أوكرانيا بالعربية | صرخة مصري بعد صدمة 29 نوفمبر ... بقلم د. وليد عطية
كييف/أوكرانيا بالعربية/بعد 48 ساعه صمت صدمه 29 نوفمبر، وبالرغم من أن كل الشواهد ومعطيات الاجواء على الأرض حول محاكمه المخلوع كانت توحي وتؤكد للجميع ان النتيجه ستكون مخيبه لامال اغلبيه الشعب المصري الصبور الذي انتفض وثار على الظلم والفساد والعفن الذي عانت منه مصر في العقود الثلاث الأخيرة تحت حكم المخلوع وحاشيته.
الا وأن الاعلان بالحكم على مبارك وشياطينه بالبراءه جاء بمثابه صاعقه نزلت على كل من سمع وقرا لتتسبب في ذهول البعض وفقدان توازن البعض وشلل فكر البعض من ابناء هذا الوطن الجريح.. لتختلط مشاعر الحزن بالاسي مع ازدياد الكراهيه لمبارك واتباعه.
فوجدت هذه الصاعقة صداها بصفحات التواصل الاجتماعي من ردود افعال فوريه وعنيفه تصرخ من شده الالم واليأس والسخرية .. وهنا لا بد لنا من ان نفرق بين فصيلين كانت ردود افعالهم مختلفة تماما.. فهي مختلفة بين الفرح لابناء حاشيه المخلوع والشماته من الاخوان واتباعهم.
الا أن اكثر ما شد انتباهي هو رد الفعل الذي تمثل في الصمت العميق .. صمت الكثيرين دون تعليق.. وكأن بداخلهم صرخه او بركان من الغضب يبحث عن طريقه للخروج فكيف لنا اليوم ان نعبرعما بداخلنا ؟ فماذا نقول وماذا نعمل؟؟؟
اننا نقول:
اما اخوان الشياطين فلا نعيرهم اهتماما ولا نلتفت لهم، فامرهم محسوم فهم الماضي المعاصر، الذي يبحث عن انبعاث بجسد ميت.. ولا يسعني الا أن اذكرهم بغبائهم المعتاد فهم من لعب دور اساسي في براءه المخلوع وشياطينه حينما رفضوا في مجلسهم الموقر اعادة محاكمه القرن بتهمه الخيانه العظمي طبقا لقانون رقم247 لعام 1956 .
أما حاشيه مبارك و"المطبلاتيه" فنقول لهم لقد برّء القضاء "المظلوم" الظالمين من تهمه قتل الثوار طبقا لاوراق ومستندات أُعدت من اعوانكم منقوصه كي تصل لهذه النتيجه المقلوبة ولكن أحذروا!! فعدالة السماء فوق عدالة الأرض.
وبعد أن نقلت مقاليد السلطة الى المخلوع "البريء" من حقبة سبقته لزعيمين قدموا كل ما استطاعوا من خير وفداء لهذا الوطن وشعبه، فالزعيم الخالد عبد الناصر رسخ قواعد العداله الاجتماعيه بالرغم من الأزمات والحروب التي كانت تعصف بعهده ليتمكن من ارساء قاعده صناعيه مصرية بمجالات شتى كصناعة الحديد والصلب والغزل والنسيج وهيئه التصنيع العربي والسد العالي الذي سيبقى عاليا وشامخا شاهدا له وقانون الاصلاح الزراعي الذي سيشهد دوما بعدله.
ثم ليخلفه قائد حرب التحرير وصانع السلام بغض النظر عن الجدل حول ذلك، الا أن مبادره السلام اعادت سيناء لحضن الوطن، ولتنقل مقاليد السطلة لمن بعد السادات خالية من اعباء الحرب وديون خارجيه لم تتجاوز 40 مليون دولار، ليسلم روحه للخالق بعد مسيرة جهاد لن ينساها شعبه وتراب وطنه.
اما الان وبعد حكم هؤلاء العظماء، جئتم الى الحكم والشعب المصري يحلم بمستقبل مشرق بعد سنين الحرب، وقد ولاكم الله امر شعبنا الصبور لثلاثة عقود، أجبني يا "سيادة" الرئيس المخلوع "البريئ" من المسؤول عن:
- ظاهرة أطفال الشوارع
- ظاهرة سكان المقابر
- تدهور التعليم
- انتشار فيروس سي
-الفشل الكلوي
- انتشار المخدرات وتفشي ظاهرة الادمان
- التلوث البيئي
- استخدام الاسمده الاسرائليه المسمومه في الزراعه
- ضحايا العبارة وحوادث الطرق والقطارات
- تدمير القطاع العام
- عدم اعمار سيناء
- اهانة ابناء الجاليات المصريه في الخارج من قبل سفاراتهم
- ترسيخ فكرة التوريث في جميع القطاعات مثل الجامعات والشرطه و
الخارجيه و القضاء.. الخ الخ.
سيادة المخلوع ليس هذا الى فصيل من جرائمكم بحق امنا العزيزة مصر العظيمة، وما قدمه القضاء لكم ليس الا جزيئ من تهم 80 مليون مصري لكم.. هؤلاء شعب مصر الذي لا يهمه رأي القضاء فيها.. فكلنا على يقين ان التاجيل للقضيه والنطق بالحكم بها سيظل حتي تمثلو امام قاضي القضاة .. الحكم العدل.. الذي لا شك في عدالة حكمه.
