أوكرانيا بالعربية | روبــرت فيـســك يـتــســـكع فـي الـقـاهـرة.. بقلم حسن زايد

من هو روبرت فيسك ؟ . هو صحفي بريطاني يعمل مراسلاً خاصاً لصحيفة الآندبندنت البريطانية في منطقة الشرق الأوسط ، يعيش في بيروت ، ويُعد أشهر مراسل غربي في المنطقة ، وله كتاب بعنوان : " الحرب من أجل الحضارة : السيطرة علي الشرق الأوسط " . هذا الرجل كان يمثل نموذجاً يحتذي لمعظم الصحفيين المصريين ، حين كانوا يتابعون تغطيته لأحداث الحرب الأهلية في لبنان ، ومذابح صابرا وشاتيلا ، والثورة الإيرانية ، وأحداث الحرب العراقية الإيرانية ، وحرب تحرير الكويت ، وغزو العراق ، ومذبحة قطاع غزة . وهو من الصحفيين المعارضين للسياسة البريطانية والسياسة الأمريكية فيما أسماه السياسة الأنجلوسكسونية .
كييف/أوكرانيا بالعربية/من هو روبرت فيسك ؟ . هو صحفي بريطاني يعمل مراسلاً خاصاً لصحيفة الآندبندنت البريطانية في منطقة الشرق الأوسط ، يعيش في بيروت ، ويُعد أشهر مراسل غربي في المنطقة ، وله كتاب بعنوان : " الحرب من أجل الحضارة : السيطرة علي الشرق الأوسط " . هذا الرجل كان يمثل نموذجاً يحتذي لمعظم الصحفيين المصريين ، حين كانوا يتابعون تغطيته لأحداث الحرب الأهلية في لبنان ، ومذابح صابرا وشاتيلا ، والثورة الإيرانية ، وأحداث الحرب العراقية الإيرانية ، وحرب تحرير الكويت ، وغزو العراق ، ومذبحة قطاع غزة . وهو من الصحفيين المعارضين للسياسة البريطانية والسياسة الأمريكية فيما أسماه السياسة الأنجلوسكسونية .
ولعل في معارضته للسياسة الأنجلوسكسونية ما جعله يبدو محايداً وموضوعياً من وجهة نظر الصحفيين المصريين ، لأن كلامه كان يصادف في أنفسهم هوي ، باعتبارهم معارضين كذلك لتلك السياسة التي كان يعارضها ، فمن الطبيعي أن يروا فيما يكتبه قدر من الإنصاف من كاتب غربي لقضاياهم . بينما كان منطلقه فيما يكتب ـ بعيداً عن الحياد والموضوعية والإنصاف ـ هو المعارضة السياسية فحسب . وبذا يكون من قرأ له قد وقع أسيراً لفخ لم يكن مقصوداً ولا موجوداً ، وهو فخ الحياد والموضوعية والإنصاف . ومن هنا جاءت شهرة روبرت فيسك . بالإضافة إلي طول مكثه في المنطقة ، حيث يعمل فيها قرابة الثلاثين عاماً ، وتلك المدة أكسبته خبرة بالمنطقة ، وكذا علاقات عديدة مهدت له ويسرت عمله .
ونظراً لأن الأحداث التي غطاها فيسك علي مدار الأعوام التي قضاها في المنطقة لم تكن تمس مصر علي نحو مباشر فلم يشعر أحد بمدي المصداقية التي يتمتع بها علي الأرض ، ولعل أحداث الثورة الثانية في 30 يونيه قد كشفت عن الوجه الحقيقي لفيسك في تغطيته للأحداث . فقد كان بوقاً إعلامياً للإخوان في الغرب ، حيث كان ينقل عنهم المعلومات دون تمحيص أو مراجعة ، دون التفات لوجهة النظر الأخري ، علي نحو ما تقضي به الموضوعية والحياد والإنصاف . وظل هكذا يصف ما حدث بأنه انقلاب ، وأن الإنقلاب تورط في مذابح جماعية في النهضة ورابعة ، وأنه يسير نحو الإستبداد والديكتاتورية . ببغاء عجوز يردد ما يسمع دون اعمال للحس الصحفي الناقد والمتابع للأحداث ، إلي حد أنه في زيارته لاعتصام رابعة العدوية ذكر أنه اعتصام سلمي ن رغم انه قد اشار إلي أن الرجل الذي اصطحبه إلي داخل الإعتصام كان مسلحاً . ولقد بدا فيما يكتب أنه إخوانياً أكثر من الإخوان .
