أوكرانيا بالعربية | سـايـكـس بـيـكـو النـسـخة الأمـريـكيـة... بقلم حسن زايد

هناك من يؤمن بنظرية المؤامرة ، ومن لا يؤمن بها . والإيمان من عدمه لا ينفي الوجود . وفي إطار كشف المؤامرة الأمريكية علي منطقة الشرق الأوسط سنجد من يؤمن بذلك ومن لا يؤمن . ومن لا يؤمن يزعم أن نظرية المؤامرة ما هي إلا حيلة عقلية في مواجهة العجز عن إيجاد تفسير موضوعي للأمور ، في حين أن من يؤمن بنظرية المؤامرة يجد أن هذا الكلام هو في ذاته الحيلة العقلية للهروب من الواقع أو محاولة لغسل الأيدي مما يكون قد علق بها ، أو هو غسيل لمواقف أطراف قد تكون تورطت في المؤامرة .

كييف/أوكرانيا بالعربية/هناك من يؤمن بنظرية المؤامرة ، ومن لا يؤمن بها . والإيمان من عدمه لا ينفي الوجود . وفي إطار كشف المؤامرة الأمريكية علي منطقة الشرق الأوسط سنجد من يؤمن بذلك ومن لا يؤمن . ومن لا يؤمن يزعم أن نظرية المؤامرة ما هي إلا حيلة عقلية في مواجهة العجز عن إيجاد تفسير موضوعي للأمور ، في حين أن من يؤمن بنظرية المؤامرة يجد أن هذا الكلام هو في ذاته الحيلة العقلية للهروب من الواقع أو محاولة لغسل الأيدي مما يكون قد علق بها ، أو هو غسيل لمواقف أطراف قد تكون تورطت في المؤامرة .

وأنا أظن أن من يدفع بانعدام المؤامرة تحركه رغبة في دفع المطاعن عن ثورة يناير 2011م ، ومدي مشروعيتها  ، لأن القول بوجود مؤامرة أمريكية كانت تدفع الأحداث في اتجاه معين سينسحب بالضرورة علي ثورة يناير باعتبارها جزءاً من المؤامرة الكبري علي المنطقة . وهذا الكلام إن صح فلا يؤخذ علي اطلاقه لأن الثورة لو انطوت علي جانب تآمري مظلم فهناك جوانب أخري مضيئة ، فهي كالقمر له وجهان أحدهما مضيء والأخر مظلم ، ووجود أحدهما لا ينفي وجود الآخر، والناس لا تري إلا جانبه المضيء . وموقع التآمر من الثورة كموقع الإستثناء من القاعدة ، يؤكدها ولا ينفيها ، ويبقي في حدود كونه استثناءاً لا يقاس عليه .

ومن هنا ــ وبغض النظر عن الإيمان بنظرية المؤامرة من عدمه ـ كان لابد من الوقوف علي أبعاد المؤامرة الأمريكية ، لأن الوقوف علي أبعادها أصبح ضرورة وجود ـ خاصة بعد بدء تنفيذ مخططاتها علي الأرض ـ والتغافل عنها أصبح يهدد هذا الوجود . فالولايات المتحدة الأمريكية تتصرف باعتبارها الوريث الشرعي لتركة الدول الإستعمارية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، إلي حد يمكن معه الذهاب إلي الزعم بأن المخطط الأمريكي للمنطقة ما هو إلا النسخة الأمريكية لاتفاقية سايكي بيكو. فمنذ ما يقارب القرن من الزمان ( 1915 ـ 1916 ) اتفقت الدول الإستعمارية الكبري ـ وكان الأحري تسميتها الإستخرابية ـ علي تقسيم المشرق العربي فيما بينها ، حيث يتم تقسيم هذه المنطقة بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة روسية مقابل غض الطرف عن ضم روسيا لمناطق معينة من آسيا الصغري . وقد مثّل فرنسا في هذا الإتفاق المسيو فرانسوا جورج بيكو ، ومثل بريطانيا السير سايكس بيكو ، ومثل روسيا سازانوفا وزير خارجية روسيا  ، ومن هنا جاء اسم الإتفاقية التي كانت في صورة وثائق متبادلة بين هذه الدول . وقد كان الإتفاق علي تقسيم المنطقة إلي خمسة أجزاء ، الأول : يضم السواحل السورية واللبنانية إلي فرنسا . والثاني : يضم العراق والخليج إلي بريطانيا . والثالث : فلسطين ، وقد اتفق علي وضعها تحت إشراف إدارة دولية . والرابع والخامس :  هو الإتفاق علي الإعتراف بدولة أو حلف دول عربية تحت رئاسة رئيس عربي واحد .  وبطبيعة الحال كان هذا الإتفاق سرياً ، لأن رحي الحرب العالمية الأولي كانت دائرة  ، وبريطانيا في حاجة إلي دعم العرب في حربها ضد الدولة العثمانية . من أجل ذلك أوهمت العرب حال مساعدتهم لها بأنها ستعترف لهم بحقهم في تأسيس الدولة العربية .

وأوهمت الشريف حسين ـ شريف مكة ـ بأنها ستنصبه ملكاً أو خليفة حال مساعدته في تثوير العرب ضد الحكم التركي . وقد تكشف ذلك من خلال المراسلات المتبادلة بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون . وقد ابتلع العرب  ـ وشريفهم ـ الطعم ، حتي استيقظوا علي وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا سنة 1917م لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وانكشفت سوءة الإتفاق السري بعدما قامت الثورة البلشفية في روسيا بنشر وثائق وزارة الخارجية في العهد القيصري . إلا أن تكشف أمر الإتفاق وهتك ستره لم يحل دون تنفيذ المخطط المرسوم . 


حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام


المصدر: أوكرانيا بالعربية


مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
رئيس أوكرانيا يتوجه إلى مدريد لتوقيع اتفاقية أمنية مع إسبانيا
سياسة
رئيس أوكرانيا يبحث مع رئيس وزراء السويد تعزيز الدرع الجوي
سياسة
أوكرانيا تقصف قاعدة روسية في القرم المحتل
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.