فاعد العده واحشد من محاميك وزباينتك من لن يستطيع الذود عنك عند العزيز الجبار.
السيد المخلوع عدلا لكم بذكر بانجازاتكم:
- صاحب الضربه الجويه الأولى في حرب أكتوبر
- تطوير وبناء مدينه شرم الشيخ
- اعمار الساحل الشمالي
حقا يا فخامه المخلوع "سيذكر التاريخ يوما ما لنا وما علينا !!!!!!"
و بعيدا عن السخريه والنقد نحتسب لكم قرار التنحي ان كان قراركم؟ فالحق يقال كان قرارا حكيما في وقت عصيب وحفظ مصر والمصريين من حمام دم، فاكرر شكري وتقديري له.
الا ان سروري سيكتمل باكمال "جميلك" واعتزالك للاعلام بعدم مشاركتك باي برامج تلفزيونيه او لقاءات صحفيه مراعاة لمشاعر الشعب الجريح واسر الشهداء، فتنحى يا "بريئ" عن اعلامنا كما تنحيت في 18 فبراير 11 .
ابناء وطني المؤمنين بالامه المصريه والغيورين علي مستقبلها! نحن جميعا اصحاب الردود العنيفه والساخره واليائسه والصامتة وكل المصريين:
تعالوا معا نفكر بصوت عالي هل هذه نهايه ثورتنا؟ وكيف لنا ان نخرج من هذه الصدمه بفائده؟ فانا منكم ومثلكم احلم بمصر حديثه قويه بها العيش والحريه والعداله الاجتماعيه..
ان استسلمنا ويئسنا لن يكون الا في مصلحة الآخر الذي ينتظر هكذا فرصة، هذا فرصته للرجوع بمصر للوراء. أولسنا نحن صناع ثورتي 25 و 30 ؟؟ وفي كل مره يحاول هذا "الآخر" ان ينسبها لنفسه!! ففي الاولي ركب موجتها شياطين الاخوان ليغرق الشعب تحت أمواجهم وفي الثانيه حاول ويحاول "الآخر" من شياطين مبارك لكن باذن الله هم ايضا سيكونون الغارقون تحت أمواج ثورتنا المستمره في ثوبها الجديد.. ثوب البناء والتنميه ..
فها نحن اليوم أمام تحديات تاريخية جديدة وكي لا يتمكن أي من الفصيلين "الشيطانين" من العبث في مصيرنا ومستقبلنا وكي لا يفلت اي ظالم من العقاب فمالامر بأيدينا كما قال قاضي محاكمه القرن "لابد من تعديل القوانين او تغييرها للتواكب مع متطلبات العصر" .
السلطه التشريعيه هي المنوط بهذا التواكب العصري فلذى لابد من توحيد صفوف المصريين الثوريين الوطنيين في الانتخابات البرلمانيه القادمه من أجل ان يصل الي البرلمان من يعمل علي تشريع قوانين جديده ترفع من شأن المواطن المصري وتحميه من بطش وظلم اي حاكم ولترقي بمصر الي مراتب تليق بتاريخها وحضارتها.
أما ان تقاعسنا وأدركنا اليأس فستكون القوانين لاحدي الفصيلين او لكلاهما من معسكر هذين "الآخرين"، فلدينا الان ملامح لدوله مصر الجديده ولدينا رئيس نؤمن بوطنيته وانتمائه لشعبه لا لاحد من هذين.. لدينا امل في مستقبل افضل.. فدعونا نتكاتف من اجله ونمد له يد العون كي نستطيع معه الخلاص من الفصيلين.
وفي معركه البرلمان السياسية، مصر في اشد الحاجه الي كل مصري شريف محب لترابها فخور بمصريته فهذه المعركة ستكون الفاصله في تاريخنا المعاصر الذي يسطره الشعب المصري في احلك الظروف محاطا من الخارج والداخل بعديد من الاعداء المتربصين به لاسقاطه.. ولا لليأس فلا يأس مع الحياه ولا حياه مع اليأس.
و اخيرا وليس آخرا نداء الي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي
فخامه الرئيس: أنا مصري ومقدر لحجم الأمانة التي تسلمتموها والاعباء المنوطه بكم، لكن كلنا ثقة بكم وبوطنيتكم وفنائكم من اجل مصرنا الحبيبه واجزم بانكم لستم امتدادا لنظام المخلوع .
ولكن اسمح لي يا سياد الرئيس ان اقول ان الشعب عندما فوضكم للحرب علي الارهاب وأستجبتم وضربتم وما زلتم تحاربون فصيل اخوان "الشيطان" وجنبتم البلاد مخاطر جسيمه، الا أننا نطلب منكم ان تضربوا بيد من حديد علي شياطين النظام الاسبق فخطورته ليست اقل من خطورة اخوان الشيطان علي مصر ومستقبلها.
معالي الرئيس احذروا البطانه الفاسده المتبقية من اعوان النظام الاسبق.
معالي الرئيس ما ارجوه من سيادتكم سرعه الاهتمام بملف باهالي ,اسر شهداء الثوره، فالقصاص من القتله بيد الله سبحانه وتعالي اما حق الفديه والرعايه لذويهم فهو باذن الله في متناول يديكم.
د. وليد عطية
رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا
المصدر: أوكرانيا بالعربية