أوكرانيا بالعربية | الـحــــوثـيــــة والأمــن الـقـــومـي الـعـــربـي... بقلم حسن زايد

الحوثية لمن لا يعرف ، هي حركة سياسية دينية مسلحة ، مركزها الرئيسي مدينة صعدة باليمن . سميت الحوثية نسبة إلي مؤسسها ، والأب الروحي لها حسين الحوثي . تنتمي دينياً إلي المذهب الزيدي ، وهو أحد مذاهب المذهب الشيعي في الإسلام ، والزيدية نسبة للإمام زيد بن علي رضي الله عنه . دخلت الحركة في صراع مسلح مع اركان نظام علي عبدالله صالح بسبب التمييز والتهميش ، واستمر هذا النزاع حتي سقوط النظام اليمني . وتأتي علاقة الحوثية بالأمن القومي العربي ، من حيث علاقة اليمن بالأمن القومي العربي.
كييف/أوكرانيا بالعربية/الحوثية لمن لا يعرف ، هي حركة سياسية دينية مسلحة ، مركزها الرئيسي مدينة صعدة باليمن  . سميت الحوثية نسبة إلي مؤسسها ، والأب الروحي لها حسين الحوثي . تنتمي دينياً إلي المذهب الزيدي ، وهو أحد مذاهب المذهب الشيعي في الإسلام ، والزيدية نسبة للإمام زيد بن علي رضي الله عنه . دخلت الحركة في صراع مسلح مع اركان نظام علي عبدالله صالح بسبب التمييز والتهميش ، واستمر هذا النزاع حتي سقوط النظام اليمني  . وتأتي علاقة الحوثية بالأمن القومي العربي ، من حيث علاقة اليمن بالأمن القومي العربي.
وقد أدركت مصر مبكراً أهمية اليمن باعتبارها إحدي ضلفتي باب المندب ، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر ، ومن ثم لقناة السويس  . وقد كان من بين الأهداف الإستراتيجية المصرية التي سعي عبدالناصر لتحقيقها ، بمساعدته الثورة اليمنية علي النظام الإمامي الذي كان يحكم اليمن ، ضمان أن يكون النظام الحاكم بها ، هو نظام جمهوري موالي للنظام الجمهوري الحاكم في مصر ، فيضمن بذلك أمن باب المندب ، وأمن البحر الأحمر باعتباره مياهاً عربية ، وبالتالي أمن قناة السويس كممر مائي مصري خالص ، خاصة أن الإحتلال الإنجليزي كان موجوداً في جنوب اليمن ، ومهيمناً علي ميناء عدن . وقد كان من بين الأهداف ردع الممالك العربية التي كان يري فيها عبدالناصر أنها قوي رجعية ، مضادة للثورة ، ومناهضة للنظام القومي العربي ، وأنها تساند النظام الإمامي في اليمن.
وقد تكشفت أهمية وجود نظام يمني موالي للنظام المصري في حرب اكتوبر 1973 م ، حيث جري غلق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية . وتاريخياً ساعدت الممالك العربية النظام الإمامي خشية تصدير الثورات إليها ، فلما نجحت الثورة اليمنية ـ رغم سلسلة الإنقلابات التي مرت بها ـ ولت هذه الممالك ظهرها لليمن ، ولم تفكر في مساعدتها اقتصادياً . حيث كان الشعب اليمني يعاني الفقر والبطالة ،  بينما جيرانه يسبحون في بحار النعيم . وعندما ظهرت الحركة الحوثية في اليمن قيل بأنها مدعومة من النظام الإيراني الشيعي ، وأنها تمثل امتداداً للهلال الشيعي الذي تسعي إيران لبناءه ليطوق به الأنظمة السنية في الجزيرة العربية ، وقد كانت تلك الخلفية هي العلة في وقوع اشتباكات مسلحة بين القوات السعودية ، وقوات الحركة الحوثية سنة 2009 م فيما عرف بنزاع صعدة .