وفي انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة وجدنا السيد فيسك يتسكع في شوارع القاهرة والجيزة لينقل مشاهداته الكاذبة للمتابع الغربي ودوائر صنع القرار به ليخلق انطباعاً سلبياً للغاية تجاه مصر وقيادتها الجديدة . حيث يقول السيد فيسك في مقاله الذي نشرته صحيفة الإندبندنت أنه مر لمدة ثلاث ساعات علي اللجان في وسط القاهرة فتأكد له : " فشل محاولة السيسي تعزيز بل زيادة الدعم الشعبي الذي يعشقه الديكتاتوريون ، فالمقاطعة قدمت صورة سياسية قاتمة عن الرجل الذي قال يوم الاثنين (المصريون يخرجون لكتابة تاريخهم وصناعة مستقبله ) " . ثم يتابع بقوله : " في مركز اقتراع الجيزة الذي فتح أبوابه للناخبين صباح يوم الاثنين، سواء جاؤوا من أحياء الفقر أو أحياء الطبقة المتوسطة في الجزيرة التي يعيش فيها المثقفون ورجال الأعمال الخاسرين، كان يقف أمام المركز ثلاثة جنود وشرطيان جالسون أمام المحطة، وفي واحدة من المراكز رأيت جنديا مسلحا يلبس قناعا أسود ولكنه -مثل الحال في الجيزة- كان يحرس مركز اقتراع فارغا " . ثم يضيف : " حتى في حي هوليوبوليس الذي يسكن فيه السيسي، ومبارك العجوز قبل ثورة 2011 لم أشاهد ولا حتى ناخب واحد، وتصيدت باحثا عن مركز الاقتراع الذي أدلى فيه عدلي منصور (الرئيس المؤقت) بصوته قبل يومين في شارع جميل وفلل صغيرة محاطة باللوحات الإعلانية عن المجوهرات وعيادات الليزر، ذات القصة: أربعة جنود وثلاثة رجال شرطة،  ورجل أمن مسلح بزي مدني في عربة تعود لشركة سياحة ولكن لم أشاهد ناخبا واحدا " . إذن هذا الرجل أصيب بالعمي والصمم .
لأن ما يتحدث عنه يعني ببساطة ألا أحد من المصريين قد خرج للإدلاء بصوته ، وأن ما تنقله كاميرات التلفاز ، ووكالات الأنباء ، وكذا جهات المتابعة الدولية والإقليمية مجرد " فوتوشوب " علي نحو ما يحلو للإخوان قوله حال رغبتهم في إنكار الواقع والعيش في ظلال الوهم . وطبعاً كان لابد له من البحث عن مخرج من المأزق الإنكاري الذي وضع نفسه فيه ، فتحدث بوقاحة أغفلت الرد عليها الصحافة ووسائل الإعلام المصرية ، لأنها قبل أن تقدح في شرعية الإنتخابات مثلت إهانة للمجتمع المصري  ، حيث قال : " يمكن للسيسي الحديث عن أي أغلبية يريدها في الانتخابات طبعا، أيا كان عدد الناس الذين صوتوا، فهذه الأشياء يمكن إصلاحها في مصر، ففي أيام أنور السادات كان يتم رمي صناديق الاقتراع غير المريحة في مياه النيل المحايدة سياسيا، والمواطنون الذين تعودوا على تفاهات الديكتاتورية لا يتوقعون الكثير " . إن هذا الكلام الموتور والمغرض يقدح في نزاهة القضاء المصري ، ويشكك في سلامة الإجراءات الإنتخابية وخطواتها ، ويستهين بالشعب المصري علي نحو فج لا يخلو من القبح . وسرعان ما يتناقض مع نفسه حين يقول : " لكن المصريين ليسوا حمقى، وقد تحرروا من الخوف في ثورة 2011 ولا يمكن أن يحول الفساد والرشوة والتهديد مهما كان حجمه الغالبيةَ الراشدةَ إلى طلاب مدرسة مرة أخرى " . إذن فلا معني لكلامه السابق إن كان المصريون كذلك . ولكنها ثرثرة العجائز حين يتسكعون في شوارع القاهرة تحت وطأة حرارة الشمس اللافحة في أيام الإنتخابات . ثم جاءت نتيجة الإنتخابات لتضرب المتربصين علي أقفيتهم ، في مفاجأة من مفاجآت الشعب المصري العظيم . الأمر الذي أضطر معه السيد فيسك ، وعلي مضض إلي القول : " لو كنت مصرياً لانتخبت السيسي " .
وذكر لذلك ثلاثة أسباب لا تعنينا كمصريين بادروا بانتخاب السيسي ، أولها أنه منح المصريين التحرر . وثانيها أنه حظي بدعم دول الخليج . وثالثها : أن أمريكا ستحتفظ بفمها مغلقاً وخزينتها مفتوحة . أما نحن كمصريين فقد انتخبناه لسبب واحد وهو الشعور بصدق الرجل . فقد اعتاد المصري علي عدم الثقة في السلطة أو المعارضة من بعد جمال عبد الناصر . حتي جاء السيسي فشعر الناس بصدقه ، وتولد الثقة فيما يقول وفيما يفعل . أما أنت يا سيد فيسك فقد فقدت الثقة والمصداقية ومع ذلك سنتركك تتسكع في شوارع القاهرة ، حتي تستمتع بنسائم الحرية البكر في مصر الجديدة .
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام 
المصدر: أوكرانيا بالعربية



مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
وزير خارجية بريطانيا يعارض إرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا
سياسة
في ذكرى الأحداث المأساوية في أوديسا ..أوكرانيا ترد على المعلومات المضللة
سياسة
رئيس أوكرانيا يلتقي وزير خارجية بريطانيا في كييف
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.