بودولياك: التصعيد في الشرق الأوسط يُضعف تركيز العالم على أوكرانيا ويمنح روسيا متنفسًا استراتيجيًا

مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية يؤكد أن ارتفاع أسعار النفط وتراجع الزخم السياسي والإعلامي حول الحرب يمثلان تهديدًا قصير المدى لكييف
كييف / أوكرانيا بالعربية / أكّد ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، أن اندلاع موجة جديدة من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وتحديدًا بين إسرائيل و إيران، قد يُحدث أثرًا سلبيًا مباشرًا على أوكرانيا في المدى القريب، لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار النفط وتحويل بوصلة الاهتمام العالمي بعيدًا عن الحرب الروسية الأوكرانية يُعدان من أبرز التحديات الراهنة.
وفي مقابلة مع قناة "FREEDOM TV" الأوكرانية، قال بودولياك إن "التأثير الأولي لهذا التصعيد يتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، مما يعود بالنفع المالي على روسيا، ويمكّنها من الاستمرار في تمويل عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا". وأشار إلى أن أي انخفاض في إمدادات النفط من إيران أو منطقة الخليج سيدفع العديد من الدول إلى شراء النفط الروسي عبر وسطاء، مما يُضعف فعالية العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وأوضح أن سعر برميل نفط "أورال" الروسي محسوب في الميزانية الروسية على أساس 70 دولارًا، وأن أي زيادة في السعر – حتى إلى حدود 80 أو 90 دولارًا – ستمنح الكرملين موارد إضافية لدعم العمليات العسكرية، وتوسيع عمليات التجنيد، وزيادة إنتاج الأسلحة.
وأضاف بودولياك أن البُعد الآخر لهذا التصعيد هو تحوّل تركيز الإعلام الدولي، وكذلك المؤسسات السياسية الغربية، لا سيما في الولايات المتحدة، نحو تطورات الشرق الأوسط، على حساب الحرب في أوكرانيا.
وقال: "نشهد حاليًا تراجعًا جزئيًا في الاهتمام بالحرب الروسية، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو. بينما نجد أن الأزمة الشرق أوسطية، وهي في مراحلها الأولى، تستحوذ على تغطية إعلامية كثيفة ونقاشات متواصلة في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي. الرئيس ترامب يُصدر تصريحات متكررة، والبيت الأبيض يتابع المستجدات عن كثب. وهذا بكل تأكيد يمثل خطرًا على الدعم السياسي لأوكرانيا".
في المقابل، اعتبر بودولياك أن إضعاف النظام الإيراني، وتدمير بنيته النووية، قد يُحقق نتائج استراتيجية إيجابية لأوكرانيا في المدى البعيد. وقال: "من الخطير أن تمتلك دولة ذات نظام ثيوقراطي استبدادي مثل إيران قدرات نووية. إنهم لا يكنّون العداء فقط لإسرائيل، بل للعديد من الدول العربية، وأيضًا لأوروبا. النظام الإيراني قائم على فكرة التدمير والقتل، دون أي أهداف سياسية واضحة".
وشدد على ضرورة "تدمير الإمكانات النووية الإيرانية بالكامل، لأن أي اتفاق نووي سيكون مجرد وهم"، على حد تعبيره، في إشارة إلى فشل الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا في منع التقدم السري للبرنامج النووي الإيراني.
كما أشار إلى أن إيران تمثل ركيزة أساسية لدعم روسيا في الحرب، من خلال تزويدها بمكونات الطائرات المسيّرة، فضلًا عن المشاركة في بناء مصانع إنتاج هذه الطائرات داخل الأراضي الروسية. واعتبر أن القضاء على هذه الشراكة سيُضعف أحد أهم الأذرع اللوجستية والعسكرية للكرملين.
رغم الأمل في تداعيات استراتيجية إيجابية، إلا أن بودولياك حذّر من أن تحوّل النزاع في الشرق الأوسط إلى حرب طويلة الأمد – على غرار ما تشهده أوكرانيا – سيؤثر سلبًا على الوضع الأمني والسياسي في أوروبا والعالم.
وقال: "إذا استقرت الأزمة في حالة من الجمود، وأصبحت حرب استنزاف، فإنها ستُكرر نمط الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ما سيُضعف تركيز الدول الغربية، ويُشتت جهودها، وربما يُقلل من دعمها المستقبلي لنا".
وفي ختام حديثه، دعا بودولياك المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه النظام الإيراني، وإدراك ترابط أزمات العالم المعاصر، مشيرًا إلى أن هزيمة الأنظمة الاستبدادية في أي مكان، تُضعف نظام بوتين في موسكو وتقوي جبهة الديمقراطيات.
المصدر: أوكرانيا بالعربية