خاصة في ظل وجود أقليات شيعية في دول مجلس التعاون الخليجي ، فهم رغم وطنيتهم يمثلون هاجساً مؤرقاً للأنظمة الخليجية ، وانهيار دولة العراق، وخضوعها لحكم الطائفة الشيعية ، يمثل نموذجاً حياً يمكن استنساخه في أي منها . حيث يمثل المد الشيعي الإيراني تهديداً رئيسياً للأمن القومي لدول المشرق العربي . وبعد ثورة الربيع العربي في اليمن ، وانقلاب الإخوان علي نظام علي عبدالله صالح ، واقتلاعه من جذوره ، والحلول محله ، انتهت الثورة اليمنية إلي ما يطلق عليه التقسيم الفيدرالي لليمن ، حيث جري تقسيمها إلي ست أقاليم فيدرالية .
وقد اشتكي الحوثيون من هذا التقسيم علي اعتبار أنه لم يراع الجوانب الإقتصادية ، وأنه يمهد لنوع جديد من الصراعات المسلحة . وقد نجحت الحركة الحوثية في معركة خاطفة في الإستيلاء علي كل مؤسسات الدولة اليمنية دون أي مقاومة تذكر ، وأصبحت اليمن فعلياً في قبضة الحوثيين . وقد خلفت هذه الحركة الفجائية العديد من علامات الإستفهام الشائكة المتعطشة إلي إجابات قاطعة تشفي الغليل ، وتروي الظمأ ، وتسد الرمق . فالوضع السابق كان يمثل تهديداً للأمن القومي المصري ، حيث كانت الهيمنة الفعلية للإخوان المسلمين ، فضلاً عن تفتت اليمن إلي ست أقاليم .
والوضع الراهن لو أعلن الحوثيون استيلائهم علي الحكم ، وولاءهم للنظام الإيراني ، فإنه أيضاً يمثل تهديداً للأمن القومي المصري ، في ظل العلاقات غير المعلنة بين النظام الإيراني ودولة إسرائيل ، والتحالف غير المقدس بينها وبين أمريكا . ولو كانت هناك مفاضلة بين الوضعين ، لكان الوضع الراهن أفضل .
علي اعتبار أن الزمن كفيل بمعالجة سياسية للخصومة التاريخية بين مصر وإيران في المدي المنظور . أما بالنسبة للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ، فقد ينبيء الصمت الذي التزمته هذه الدول حيال ما يجري في اليمن أنه قد جرت مفاضلة بين النظام الإخواني الذي فر من اليمن ، والنظام الحوثي ، ووقع الإختيار علي الحوثيين باعتبارهم لا يمثلون خطراً انقلابياً تآمرياً مباشراً علي أنظمتهم .
ورغم ما سيق من اتهامات للحوثيين بتلقيهم الدعم من إيران ، ومن ليبيا / القذافي ،وعمالتهم لأمريكا ، إلا أنه من المؤكد أن هذه  الأنظمة العربية لديها ما يدفعها إلي الإعتقاد بأنها حركة محلية ليس لها تطلعات خارجية ، خصوصاً أن المذهب الزيدي هو أقرب المذاهب الشيعية إلي المذهب السني ، وكل السيناريوهات المطروحة يمكن احتمالها ، والتعاطي معها علي نحو أو آخر ، إلا سيناريو الفوضي المسلحة ، وتفكك الدولة ،علي نحو ما يحدث الآن ، في ليبيا ، والعراق ، والسيناريو المحتمل في سوريا  .
إذ أن هذا السيناريو سيضيف إلي الجرح العربي المزيد من التقيح ، والقابلية ،علي نحو اكثر، للإنفجار وتسميم الجسد العربي المنهك كله ، تمهيداً لإعلان وفاته .
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام 
المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
الرئيس الأوكراني يقيل سفراء بلاده بعدد من الدول والمنظمات
سياسة
فيتسو: زيلينسكي عرض علي 500 مليون يورو مقابل دعم انضمام أوكرانيا للناتو
سياسة
المستشار الألماني يعلن إمدادات عسكرية جديدة لأوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
التشيك تعترف بترحيل شعب تتار القرم باعتباره عملاً من أعمال الإبادة الجماعية
آراء ومقالات
مركز موارد تتار القرم يطلق حملة في الشبكات الاجتماعية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
آراء ومقالات
القمع في شبه جزيرة القرم المحتلة: وحشية بلا حدود
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.