أوكرانيا بالعربية | تميم: لقد كان قتال مسلمي أوكرانيا وروسيا لدحر الفاشية أكبر دليل على نجاح أجدادنا في أندماجهم بالمجتمعات

شارك فضية المفتي الشيخ أحمد تميم يومالأربعاء الموافق 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في المؤتمر الدولي بعنوان "تقاليد الاسلام في روسيا" بمناسبة مرور قرن من الزمان على اقامة أول عبادة في المسجد الجامع بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية. وذلك بدعوة رسمية من مفتي سانت بطرسبرغ الشيخ رافيل جافاروفيتش بانتشايف ورئيس الادارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ وشمال غربي اقليم روسيا الاتحاية.

كييف/أوكرانيا بالعربية/شارك فضية المفتي الشيخ أحمد تميم يومالأربعاء الموافق  30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في المؤتمر الدولي بعنوان "تقاليد الاسلام في روسيا" بمناسبة مرور قرن من الزمان على اقامة أول عبادة في المسجد الجامع بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية. وذلك بدعوة رسمية من مفتي سانت بطرسبرغ الشيخ رافيل جافاروفيتش بانتشايف ورئيس الادارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ وشمال غربي اقليم روسيا الاتحاية. 

وفي هذا المؤتمر ألقى فضيلة المفتي تميم محاضرة بعنوان "المصاعب المعاصرة في تعليم الاسلام في روسيا والعالم" مشيرا من خلالها الى أهمية هذا المؤتمر وتزامنه مع القضايا العصرية في العالم الاسلامي، فقد قال فضيلته:"إن اقامة هذا المؤتمر بمناسبة مرور مائة عام على أول عبادة في مسجد سانت بطرسبرغ له دلالة كبيرة وأهمية بالغة فمن جهة هو دلالة على تلك الحقبة الزمنية قبل الشيوعية عندما كان يعمل الحكماء في ذلك العصر على توطيد أواصر التآخي بين المسلمين من جميع القوميات في روسيا القيصرية فقد عملوا على ما هو خيرا للمواطنين من مختلف الطوائف والاعراق، فمن هنا نلامس عمل هؤلاء الاجداد في توطيد الاستقرار في المجتمعات والحفاظ على سلامته.. ومن جهة أخرى هو دليل على حكمة رجال الدين في الحفاظ على القيم الدينية للمواطنين وللدولة فقد ساعد وشارك أبناء القوميات المختلفة بهذا البناء وهذا يدل على مستوى النمو الفكري والحضاري لهم".

وقد عرج تميم على خلو المجتمع الروسي في ذلك الوقت من الصدام والصراع الديني بل تحدث عن وقوف مسلمي روسيا ومسلمي أوكرانيا في وجه الفاشية فقد قال:"من هنا نستنتج بأن المجتمع الروسي في ذلك الوقت لم يكن يُعاني من التعارض أو التشاحن او التصادم على أسس عرقية أو دينية بل كان أبناء المجتمع يعملون على ما فيه الخير لجميع أطيافه، اما المسلمين فقد شاركوا في شتى مناحي الحياة سواء البناء أو القتال دفاعا عن وطنهم... وهذا الحقيقة التي تكررت في فترة الحرب العالمية الثانية عندما وقف جميع ابناء المجتمع الروسي في وجه الفاشية ونجد في أوكرانيا بصمات لهذا التعاون والتعاضد، فقد تم بناء المسجد الجامع في كييف بتلك المنطقة التي كان يقطنها التتار المسلمين منذ قرون محافظين بذلك على تاريخهم وحضارتهم" .

 

ويرى تميم أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق بأنه اعيدت الاثار والارث التاريخي لشعوبها ولكن يبقى هنالك من يزاود باسم الوطنية لتحقيق مآرب شخصية فقد قال :"نسمع الكثير من العبارات في الاحترام والوطنية و التعايش السلمي ... ومن ثم يعلن هؤلاء على الملأ انتقادهم وهجومهم ليس فقط على المسملين وانما على الاسلام نفسه تحت مسميات متعددة مثل "التطرف" أو "الارهاب"... معللين ذلك بتوتر معين في مكان معين".

وقد حذر المفتي تميم من خطورة تسييس الاسلام وما ينتج عن ذلك من سلبية على المجتمعات جميعا وأولها المجتمعات الاسلامية فقد قال:"لقد حذرنا سابقا من "تسييس الاسلام" فعندما يستغل الاسلام كأداة سياسية لتحقيق مآرب دنيوية للوصول للسلطة، ستكون النتيجة وخيمة على المجتمعات، ولو نظرنا للشرق الاقصى لوجدنا دول مسلمة ذات كثافة سكانية كبيرة مثل أندونيسيا والهند وماليزيا وباكستان وغيرها من الدول التي لم تعاني من هذه الآفات، باستثناء أفغانستان!! فنحن نعلم من أشعل فتيل تلك الحرب الم يكن هؤلاء القادمين من دول عربية؟! وهنا لعب هؤلاء دورهم السلبي مستغلين أبناء المسلمين من الدول السوفييتية السابقة ومستغلين الاسلام من أجل السلطة ناقلين بذلك التوتر من الشرق العربي الى الشرق الاسلامي في الفضاء السوفيتي السابق لتكون النتيجة واضحة ومدمية".

