معركة التمثيل الفلسطيني... بقلم وليد ظاهر
كييف/أوكرانيا بالعربية/تابعنا قبل ايام قمة الدوحة، والتي جاءت في ظل ظروف معقدة وشديدة الحساسية، فالتهويد والاستيطان على اشده في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص القدس، والجرائم بحق اسرانا البواسل واعتداءات قطعان المستوطنين في تصاعد.
فاذا بنا نفاجأ بان هذه القمة، تعيد ذاكرتنا الى قمة شبيهة عقدت بالقاهرة ابان الغزو العراقي للكويت، وانتشار القوات الامريكية والاجنبية في الخليج، فكانت قمة امريكية بامتياز، وقمتنا اليوم عقدت فقط لمنح المعارضة السورية مقعدا في الجامعة العربية.
فلقد طل علينا امير قطر بدعوته الى قمة مصغرة بين حركة "فتح" و "حماس" في القاهرة، لتحقيق المصالحة، ولا ادري ما هو السر في هذه الدعوة، حيث ان القاصي والداني يعلم ان هذا الملف قد اشبع نقاشا وتم الوصول الى تفاهمات، ولم يبقى الى التنفيذ، الم يكن حريا بامير قطر الذي يظهر حرصه على الشعب والقضية الفلسطينية، ان يقوم بتعرية الطرف المعطل، والذي بدون ادنى شك تعلمه مشيخة قطر، لكن قد علمتنا التجارب السابقة بان قطر قد لعبت دروا محوريا، في محاولة ضرب الشرعية والتمثيل الفلسطيني، ولن نغفل دور بوقها الاعلامي فضائية "الجزيرة"، وقد تحدث القائد السابق لجهاز الموساد، بان قطر قدمت خدمات جليلة للكيان الصهيوني، واليوم تحاول الظهور بالحريص على القضية الفلسطينية، وفي اي سياق اذن اتت زيارة مشيخة قطر الى غزة دون التنسيق مع الشرعية الفلسطينية، وحيث ان قطر وغيرها يعلم علم اليقين بأن "حماس" هي الطرف المعطل، والتي لا تريد المصالحة وانما دولة بحدود مؤقتة وامارة في غزة، الم ترفض حماس "غزة" قمة الدوحة وما تم الاتفاق عليه.
فقطر وعدت "حماس" بانها ستنال نصيبها من الكعكة الامريكية-الصهيونية، والتي بموجبها تم منح الاخوان المسلمين للسلطة ودعمهم، في مقابل المحافظة على المصالح الامريكية والامن لاسرائيل، فكيف يمكن تفسير اعادة انتخاب السيد خالد مشعل للمرة الرابعة بالرغم من مخالفته لميثاق حماس، وكذلك معارضة قيادات حمساوية صاحبة نفوذ له.
لكن اللوم لا يقع على "حماس" لوحدها، فعندما تجد حماس في الداخل الفلسطيني والمحيط الاقليمي، من يدفعها ويشجعها ويكافأها على التمرد والتمادي في سلوكها، بعدم الاستجابة لصوت الوحدة الوطنية وصوت المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، يصبح مبررا.
فالوحدة لن تتحقق الا عندما تمتلك التنظيمات والفصائل الفلسطينية، وكذلك قوى المجتمع المدني الجرأة لقول كلمة الحق، والوقوف بوجه الطرف المعطل للوحدة، قائلة له " كفى كفى" وتثور عليه من اجل فلسطين، فالوحدة لن تتحقق ولن تكون بيوم من الايام من الخارج، بل من الداخل الفلسطيني وهو الكفيل بتحقيقها، اذا توفرت الارادة لذلك.
واي عقلية وجهالة هذه التي اقامت الدنيا ولم تقعدها، ونعتت اتقاقية اوسلو بابشع الصفات، مع العلم بان هذه الاتفاقية سمحت بعودة عدد كبير من ابناء شعبنا الى وطنه، وكذلك اطلقت سراح الكثيرين من السجون الاسرائيلية، واعادت فلسطين الى الجغرافيا، بينما تصف عودة السيد خالد مشعل باتفاقية ولمدة ثلاث ايام فقط ومنع شلح بالانتصار!!!!.
وليد ظاهر
مدير المكتب الصحفي الفلسطيني
الدنمارك (فلسطيننا)
المصدر: أوكرانيا بالعربية