أوكرانيا بالعربية | الرئيس عباس وادمان المفاوضات السرية... بقلم عبد الباري عطوان
كييف/أوكرانيا بالعربية/الرئيس الفلسطيني محمود عباس مدمن للمفاوضات وقنواتها السرية، مع الاسرائيليين ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الكشف عن لقاءات تعقد في لندن بين السيد باسل عقل احد ابرز مستشاريه واسحق مولخو الذراع الايمن لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي.
لا يمكن ان نفهم او نقبل هذا المسلك للرئيس عباس، اي فتح قناة تفاوض سرية موازية، في الوقت الذي يتفاوض اقرب المقربين اليه مثل الدكتور صائب عريقات وزميله الدكتور محمد اشتية علنا مع مولخو نفسه وتسيبي ليفني وبعد التنازل عن كل الشروط الفلسطينية الامر الذي يذكرنا بما فعل عام 1992 عندما انخرط في مفاوضات سرية في دهاليز اوسلو في الوقت الذي كان الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي، رحمه الله، يتفاوض مع الاسرائيليين في اطار مؤتمر جنيف للسلام مع الدول العربية الاخرى.
الدكتوران عريقات واشتية في اللجنة التنفيذية لحركة "فتح" وموضع ثقة الرئيس عباس، فلماذا يتجاوزهما بهذه الطريقة المهينة، ويظهرهما بمظهر الزوج المخدوع، فاذا كان لا يثق بهما فالاحرى به ان لا يكلفهما بمهمة التفاوض هذه في الاساس.
عشرون عاما والرئيس الفلسطيني يتفاوض دون الوصول الى اي نتيجة بل المزيد من الاهانات والمستوطنات والشروط الاسرائيلية التعجيزية، ألم ييأس، ألم يشعر بالملل، ألم يحن الوقت للعلاج ومن ثم الشفاء من هذا المرض الذي اسمه ادمان المفاوضات السرية؟
كنا نعتقد ان الدكتور عريقات الذي قال عبارته الشهيره "بان الحياة مفاوضات" هو الشخص الوحيد المريض بهذا الادمان ولكن يبدو انه تلميذ صغير في اكاديمية الرئيس عباس هذه.
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي