أوكرانيا بالعربية | الإخوان جماعة إرهابية بين الوهم .. و .. الحقيقة... بقلم حسن زايد

عرف المجمع اللغوي كلمة الإرهاب بأن أساسها : "رهب" بمعنى خاف، وأرهب فلانا بمعنى خوفه وفزعه، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية .إذن لغوياً الإرهاب يعني ببساطة محاولة جماعة أوأفراد فرض أفكار أو مواقف أو مذاهب معينة بالقوة باعتبارها على صواب والأغلبية مهما كانت نسبتها على خطأ ، وتعطي نفسها بمقتضي ذلك الحق في الوصاية

 كييف/أوكرانيا بالعربية/عرف المجمع اللغوي كلمة الإرهاب بأن  أساسها : "رهب" بمعنى خاف، وأرهب فلانا بمعنى خوفه وفزعه، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية .إذن لغوياً الإرهاب يعني  ببساطة محاولة جماعة أوأفراد فرض أفكار أو مواقف أو مذاهب معينة بالقوة باعتبارها على صواب والأغلبية مهما كانت نسبتها على خطأ ، وتعطي نفسها بمقتضي ذلك الحق في الوصاية علي الأغلبية تحت أي مبررأو ذريعة ، ومن ثم الحق في الفرض والإرغام قسراً علي اعتناق هذه الأفكار أو تبني هذه المواقف أو الإعتقاد في هذه المذاهب .

واصطلاحاً عرفه الفقيه شريف بسيوني بأنه : "استراتيجية عنف محرم دوليا، تحفزها بواعث عقائدية، وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين، لتحقيق الوصول إلى السلطة، أو القيام بدعاية لمطلب أو لمظلمة، بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم أونيابة عن جماعة ، أو نيابة عن دولة من الدول " .

وقد عرف القانون المصري في الماده( 86) الإرهاب بأنه : " يقصد بالإرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوه أو العنف أو التهديد أو الترويع ، يلجأ اليه الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر إذا كان من شأن ذلك إيذاء الاشخاص او إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئه أو بالاتصالات أو بالمواصلات أو بالأموال أو بالمباني أو بالأملاك العامه أو الخاصه أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامه أو دور العباده أو معاهد العلم لأعمالها أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين او اللوائح " .(صدر تعديل لقانون العقوبات والاجراءت الجنائية برقم 97 لسنة 1992تحت مسمى قانون الارهاب ) .

فهل تعد جماعة الإخوان وفقاً لهذه التعريفات جماعة إرهابية ؟ . فلنرجع إلي الأساس الفكري للجماعة ونمعن النظر فيه ونري ، يقول البنا في كتابه مجموعة الرسائل ، رسالة المؤتمر الخامس : " يتسائل كثير من الناس : هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلي غايتهم ؟ وهل يفكر الإخوان المسلمون في إعداد ثورة عامة علي النظام السياسي أو النظام الإجتماعي في مصر ؟ ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة ، بل إني أنتهز هذه الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا في وضوح وفي جلاء ، فليسمع من يشاء . أما القوة فشعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته " ثم ساق البنا آية سورة الأنفال : " وأعدوا " وأردفها بحديث : " المؤمن القوي " ، وبني عليهما النتيجة . يقول البنا : " فالإخوان المسلمون لابد أن يكونوا أقوياء ، ولابد أن يعملوا بقوة ".  ولكن أي قوة يقصدها البنا في كلامه ؟ . إنه يجيب بقوله : ".. ثم من بعدهما قوة الساعد والسلاح .. " .

ومتي يجري استخدام قوة السلاح ؟ . يجيب البنا بصراحة ووضوح : " إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها " . وربما يخطر ببال أحدنا أن الأمر كله لله وفي خدمة الإسلام ، وأن الجهاد تحت راية الإسلام فريضة غائبة ، تسعي الجماعة إلي استحضارها ، في وقت الإستضعاف الراهن الذي يعاني فيه الإسلام والمسلمين من الإضطهاد والمطاردة علي أيدي قوي الإستكبار العالمي . وأنا أقول لمن يخطر بباله ذلك : انتبه . هل تجزم بأن الإخوان يحتكرون حقيقة الإسلام المطلقة دون غيرهم من بقية خلق الله المسلمين ؟ . وأن كلمة الإخوان هي المرادف الموضوعي للإسلام إلي حد ذهاب أحد قياداتهم الرشيدة إلي القول : " اللهم توفني علي الإخوان " بدلاً من " اللهم توفني علي الإسلام " ؟  .

لو كنت تستطيع أن تجزم بأن الإخوان يحتكرون الإسلام الحق ، وأن كلمة إخوان هي المرادف الموضوعي للإسلام ، فلا شك أنك ستذهب مذهبهم وتتبني فكرهم ، وتقول بقولهم ، حيث يقول البنا : " فلابد من فترة تنشر فيها مباديء الإخوان وتسود " بدلا من مباديء الإسلام ، فجعل الإخوان هي المعادل الموضوعي للإسلام .

ووفقاً لهذه المباديء يقول البنا : " فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة اسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف " وفقاً لفهم الإخوان قطعاً ، فإن لم يحدث ، يقول البنا : " وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم ، وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله " . ذلك هو الأساس الفكري لجماعة الإخوان ، وتلك هي تعريفات الإرهاب لغوياً واصطلاحياً ، وهذا هو الواقع المشاهد من جماعة الإخوان حياً من لحم ودم . واقع ينسجم ويستقيم مع الأساس الفكري للجماعة بخط يد مؤسسها حسن البنا ، وينطبق عليها تعريفات الإرهاب لغويا واصطلاحياً الأمر الذي يجعلهم تحت طائلة القانون حتمياً  بعيداً عن أوهام الماضي التي كان يروج لها مؤسسها الأول . والموقف القانوني محدد سلفاً ولم يكن يقصد الإخوان تحديداً ، وإنما وضع التعريف كقاعدة قانونية عامة ومجردة في المادة (86) من قانون العقوبات ، ثم تحددت لهذه الجريمة العقوبات المقررة لها في المادة (86) مكرر ، ومكرر أ ، ومكرر ب ، ومكرر ج من ذات القانون . ولا يتبقي أمام الجماعة وأعضائها سوي التعامل مع الموقف علي ضوء المستجدات الحاصلة علي أرض الواقع ، وإلا فإنهم مقدمون علي الإنتحار لا محالة .


حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام


المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية تصل إلى أوكرانيا في زيارة غير معلنة
سياسة
ميتسولا: روح أوروبا تعيش في كل منطقة في أوكرانيا
سياسة
البرلمان الأوكراني يقيل وزير السياسة الزراعية
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.