فضيحة دبلوماسية: مشروع قرار أمريكي حول أوكرانيا دون إدانة روسيا يثير غضب الحلفاء

لوموند: الولايات المتحدة نسّقت سراً مع روسيا بشأن مشروع قرار أممي في ذكرى الحرب على أوكرانيا
كييف / أوكرانيا بالعربية / كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن معلومات صادمة تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت محادثات سرّية مع روسيا، خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بشأن مشروع قرار قُدّم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، تزامناً مع الذكرى السنوية للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وبحسب الصحيفة، فإن مشروع القرار الأمريكي لم يشر إلى روسيا بصفتها دولة معتدية، وهو ما أثار استياء بعض الحلفاء الأوروبيين، لا سيما فرنسا وبريطانيا. ووفقًا لمصادر لوموند، جرت في 21 فبراير محادثة مغلقة جمعت القائمة بالأعمال الأمريكية بالنيابة، دوروثي شيا، مع السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، والمندوبة البريطانية باربرا وودوارد. وخلال اللقاء، أعربت شيا عن رغبة واشنطن في أن تسحب أوكرانيا مشروع قرارها، تمهيدًا لتقديم مشروع بديل صاغته الولايات المتحدة، متوقعة أن يحظى بدعم الحلفاء الأوروبيين.
وعندما استفسر ريفيير عن مضمون المشروع الجديد، اكتفت شيا بإجابة مقتضبة: "السلام، لا الحرب"، ما دفع السفير الفرنسي للتساؤل بسخرية: "هل هذه مبادرة روسية-أمريكية؟" ليأتي تأكيد لاحق من مصادر دبلوماسية في باريس ولندن بأن واشنطن كانت بالفعل تُنسّق مع موسكو مباشرةً بشأن نص مشروع القرار، دون التشاور مع باقي شركائها الأوروبيين.
في أعقاب هذه التطورات، عقد ممثلو الاتحاد الأوروبي اجتماعًا طارئًا تقرّر فيه دعم مشروع القرار الأوكراني الأصلي، ورفض المقترح الأمريكي في صيغته المطروحة. كما أعلنت بريطانيا معارضتها العلنية للنص الأمريكي في مجلس الأمن، فيما عملت فرنسا على إدخال تعديلات جوهرية عليه في الجمعية العامة، أبرزها بند يؤكد على احترام وحدة الأراضي، وهو ما قُوبل بالرفض من قبل الوفد الأمريكي.
وفي أثناء التصويت داخل الجمعية العامة، واجه المشروع الأمريكي "إخفاقًا كبيرًا"، بحسب وصف الصحيفة، بعد أن امتنعت الولايات المتحدة نفسها عن التصويت عليه، فيما أيدته عشرة دول فقط في مجلس الأمن الدولي، وامتنع خمسة أعضاء أوروبيين عن دعمه، في إشارة واضحة إلى "انقسام عابر للأطلسي".
ورغم تلك الخلافات، نجحت أوكرانيا في تمرير مشروع قرارها الأصلي، مدعومًا من أغلبية دول الجمعية العامة، حتى في ظل معارضة كل من روسيا والولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، أشارت لوموند إلى أن هذا التباين لم يكن معزولًا، حيث رفضت الولايات المتحدة أيضًا إدراج روسيا كدولة معتدية في بيان مجموعة السبع الصادر في الذكرى الثالثة للغزو الروسي، ما يعكس تراجعًا في حدة لهجة واشنطن تجاه الكرملين، وفق مراقبين.
المصدر: أوكرانيا بالعربية