لا شيء أفظع من أن يربّي العدو أطفالك
مصير الجيل الجديد الذي نشأ في القرم المحتل
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ احتفل العالم في 20 تشرن الثاني/ نوفمبر بيوم الطفل، مؤكدا على أهمية حماية حقوق الأطفال، وتهيئة الظروف لطفولتهم السعيدة ومستقبلهم المشرق. في هذا اليوم، يتحدث المجتمع الدولي عن التعليم والصحة والسلامة والرفاهية لكل طفل.
ولكن هناك مكان يتم فيه انتهاك هذه القيم بشكل صارخ. وفي شبه جزيرة القرم، التي ظلت تحت الاحتلال منذ ما يقرب من 11 عاماً، تدمر روسيا طفولة جيل كامل. وبينما يفكر العالم أجمع في كيفية تحسين حياة الأطفال، تعمل روسيا على بناء مستقبل قائم على الأكاذيب والكراهية.
لقد كان تشكيل التاريخ الزائف دائمًا عنصرًا مهمًا في السياسة الاستعمارية الروسية، التي سعت إلى محو الذاكرة الوطنية للشعوب المهزومة وإجبارها على الاندماج. وتستمر هذه السياسة حتى اليوم، حيث تحاول سلطات الاحتلال الروسية حشد الدعم للأطفال، سواء في شبه جزيرة القرم المحتلة أو في الأراضي الأوكرانية الأخرى المحتلة مؤقتًا.
خلال 11 عامًا من الاحتلال، تم جلب أكثر من 600 ألف مواطن روسي إلى شبه الجزيرة، وبمساعدة الدعاية، أثرت روسيا بشكل كبير على النفسية الاجتماعية للسكان، وخاصة جيل الشباب الذي ولد أثناء الحرب أو قبلها بفترة قصيرة، وبدأ حياته الواعية على أراضي شبه جزيرة القرم المحتلة.
هل فكرت أن سكان القرم الصغار الذين ذهبوا إلى الصف الأول في عام 2014 أنهوا المدرسة اليوم؟ لقد تشكل جيل كامل في ظل الدعاية الروسية، جيل لا يعرف اللغة والثقافة والتاريخ الحقيقي الأوكراني. لقد درسوا وفق برنامج حيث أوكرانيا هي "العدو" وشبه جزيرة القرم "كانت دائما روسية"، ولهذا السبب، نشأ الأطفال في بيئة معلومات مشوهة، مما يؤثر بشكل كبير على نظرتهم للعالم وفهم هويتهم الخاصة.
ولكن إلى متى ستستمر المفاوضات بشأن شبه جزيرة القرم؟ لقد مر العام الحادي عشر، وكلما طال أمد الاحتلال، زادت صعوبة إعادة هؤلاء الأطفال إلى ديارهم، ليس جسديًا فحسب، بل عقليًا أيضًا.
ولذلك، فإن أحد التحديات الرئيسية بعد تحرير القرم سيكون عملية إعادة إدماج الشباب الذين نشأوا في ظروف الدعاية الكاملة. بشكل عام، هذه العملية ليست سهلة وتتطلب الكثير من الموارد.
بالطبع الجانب الأهم في الوقت الحالي هو تحرير شبه جزيرة القرم، ولكن يجب علينا أيضًا العمل على الخطة المستقبلية لتنمية الشباب فيها.
نقلًا عن صفحة تحرير القرم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية، مركز موارد تتار القرم