أوكرانيا بالعربية | رد في بروكسل ورد من رام الله! !... بقلم حسن عصفور
كييف/أوكرانيا بالعربية/لم يترك رئيس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب مجالا أو فرصة لأن تصمت القيادة الفلسطينية، بعد أن أعلن أن لا حركة لوزراء قطاع غزة، وأن حكومة الكيان ستقطع كل الصلات المدنية، وتبقي على "المقدس السياسي الجديد" وهو "التنسيق الأمني، وكان "الظن" ان الرد الفلسطيني سيأتي سريعا، حاسما وحازما، بعد أن تسرب عن لقاء عاجل في مقر الرئاسة، وتصريحات الرئيس عباس بأن الاجراء الاسرائيلي سيقابل برد فلسطيني، ولكن كان الذي ما كان يجب أن يكون، خرج علينا أحدهم ليقول أن "حكومة نتنياهو تريد تخريب جهود المصالحة"..تخيلوا أين وصل حال الانحدار الفكري – السياسي..
اكتشاف هذا المسؤول أو ذاك أن دولة الكيان تريد "تخريب" جهود المصالحة، يجب أن يرفع الى سجل الملكية الفكرية وتسجيله كـ"براءة اختراع" نادر، ويمكن لاحقا التقدم بها كنص غاية في العمق الابداعي لجائزة نوبل عل قائله يكون الفلسطيني الثاني بعد الشهيد الخالد ياسر عرفات نيلا لجائزة نوبل..
من قرأ هذا القول المستخف جدا بعقل الفلسطيني ووعيه، سيدرك انه مؤشرا أن لا تنتظروا "ردا" أو "فعلا" غير البكاء والندب والاستجداء من "الأب الحنون" في واشنطن كي يعمل جاهدا من أجل السماح لوزراء غزة، ولو لمرة واحدة بالحضور لأداء "اليمين الدستورية"، ثم يضاف ذلك كإنجاز تاريخي للقيادة، تلك الروشتة التي قدمتها قيادة شعب فلسطين للرد على اجراءات نتنياهو..وإن لم تفلح بجلب "الحنية الأميركية" فأن الرد الكبير سيكون "القسم" من خلال الهواء - الفيديو كونفرس - ..
هكذا يكون الفعل الكبير والا فلا، أي انطباع يمكن أن يتركه هكذا سلوك على قيادة الكيان، والتي ستمضي قدما في كل ما يحلو لها تنفيذه، دون أن تصاب بأي لحظة هلع سياسي من أي رد فعل "غير محسوب"، فكل ما يمكن القيام به من قبل القيادة الرسمية الفلسطينية لن يمثل شيئا في حسابها لتنفيذ مخططها..
الاعتقاد كان أن يكون الفعل الفلسطيني فعلا حقيقيا، بأن لا ينتظر الرئيس عباس من أي كان "مجاملة" لجهوده السياسية لادامة أمد السلطة على حساب الدولة، فيحمل حقيبته ووزراءه القدم – الجدد ويطير الى غزة، ومنها يعلن حكومته للعالم، أما اللجوء الى الغاء كل التقاليد السياسية والاكتفاء بالقسم عبر الهواء، فذلك فعل لا يليق بشعب فلسطين، لا تاريخا ولا حاضرا، وهو تعبير عن مظهر انهزامي للفعل الاحتلالي، ومثل هذا السلوك سيكون عاملا مشجعا لتنفيذ مزيد من مشاريع التهويد والاستيطان، لأن الكيان ضمن العقاب الممكن..كلام في كلام يا بلدي!
وبالمصادفة البحته مع طريقة الرد الرسمي الفلسطيني، نشرت وسائل اعلام اسرائيلية أن ما حدث في بروكسل من عملية عسكرية لاغتيال شخصيات اسرائيلية، لم يكن "حدثا عابرا" ضد يهود كيهود كما حاولت دولة الكيان ترويجه، بل جاء حسابا من عناصر استخبارية شاركت باغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية والقيادي في حركة حماس محمود المحبوح، رد يقول لدولة الكيان وحكومتها أنه لا "جريمة بلا عقاب"، والعقاب له أشكال عدة ومتعددة، ومن يَغتال مسؤولا أو انسانا يجب أن "يُغتال" ولو بعد حين..
ليس مطلوبا أن يكون الرد الفلسطيني على الجريمة الاسرائيلية بذات الاسلوب، لكن جوهر الرد يجب أن يكون عقابا لجريمة وليس الاستكانة لها والاكتفاء برد لغوي واستنجاد بـ"الأسياد الأميركان"، الذين لن يقدموا أي فعل يحفظ الكرامة السياسية لمن يوافق بنفسه على إهدارها..
ملاحظة: يقال أن احد الوزراء الحاليين من ابناء قطاع غزة، رفض الاستمرار بالحكومة المقبلة "خجلا" من بعض من أحضر بهم ليكونوا زملاء له في الحكومة الجديدة..وعدم القدرة على تحمل تبعات الغاء وزارة الأسرى..احترام الذات الوطنية قيمة تفوق منصبا يفتقد القيمة السياسية!
حسن عصفور
وزير فلسطيني سابق
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
المصدر: أمد