أوكرانيا بالعربية | تحــيــة للرئيــس الـفــاســــــد... بقلم حسن زايد

18.04.2014 - 03:00 #حسن زايد
لا أجد في نفسي أي غضاضة ، وأجد من الشجاعة والمصداقية ، ما يدفعني مرغماً ، إلي إرسال تحية تقدير واحترام للرئيس الفاسد مبارك . ليس عندي حسابات خاصة تحول بيني وبين ذلك ، فلا انتظر مدحاً من الفلول القدامي ، ولا أخشي قدحاً من الفلول الجدد ، وقد غربت شمس الشباب علي نحو لا يدعوني إلي انتظار مطمح مع النظام الجديد . وما دعاني إلي إرسال هذه التحية هو تسجيل كلمة ملقاة في الفضاء الإلكتروني لعل أحد الأحفاد في عالم الغيب يعثر عليها مصادفة ، فيقف علي طرف صغير من أطراف الحقيقة . شهادة للتاريخ تفسح المجال لشهادات أخري من قراء المشهد المصري ، الذي اختلطت فيه الأمور اختلاطاً عجيباً . انا لا انكر ما تعرضت له مصر من فساد وإفساد خلال فترة حكم مبارك ، وفي السنوات الأخيرة تحول نظامه إلي منظومة لإدارة الفساد في مصر .

كييف/أوكرانيا بالعربية/لا أجد في نفسي أي غضاضة ، وأجد من الشجاعة والمصداقية ، ما يدفعني مرغماً ، إلي إرسال تحية تقدير واحترام للرئيس الفاسد مبارك . ليس عندي حسابات خاصة تحول بيني وبين ذلك ، فلا انتظر مدحاً من الفلول القدامي ، ولا أخشي قدحاً من الفلول الجدد ، وقد غربت شمس الشباب علي نحو لا يدعوني إلي انتظار مطمح مع النظام الجديد . وما دعاني إلي إرسال هذه التحية هو تسجيل كلمة ملقاة في الفضاء الإلكتروني لعل أحد الأحفاد في عالم الغيب يعثر عليها مصادفة ، فيقف علي طرف صغير من أطراف الحقيقة . شهادة للتاريخ تفسح المجال لشهادات أخري من قراء المشهد المصري ، الذي اختلطت فيه الأمور اختلاطاً عجيباً . انا لا انكر ما تعرضت له مصر من فساد وإفساد خلال فترة حكم مبارك ، وفي السنوات الأخيرة تحول نظامه إلي منظومة لإدارة الفساد في مصر . 

لقد جرف التربة المصرية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً علي المستوي الداخلي ، وجرف علاقاتها عربياً وإفريقياً وإقليمياً ودولياً ، حتي صارت مصر في ذيل الأمم في عصره . ويكفيه فساداً ـ إن لم يكن فاسداً فيما ذكرنا ـ أنه جثم علي صدر مصر ثلاثين عاماً ، وترك نجله ورفاقه يعبثون بمقدرات بلد بحجم مصر بزعم مساعدته في عمله في إدارة شئون البلاد . ومع ذلك يعد إنصافاً للحقيقة وللتاريخ الإعتراف له بأنه أحد القادة العظام لنصر اكتوبر العظيم ، فقد كان قائداً للقوات الجوية . وترجع أهمية القوات الجوية في المعارك ليس إلي الإغارة علي مواقع العدو ، ومراكز القيادة والسيطرة له وتدميرها  فقط ، ولكنها تمثل الغطاء الجوي لباقي القوات أثناء تقدمها ، مظلة حماية من طائرات العدو المغيرة . وقد كانت كارثة نكسة 1967 م ، والسبب الرئيسي فيها ، ترجع إلي تمكن العدو الإسرائيلي من تدمير سلاح الجو المصري في مرابضه في المطارات ، فأصبحت القوات المصرية علي الأرض عارية ، مكشوفة الظهر ، لا تتوفر لها أية حماية جوية من غارات طائرات العدو ، التي قامت باصطياد هذه القوات . فكانت الهزيمة منكرة . ومن هنا تتبين قيمة هذا الرجل الذي استطاع بقيادته للقوات الجوية التصدي للذراع الطولي للعدو ، بل ونجاحه في تنفيذ المهام القتالية المسندة إليه . وهذا الواقع التاريخي لا يُجحد ، ولن يُبخس حق الرجل فيه . ومصر العظيمة لا تنسي أبناءها . والواقع أن التحية التي أوجهها للرئيس الفاسد مبارك ليس مبعثها ما ذكرت ، فما ذكرت سجله التاريخ ولا يحتاج شهادتي عليه  . 

مبعث تحيتي هو الخبر المفاجيء الذي تناقلته وكالات الأنباء عن إطلاق قمر صناعي مصري من كازاخستان . هذا القمر بحسب ما جري تداوله جري إتخاذ قرار بشأنه منذ خمسة عشر عاماً . في عهد الرئيس الفاسد مباركجري اتخاذ قرار سري بالبدء في أول مشروع فى تاريخ مصر الحديث، يضع أقدام مصر علي الطريق الصحيح  لبناء دولة حديثة وقوية . وهذا القمر تم التخطيط لبناءه وتجهيزه بالتعاون مع الجانب الروسي ، وهذا يعني أن الكنز الإستراتيجي لإسرائيل ، والمرتمي في أحضان أمريكا إلي حد الإنبطاح ، تعاون سراً مع الجانب الروسي لأن في ذلك مصلحة مصر . وترجع أهمية هذا القمر أنه يخدم الأغراض العلمية في مجالات البيئة والزراعة والدراسات الجيولوجية إلي جانب الأغراض العسكرية . إلي جانب مشاركة مجموعة ضخمة من الشباب المصرى في هذا المشروع ، خاصة فى عملية التصميم وعملية الإطلاق . وقد غاظني حقاً  أحد الإخوان أثناء مناقشته فيما جره النظام الإخواني علي مصر مقارنة بما اقترفه الرئيس الفاسد . فقد استهان بأمر هذا القمر الصناعي قائلاً بأنه لا يحق لنا أن نفرح أو نهلل لهذا الإنجاز لأنه بأيدي غيرنا . نفرح حين يتم هذا الإنجاز بأيدي مصرية خالصة علي الأراضي المصرية  ، وكأنه مطلوب من مصر أن تدخل في مجال منافسة صناعة الأقمار الصناعية قبل أن تدخل في منافسة صناعة التوك توك . 

وهذا في الواقع كلام مغرض لا يصدر إلا عن نفس مريضة لا تري في أفعال الآخرين مهما علا شأنها انجازاً ، وتري في أفعالها مهما انحط شأنها أفعالاً سامقة لا تضارعها أفعال أخري .  

ومن هنا وجبت التحية للرئيس الفاسد ، ففي الوقت الذي غرقت فيه مصر في الفساد حتي الأذقان كان هناك انجازات ، بل انجازات ضخمة وعملاقة . وأن هناك جزء من هذا التاريخ الفاسد لا يستحق منا أن نهيل عليه التراب . ولو قارنا فساد مبارك بخيانة مرسي لكانت المقارنة ظالمة ، فأن اكون فاسداً خير ألف مرة من أن اكون خائناً ، فالفاسد قد تصادف في قلبه حباً لمصر ، أما الخائن فلا محل لمصر  في قلبه . فتحية للرئيس الفاسد مبارك .


حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام

المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
ليتوانيا تقدم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا
سياسة
بيربوك: أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى للدفاع عن خاركيف
رياضة
زيلينسكي: أوكرانيا فعلت كل ما يلزم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.