أوكرانيا بالعربية | إيران النووية.. وشركاء الخيبة!... بقلم إسراء الفاس
ثبّتت إيران حقّها في التخصيب وفي الاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي، وحقها في حماية المنشآت النووية وفي تطوير الأبحاث النووية... والأهم أنها انتصرت في إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
الانتصار الايراني أتى واضحاً وحاسماً، لا بأسلوب الاستجداء ولا من جراء الخضوع لتهديد ووعيد الغرب، بل بعد مفاوضات شاقة خاضها الايرانيون على مدى 12 عاماً، لتتوّج خواتيمها انتزاعاً لحقهم في التخصيب ورفع العقوبات.
في صحيفة "اسرائيل اليوم"، كتب بوعز بسموت : "كان يكفي رؤية الوجه الضاحك لوزير الخارجية الايراني ظريف أمس على شرفة الفندق الذي تجري فيه المحادثات في فيينا من اجل معرفة من الذي انتصر هناك."
وعلق موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الاتفاق فقال: "إنه انتصار كبير للايرانيين وضربة قوية لرئيس الوزراء الاسرائيلي... الحدث تاريخي وأصبح واقع وانتهى الحديث عن الاحتمالات بالتوقيع أو عدمه".
الاتفاق التاريخي مع إيران... استحال جنوناً في كيان الاحتلال. رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وصفه بأنه "خطأ تاريخي للعالم". وأضاف أنه "تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا " لصالح إيران، وبأسلوب المتحسر تابع: "لا يمكنك منع التوصل الى اتفاق عندما تكون الأطراف التي تفاوض مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات لهؤلاء الذين يرددون مقولة الموت لاميركا، حتى اثناء المحادثات".
وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون وصف الحدث التاريخي بـ "المأساة". وذهب زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ليعتبر أن الاتفاق النووي مع ايران "يوم أسود في تاريخ العالم الحر". أما تسيبي ليفني فاعتبرت أن "هذا الاتفاق سيء ليس فقط بما حمله من بنود وانما بما لايحمله ويتضمنه من بنود".
مواقف الخيبة عبّرت عنها أيضاً نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي، فرأت أن الاتفاق يمثل "استسلاماً تاريخياً من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران".
وأكد رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد أنه "لا توجد موالاة ومعارضة في إسرائيل في مواجهة هذا الإتفاق". كما ذهب زعيم حزب "البيت اليهودي" وزير التعليم نفتالي بينت للقول: "في 14 تموز عام 2015 وعند الساعة 9,21 ولدت سلطة نووية ، سيذكر هذا اليوم كيوم أسود في تاريخ العالم الحر ".
الخيبة نفسها بدت واضحة في تصريح للوزير الصهيوني داني دانون قال فيه "إن المال الذي سيتدفق الى ايران سيشعل أولا الارهاب في شوارع القدس، واشنطن ولندن".
المعارضة الاسرائيلية: نتنياهو فشل!
الانتصار التاريخي الايراني، اعتبر فشلاً سياسياً مدوياً لرئيس كيان العدو بنيامين نتنياهو، الذي تبنى مواقف عدائية ضد أي تقارب مع إيران وهو ما أدى إلى نوع من التوتر في العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
فاتهمت المعارضة الاسرائيلية نتنياهو بالفشل في معالجة الموضوع الايراني وطالبته بالاستقالة. وقالت العضو في الكنيست عن حزب العمل شيلي يحيموفيتش: "على نتنياهو التوقف فورا عن المواجهة التي يخوضها مع الأميركيين وعن التحدث عن سيناريوهات رعب، وأن يضبط نفسه، ويحسن مواقفه وحماية مصالح إسرائيل خلال تطبيق الاتفاق".
وأضافت: "يتضح وبدون أدنى شك أن المواجهة الشديدة التي خاضها نتنياهو مع الأميركيين كانت فشلا ذريعا، وسوف يتم تدريسه في كتب التاريخ. ولكننا لسنا منشغلين الآن بتاريخنا وإنما بمستقبلنا".
وفي السياق نفسه، اعتبر عضو الكنيست عوفر شيلح، عن حزب "هناك مستقبل"، أن الاتفاق يمثل "فشلاً ذريعاً لسياسة رئيس الحكومة في القضية التي جعلها كنزا شخصيا وأدارها لوحده ومن خلال تجاهل الانتقادات في إسرائيل والعالم وبتبجحه بأنه يعرف كيف يوقف النووي الإيراني!"
وتلمح المعارضة الصهيونية إلى الخطاب الذي ألقاه نتنياهو قبل أشهر في الكونغرس الأميركية وهاجم فيه سياسة أوباما التفاوضية مع إيران، وهو ما أثار استياء الإدارة الأميركية.
اليوم تتحدث تقارير صحفية عن معركة "كسر عظم" دبلوماسية بين نتنياهو واوباما، لن تؤثر أبداً عن الدعم العسكري والسياسي لكيان الاحتلال. وهنا تنقل الأخبار أن كيان العدو سيستقبل قرابة 100 عضو في الكونغرس الأميركي خلال شهر آب/اغسطس المقبل في إطار سياسة الحكومة الإسرائيلية بجمع اكبر عدد ممكن من اعضاء الكونغرس المعارضين للاتفاق مع إيران خلال الفترة المحددة لتصويت الكونغرس على الاتفاق والتي هي 60 يوماً.
العين الاسرائيلية ليست على الكونغرس وحده، ففي الحسابات الصهيونية "شركاء الخيبة" أيضاً. اليوم عبّر الجنون الاسرائيلي عن نفسه من خلال تصريحات مسؤولي العدو، إلا أن صمتاً مطبقاً حل في أماكن أخرى... هنا يكرر رئيس الشاباك الإسرائيلي السابق يعقوب بيري: "هناك فرصة تاريخية لتحالف إقليمي بين إسرائيل والدول المعتدلة" ضد إيران النووية!
إسراء الفاس
قناة المنار