فعالية مدرسة اعجبتني بذكرى النكبة الفلسطينية... بقلم ظاهر أحمد عمرو
كييف/أوكرانيا بالعربية/لا اريد الحديث عن النكبة و مآسيها و ذكرياتها و ما فعله الصهاينة بهذا الشعب الفلسطيني على مر السنوات الخمس و الستين الماضية , لان ذلك حاضر امامنا و عايشناه و ما زلنا نعيشه يوما بيوم و سنة بسنة .
و لكن الاهم من التفكير بالمآسي و السلبيات هو النظر للحل و النظر بتفاؤل للمستقبل لانني متأكد بإذن الله سبحانه و تعالى ان هذا الكيان الغاصب سيزول و كل المؤشرات تدل على ذلك , و لا اريد الخوض في هذا الموضوع و لكن هذا شعوري في ذكرى هذا اليوم الاسود في تاريخ الانسانية جمعاء .
اما ما اعجبني و اثارني هو التفكير الايجابي في مثل هذا اليوم و هو ما قامت به مدارس محترمة لها قاعدة وطنية و رسالة امة و رسالة للقضية الفلسطينية بالاضافة الى رسالتها التعليمية و الاخلاقية و هي مدارس " الوطن العربي " في منطقة القويسمة و التي اسست منذ 24 عاماً , حيث قامت المدرسة اليوم الاربعاء 15/05/2013 باحياء ذكرى النكبة الفلسطينية و الذي يصادف الذكرى الخامسة و الستين لها . حيث سمت كل صف في المدرسة باسم مدينة او قرية فلسطينية في فلسطين التاريخية و طلبت من كل طالب و طالبة ان يكتب بحثا صغيرا عن تلك القرية او المدينة و كذلك قامت بعمل خارطة على حائط المدرسة بشكل عام تضم مدن و قرى في فلسطين التاريخية و كل منها كم تبعد عن مدينة عمان , بالاضافة الى احضار الأكلة الشعبية لكل قرية و مدينة فلسطينية . مثل القدرة الخليلية و المسخن الذي تشتهر به مدينة جنين و المقلوبة التي تشتهر بها مدينة يافا و المجدرة التي تشتهر بها منطقة بئر السبع و الفتة و القدرة الغزاوية و الجينة و الكنافة النابلسية ... الخ . بالاضافة الى الصابون النابلسي الذي استخدمه الجميع بعد وجبة الغداء , كما اشتملت الفعاليات على استعراض للأزياء الشعبية التراثية لكل قرية و مدينة فلسطينية .
و كان اليوم هو يوم ثقافي و نشاط من الادب و الشعر و الرسومات و التي كان محورها جميعا هو فلسطين .
فشكرا للقائمين على هذه المدارس من مدير و اداريين و معلمين و معلمات و من سار في ركبهم و تمثل في سلوكهم .
في اعتقادي ان هذا النشاط غير المنهجي " بعدما تصحرت المناهج المدرسية من ذكر القضية الفلسطينية " هو النشاط المطلوب من كل استاذ و مدير و من كل مدرسة و ولي امر طالب ان يثقف هذا الجيل الجديد بكل ما يتعلق بفلسطين و تاريخها و حاضرها و التفاؤل بمستقبلها .
و اعتقد جازما ان الاحساس و الشعور الايجابي تجاه القضية الفلسطينية من قبل كل الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و الاسلامية جميعا . هو شعور ايجابي غير مسبوق و التفاؤل بهذا الحجم ايضا غير مسبوق .
لان هذه قضية ربانية ذات بعد ديني و انساني و اخلاقي لن تمحى من الوجدان و ستبقى حية حتى زوال هذا الاحتلال المضطرب و الخائف و القلق لانه في سنواته الاخيرة إن شاء الله .