 

وأضاف فضيلته :"لقد تطرقت في حديثي لذلك لان هذا الامر يمس الاسلام ولا أعني في حديثي عن الايديولوجيات فالترويج السياسي بـ "الاسالم" والترويج ضده مستمر ... ولكن الامر في واقعه يدور على نقل الفكر والايديولوجيات للشباب في الدول المستقلة عبر ارسال ابناء المسلمين الى الدول العربية بحجة تلقي العلم الشرعي أو تعلم اللغة العربية ليعودوا محملين بأيديولوجيات تعكس صورة سلبية عن ديننا الحنيف وناقلين التوتر من الدول العربية الى الدول المستقلة".

 

وقد ذكّر فضيلته بالدور الهام الذي يلعبه العامل الديني في توازن المجتمعات واستقرارها مشيدا بخبرة الادارة الدينية في تربية وتخرج الأئمة في أوكرانيا فقد قال:"نحن في الادارة الدينية لمسملي أوكرانيا رأينا بعدم ارسال أبنائنا الى خارج أوكرانيا لتلقي العلم الشرعي، بل عملنا على انشاء الجامعة الاسلامية في أوكرانيا ودعوة المحاضرين والمدرسن اليها ليعلموا أبنائنا ديننا الاسلامي الحنيف تحت اشراف ورقابة الادارة الدينية مركزين في ذلك على أهمية توطيد الفكر حول حساسية المجتمع الأوكراني المتعدد الاديان والاقليات كما هو الحال هنا في روسيا".

 

وقد عرض تميم للمشاركين خبرة الادارة الدينية هذا المضوع وقرار الادراة بعدم ترجمة كتب المنظرين والعماء المسلمين في العصر الحديث وانما ترجمة كتب علماء الامة العظماء الذين عاشوا في العصور الاولى للاسلام والتي بنيت على أسسها مجتمعات صحيحة، كما وقدم طرحا لاهمية التعاون في التنسيق واعتماد الائمة والمفتيين في الدول المختلفة حتى يتسنى التعرف على الداعية أو المفتي وعلمه عن تنقله من بلد لأخر او من مدينة لاخرى ... مذكرا بان الكثير من الاشخاص يطلقون على أنفسهم لقب مفتي او مدير جميعة دينية أو غير ذلك مستندين الى الديموقراطية والحرية عاملين بذلك على  تمزيق المجتمعات الاسلامية.

 

ولم يَدَع فضيلة الشيخ أحمد تميم قضية الاندماج جانبا بل أشاد بذلك الاندماج الذي حققه الاجداد في هذا المجال مع حفاظهم على هويتهم ودينهم وذلك ما مكنهم من العيش بسلم وأمان في هذه المجتمعات وكيف وقفوا صفوفا في ذود المخاطر عنها جنبا الى جنب ابناء القوميات والاديان الاخرى.

فقد صرح:"ان هذا أكبر دليل على النجاح للاندماج فعلينا ان لا نضيع الوقت لتصحيح الاخطاء الموجودة والمرتكبة وأنا أؤكد بان الوقت لم يفت بعد في مواجهة التطرف الذي سيظل يستخدم دوما ضد الاسلام وهذا يتطلب من المسلمين التعاضد ومن الدعاة والائمة التوحد تحت سقف الادارات الدينية فهم سيعملون على استرجاع الطرق التعليمية لاجدادنا وأجدادكم وهذا ما يطور تفاهمنا ولغتنا المشتركة".

 

وفي ختام كلمته توجه تميم الى المشاركين بالمؤتمر بدعوتهم لتوحيد الفكر الدعوي الاسلامي للدول المستقلة او على الاقل لروسيا وأوكرانيا محذرا من جديد من خطر الفكر "الوهابي" و "حزب التحرير" و "جماعة الاخوان المسلمين" في أوكرانيا، آملا أن يتوصل الجميع للتفاهم الى فضاء اكبر بالتعاون على أسس المنهج لعملاء المسلمين العظام والاوائل.

وتمنى تميم النجاح للمؤتمر وان يتوصل ممثلي أبناء الاسلام في روسيا الى تفاهم وتعاضد أكبر واندماج بالحفاظ على جذورهم ودينهم.


شاهد - شارك - ناقش على شبة الفيسبوك للتواصل الاجتماعي


المصدر: أوكرانيا بالعربية


مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
شابس: إيطاليا سلمت صواريخ مجنحة إلى أوكرانيا
سياسة
زيلينسكي يبحث مع جيفريز تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني
سياسة
زيلينسكي: أوكرانيا استوفت جميع الشروط لبدء المفاوضات بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
الإسلام في أوكرانيا
الرئيس الأوكراني يقيم إفطاراً جماعياً لجنود مسلمين
الإسلام في أوكرانيا
وزير الخارجية الأوكراني يهنئ المسلمين بشهر رمضان المبارك
الإسلام في أوكرانيا
إمام مسجد سيفيرودونيتسك: المسلمون الذين سيموتون دفاعاً عن أوكرانيا شهداء
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.