إلي الأنظمة العسكرية التي تقوم علي تنفيذ الأمر ولو غلط دون مناقشة ولا تردد ولا فهم . وهو يتساوق مع ركن الفهم . والدعوة في مرحلة التكوين تقوم باستخلاص العناصر الصالحة للجهاد ، ونظامها "صوفي بحت من الناحية النظرية ، عسكري بحت من الناحية العملية ، وشعار هاتين الناحيتين دائماً ، أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج . أي : كمال الطاعة المطلقة . ويرج السبب في تلك الطاعة العمياء لما قاله البنا : " وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية ، والأستاذ بالإفادة العلمية ، والشيخ بالتربية الروحية ، والقائد بحكم  السياسة العامة للدعوة " . فهل تتسق هذه الدعوة مع صحيح الدين ؟ . وهل يمكن أن تسوس هذه الدعوة دولة بالمفهوم الصحيح للدولة ؟ أم أنها تسعي إلي إعلان جمهورية العميان ؟ ! .


حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام


المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
ليتوانيا تقدم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا
سياسة
بيربوك: أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى للدفاع عن خاركيف
رياضة
زيلينسكي: أوكرانيا فعلت كل ما يلزم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.