الردّ الأوكراني الأذكى : طائرات مُسيّرة مضادة للطائرات الروسية

ديفينس إكسبريس: طائرات أوكرانية مسيّرة مضادة للطائرات تبرز كحلّ فعّال وأقل تكلفة
أوكرانيا بالعربية / كييف / مع تزايد الهجمات الروسية بواسطة طائرات "شاهد" الانتحارية، تتجه الأنظار في أوكرانيا نحو تطوير تكنولوجيا دفاعية جديدة وواعدة: الطائرات المسيّرة الأوكرانية المضادة للطائرات. فقد أفاد تقريرٌ نشرته مجلة ديفينس إكسبريس يوم 19 يونيو الجاري بأن هذه الطائرات قد تُشكّل "الحلّ الوحيد الفعّال تقريبًا" في مواجهة السرب المتزايد من الطائرات الروسية، خاصةً مع تداول معلومات حول احتمال تنفيذ هجوم بـ1000 طائرة مُسيّرة في ليلة واحدة.
وفقًا للتقرير، أثبتت الطائرات المسيّرة الأوكرانية المضادة للطائرات فعاليتها في إسقاط طائرات استطلاع روسية. وتتمثل إحدى أبرز مزاياها في القدرة على الإنتاج المحلي بكميات كبيرة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا مقارنةً بالصواريخ المضادة للطائرات أو حتى طائرات "شاهد" نفسها، التي تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 193 ألف دولار أمريكي.
ورغم أن تكلفة هذه الطائرات أعلى قليلًا من طائرات FPV التقليدية، فإنها في الوقت ذاته أكثر تطورًا من حيث الاستخدام والمهام، مما يجعلها مرشحة لتلعب دورًا حاسمًا في الدفاع الجوي القريب.
يرى محللو ديفينس إكسبريس أن فعالية هذه الطائرات يُمكن تعزيزها بشكل كبير من خلال تطوير منظومة التوجيه، مثل استخدام أنظمة تحكم لاسلكية دقيقة تقود الطائرة إلى نقطة إحداثية تلتقي فيها بالهدف، أو حتى اعتماد رؤوس توجيه تعتمد على الصوت أو الليزر شبه النشط.
كما شدد التقرير على ضرورة إضافة كاميرات للرؤية الليلية، لتوسيع نطاق استخدامها على مدار الساعة، وتقليل اعتمادها على مهارة المُشغّل البشري.
وإلى جانب ذلك، تتطلب هذه المسيّرات تطويرات في القدرة على الطيران في ظروف جوية سيئة، مثل المطر والضباب، وهي الظروف التي لا تؤثر على طائرات "شاهد" الروسية بشكل كبير. وهنا تبرز الحاجة إلى تحسين الهيكل، نظام الدفع، ومدة التحليق، كي تتمكن الطائرة من أداء مهامها بكفاءة في كل الأجواء.
من التوصيات التقنية التي قد تُحدث فارقًا كبيرًا أيضًا: الانتقال من أسلوب الاصطدام المباشر بالهدف إلى تفعيل آلية تدمير عن بُعد. مثل هذه التعديلات لن تزيد فقط من فرص النجاح، بل ستُقلل من الخسائر المحتملة في الطائرات المضادة نفسها، وتفتح المجال لتكرار الاستخدام في بعض الحالات.
يتزامن هذا التوجه الأوكراني مع تغييرات واضحة في التكتيك الروسي. فقد أفادت شبكة CNN يوم 15 يونيو بأن روسيا كثّفت غاراتها الجوية وغيّرت نمطها الهجومي ليصبح أكثر تعقيدًا، حيث تطلق الطائرات المُسيّرة على ارتفاعات عالية، ما يجعل من الصعب على وحدات الدفاع الجوي التقليدية التصدي لها باستخدام الرشاشات الثقيلة.
وتُشير التقارير إلى أن موسكو باتت تنتج ما يصل إلى 2700 طائرة "شاهد" شهريًا داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك نماذج وهمية يصعب تمييزها عن الهجومية.
تؤكد مجلة ديفينس إكسبريس في ختام تقريرها أن الطائرات المُسيّرة الأوكرانية المضادة للطائرات، رغم حاجتها لمزيد من التطوير، قد تكون الخيار الأمثل على المدى القريب والمتوسط لمواجهة خطر "الشهداء". فهي، كما يقول المحللون، أكثر تعقيدًا من المسيّرات الانتحارية العادية، لكنها تظل أرخص بكثير من الصواريخ، ما يجعلها "السلاح الذكي" الذي يمكن أن يُغيّر قواعد الدفاع الجوي في أوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية