أوكرانيا بالعربية | تفجير الكويت بمسجد للطائفة الشيعية هل "يتمدد" الى عواصم اخرى؟ واين اخطأت السلطات الكويتية واين اصابت؟... بقلم عبد الباري عطوان
28.06.2015 - 01:04
سيناريو الهجوم بالاحزمة الناسفة والمتفجرات على المساجد التي يؤمها ابناء الطائفة الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية بدأ ينتقل الى الكويت، وربما الى دول خليجية اخرى في المستقبل القريب، والامر الذي يهدد بزعزعة امن واستقرار هذه الدول، التي اعتقد معظم حكامها انها في مأمن، او محصنة، من مثل هذه الهجمات الارهابية. كييف/أوكرانيا بالعربية/سيناريو الهجوم بالاحزمة الناسفة والمتفجرات على المساجد التي يؤمها ابناء الطائفة الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية بدأ ينتقل الى الكويت، وربما الى دول خليجية اخرى في المستقبل القريب، والامر
الذي يهدد بزعزعة امن واستقرار هذه الدول، التي اعتقد معظم حكامها انها في مأمن، او محصنة، من مثل هذه الهجمات الارهابية.
التفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق في مدينة الكويت اثناء اداء صلاة الجمعة هو الحلقة الاحدث لهذا السيناريو، وربما يؤشر الى تفجيرات اخرى مماثلة بسبب حال الاحتقان الطائفي المتفاقمة بين ابناء الطائفتين السنية والشيعية في هذا البلد المكلوم.
لم يكن غريبا ان تعلن "الدولة الاسلامية" في بيان رسمي وقوفها خلف هذا التفجير الانتحاري، او "الانغماسي"، حسب ادبياتها، فـ"الدولة" هي التي وقفت خلف التفجيرات المماثلة ااتي استهدفت مساجد وحسينيات في منطقة القطيف ذات الاغلبية الشيعية شرق المملكة العربية السعودية.
ومن المفارقة ان دولة الكويت متهمة الى جانب كل من المملكة العربية السعودية وقطر بتقديم الدعم المالي لفصائل "جهادية" اسلامية متشددة تقاتل من اجل اسقاط النظام في سورية، سواء بشكل مباشر او من خلال مجموعة من رجال الاعمال او الدعاة الكويتيين، وجرى وضع العديد من هؤلاء على قائمة الارهاب، ومن بينهم وزير كان في الحكومة الكويتية اضطر للاستقالة من منصبه.
الكويت تعيش ازمة طائفية حقيقية، او صراع طائفي يبلغ ذروته بسبب اعمال التحريض التي يمارسها متطرفون في الطائفتين، عبر وسائل الاعلام المنقسمة حسب تمويلها الطائفي، او وسائط التواصل الاجتماعي، ومن الطبيعي ان تستغل الجماعات المتشددة هذا المناخ لتفجير المساجد والمؤسسات الاقتصادية والاعلامية كإجراء انتقامي.
تختلف التقديرات لاعداد ابناء الطائفة الشيعية في الكويت، فالاحصاءات شبه الرسمية تقول انهم يزيدون عن الثلاثين في المئة بقليل، لكن احصاءات غير رسمية تقول ان الرقم الحقيقي اكبر من ذلك بكثير، ويفوق الاربعين في المئة، ونسبة كبيرة من هؤلاء من اصول ايرانية، بل ان بعضهم ما زال يتحدث باللغة الفارسية في منازلهم حتى اليوم.
ويشتكي ابناء الطائفة الشيعية في اكثر من بلد خليجي بالتهميش، وعدم المساواة في الوظائف الحكومية المهمة، وخاصة في المملكة العربية السعودية، حيث يحظر عليهم الانخراط في اجهزة الامن والمخابرات والجيش، واذا جرى السماح لهم بدخول هذه المؤسسات فبنسب متدنية جدا، وفي مراتب صغرى.
ولا بد من الاعتراف بأن وضع ابناء الطائفة الشيعية في الكويت افضل حالا بالمقارنة مع اقرانهم في دول خليجية اخرى، فهم من اكثر الطبقات ثراء بسبب انشطتهم الاقتصادية التجارية النشطة (عائلة البهبهاني مثالا)، ويتمتعون بقسط كبير من حرية العبادة وبناء الحسينيات (المساجد) ويتمثلون في البرلمان الكويتي بما يقرب من العشرة نواب، ويتولون مناصب وزارية، ولكن تمثيلهم في الوزارة بوزير واحد فقط في معظم السنوات السابقة، ومن قبيل المجاملة (علي البغلي مثالا) اختفى من الوزارة الحالية.
معظم الدول الخليجية متهمة بتوفير الارضية الحاضنة للجماعات الاسلامية المتشددة، سواء عبر التمويل المباشر او غير المباشر، وتأسيس المنابر الاعلامية ذات الطابع التحريضي الطائفي، ويكفي الاشارة الى وجود اكثر من ثلاثين قناة تلفزيونية اسلامية تصدر من المملكة العربية السعودية او بتمويل منها.
تفجيرات الكويت، ومن قبلها تفجيرات القطيف والدمام في المملكة العربية السعودية قد تكون بمثابة قمة جبل الثلج، ومؤشر لما هو قادم من فتنة طائفية قد تعصف بأمن واستقرار الدولة الخليجية التي ظلت بمنأى عن ثورات الربيع العربي، وهي الدول التي حاولت تحصين نفسها من خلال تمويل ثورات في دول اخرى على امل ان لا تصل النيران الى طرف ثوبها، وكم كانت مخطئة في هذا المضمار.
التحصين من العنف والارهاب يجب ان يبدأ بالاصلاح الداخلي، والمساواة، ووقف كل اعمال التحريض الطائفي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومعظم هذه القيم غير موجودة في الكثير من الدول الخليجية والعربية ايضا، نقولها والمرارة في حلوقنا.
قراءة كل الأخبار
الذي يهدد بزعزعة امن واستقرار هذه الدول، التي اعتقد معظم حكامها انها في مأمن، او محصنة، من مثل هذه الهجمات الارهابية.التفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق في مدينة الكويت اثناء اداء صلاة الجمعة هو الحلقة الاحدث لهذا السيناريو، وربما يؤشر الى تفجيرات اخرى مماثلة بسبب حال الاحتقان الطائفي المتفاقمة بين ابناء الطائفتين السنية والشيعية في هذا البلد المكلوم.
لم يكن غريبا ان تعلن "الدولة الاسلامية" في بيان رسمي وقوفها خلف هذا التفجير الانتحاري، او "الانغماسي"، حسب ادبياتها، فـ"الدولة" هي التي وقفت خلف التفجيرات المماثلة ااتي استهدفت مساجد وحسينيات في منطقة القطيف ذات الاغلبية الشيعية شرق المملكة العربية السعودية.
ومن المفارقة ان دولة الكويت متهمة الى جانب كل من المملكة العربية السعودية وقطر بتقديم الدعم المالي لفصائل "جهادية" اسلامية متشددة تقاتل من اجل اسقاط النظام في سورية، سواء بشكل مباشر او من خلال مجموعة من رجال الاعمال او الدعاة الكويتيين، وجرى وضع العديد من هؤلاء على قائمة الارهاب، ومن بينهم وزير كان في الحكومة الكويتية اضطر للاستقالة من منصبه.
الكويت تعيش ازمة طائفية حقيقية، او صراع طائفي يبلغ ذروته بسبب اعمال التحريض التي يمارسها متطرفون في الطائفتين، عبر وسائل الاعلام المنقسمة حسب تمويلها الطائفي، او وسائط التواصل الاجتماعي، ومن الطبيعي ان تستغل الجماعات المتشددة هذا المناخ لتفجير المساجد والمؤسسات الاقتصادية والاعلامية كإجراء انتقامي.
تختلف التقديرات لاعداد ابناء الطائفة الشيعية في الكويت، فالاحصاءات شبه الرسمية تقول انهم يزيدون عن الثلاثين في المئة بقليل، لكن احصاءات غير رسمية تقول ان الرقم الحقيقي اكبر من ذلك بكثير، ويفوق الاربعين في المئة، ونسبة كبيرة من هؤلاء من اصول ايرانية، بل ان بعضهم ما زال يتحدث باللغة الفارسية في منازلهم حتى اليوم.
ويشتكي ابناء الطائفة الشيعية في اكثر من بلد خليجي بالتهميش، وعدم المساواة في الوظائف الحكومية المهمة، وخاصة في المملكة العربية السعودية، حيث يحظر عليهم الانخراط في اجهزة الامن والمخابرات والجيش، واذا جرى السماح لهم بدخول هذه المؤسسات فبنسب متدنية جدا، وفي مراتب صغرى.
ولا بد من الاعتراف بأن وضع ابناء الطائفة الشيعية في الكويت افضل حالا بالمقارنة مع اقرانهم في دول خليجية اخرى، فهم من اكثر الطبقات ثراء بسبب انشطتهم الاقتصادية التجارية النشطة (عائلة البهبهاني مثالا)، ويتمتعون بقسط كبير من حرية العبادة وبناء الحسينيات (المساجد) ويتمثلون في البرلمان الكويتي بما يقرب من العشرة نواب، ويتولون مناصب وزارية، ولكن تمثيلهم في الوزارة بوزير واحد فقط في معظم السنوات السابقة، ومن قبيل المجاملة (علي البغلي مثالا) اختفى من الوزارة الحالية.
معظم الدول الخليجية متهمة بتوفير الارضية الحاضنة للجماعات الاسلامية المتشددة، سواء عبر التمويل المباشر او غير المباشر، وتأسيس المنابر الاعلامية ذات الطابع التحريضي الطائفي، ويكفي الاشارة الى وجود اكثر من ثلاثين قناة تلفزيونية اسلامية تصدر من المملكة العربية السعودية او بتمويل منها.
تفجيرات الكويت، ومن قبلها تفجيرات القطيف والدمام في المملكة العربية السعودية قد تكون بمثابة قمة جبل الثلج، ومؤشر لما هو قادم من فتنة طائفية قد تعصف بأمن واستقرار الدولة الخليجية التي ظلت بمنأى عن ثورات الربيع العربي، وهي الدول التي حاولت تحصين نفسها من خلال تمويل ثورات في دول اخرى على امل ان لا تصل النيران الى طرف ثوبها، وكم كانت مخطئة في هذا المضمار.
التحصين من العنف والارهاب يجب ان يبدأ بالاصلاح الداخلي، والمساواة، ووقف كل اعمال التحريض الطائفي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومعظم هذه القيم غير موجودة في الكثير من الدول الخليجية والعربية ايضا، نقولها والمرارة في حلوقنا.
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي
المصدر: أوكرانيا بالعربية
الأخبار الرئيسية
سياسة
رئيس أوكرانيا ورئيس وزراء بلجيكا يناقشان آليات استخدام الأصول الروسية المجمدة
الرئيس الأوكراني يعرب عن تفهمه جميع تحفظات بلجيكا بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة
سياسة
زيلينسكي وسانشيز يبحثان التنسيق مع أوروبا في الدبلوماسية والدعم الدفاعي لأوكرانيا
رئيس أوكرانيا يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا تنسيق المواقف مع أوروبا بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام
سياسة
كوستا: لن نغادر اجتماع المجلس الأوروبي دون قرار بشأن تمويل أوكرانيا لعامي 2026-2027
كوستا: لن نغادر اجتماع المجلس الأوروبي دون قرار بشأن تمويل أوكرانيا لعامي 2026-2027
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
أوكرانيا عضوا بالاتحاد الأوروبي عام 2027
د. فرج الله: الاتحاد الأوروبي أصبح اليوم مهتما جدًا ومعنيًا جدًا بضم أوكرانيا لصفوفه أكثر من أي وقت مضى
آراء ومقالات
خبراء غربيون يحددون الشرط الوحيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا
يقول هيربست إن التنازلات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للكرملين من أجل تأمين اتفاق سلام لا تؤدي إلا إلى دفع بوتين إلى مزيد من الحرب
آراء ومقالات
خبير كندي: روسيا تختبر عمداً الخطوط الحمراء لحلف شمال الأطلسي
الخبير الكندي: موسكو تتحدى الحلف باختراق الأجواء البولندية لقياس رد فعله وتتحدى ضبط النفس لدى الحلف
اختيار القراء
سياسة
زيلينسكي: أوكرانيا ستضطر إلى تقليص إنتاج المسيّرات إذا لم تتلقَّ الدفعة المناسبة
رئيس أوكرانيا: هناك أنظمة دفاع جوي معينة لا نمتلك لها صواريخ حاليًا
سياسة
كوستا: لن نغادر اجتماع المجلس الأوروبي دون قرار بشأن تمويل أوكرانيا لعامي 2026-2027
كوستا: لن نغادر اجتماع المجلس الأوروبي دون قرار بشأن تمويل أوكرانيا لعامي 2026-2027
سياسة
رئيس أوكرانيا ورئيس وزراء بلجيكا يناقشان آليات استخدام الأصول الروسية المجمدة
الرئيس الأوكراني يعرب عن تفهمه جميع تحفظات بلجيكا بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة
سياسة
زيلينسكي وسانشيز يبحثان التنسيق مع أوروبا في الدبلوماسية والدعم الدفاعي لأوكرانيا
رئيس أوكرانيا يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا تنسيق المواقف مع أوروبا بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام
الأخبار الرئيسية
رئيس أوكرانيا ورئيس وزراء بلجيكا يناقشان آليات استخدام الأصول الروسية المجمدة
زيلينسكي وسانشيز يبحثان التنسيق مع أوروبا في الدبلوماسية والدعم الدفاعي لأوكرانيا
كوستا: لن نغادر اجتماع المجلس الأوروبي دون قرار بشأن تمويل أوكرانيا لعامي 2026-2027
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
