أوكرانيا بالعربية | وزراء عملاء للمخابرات... بقلم د. عادل عامر

إن اتصالات أمريكا مع الإخوان لم تتوقف، وخصوصا في الثمانينانيات والتسعينيات من القرن الماضي، وان كانت محدودة. وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع " ويكيليكس" سجلت هذا. وذكرت هذه ا، وانئق إن السفارة الأمريكية في القاهرة حرصت على استمرار هذه الاتصالات،وان بشكل محدود طوال تلك الفترة. وأشارت هذه الوثائق إلى انه بسبب الموقف الم

كييف/أوكرانيا بالعربية/إن اتصالات أمريكا مع الإخوان لم تتوقف، وخصوصا في الثمانينانيات والتسعينيات من القرن الماضي، وان كانت محدودة. وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع " ويكيليكس" سجلت هذا. وذكرت هذه ا، وانئق إن السفارة الأمريكية في القاهرة حرصت على استمرار هذه الاتصالات،وان بشكل محدود طوال تلك الفترة.

وأشارت هذه الوثائق إلى انه بسبب الموقف المصري الرسمي المعروف في ذلك الوقت من جماعة الإخوان باعتبارها جماعة محظورة لا شرعية لوجودها ولا لأي أنشطة تمارسها،، فان السفارة الأمريكية كانت تحرص على إن تكون اتصالاتها مع أعضاء الجماعة من أعضاء البرلمان أو النقابات المهنية، وعلى إن تعطي الانطباع بأنها تجري هذه الاتصالات معهم بهذه الصفات، أب بصفتهم أعضاء برلمان أو نقابيين، لا بصفتهم أعضاء قياديين في جماعة الإخوان المحظورة. برقيات السفارة الأمريكية عن تلك الفترة كشفت أيضا عن جانب آخر. كشفت عن إن هذه الاتصالات لم تكن محل رضات أو ترحيب من جانب دبلوماسيين أمريكيين. ذكرت هذه البرقيات إن دبلوماسيين أمريكيين كانت لديهم شكوك عميقة في حقيقة نوايا الإخوان، وحقيقة مواقفهم المعلنة. هؤلاء الدبلوماسيون، بحسب البرقيات، شككوا مثلا مرات كثيرة في حقيقة زعم جماعة الإخوان بأنها لا تؤمن بالعنف ولا تلجأ إليه. فان المرحلة الأساسية الثانية في علاقة أمريكا بجماعة الإخوان التي يجب أن نتوقف عندها هي مرحلة ما بعد هجمات سبتمبر في أمريكا

 كما شككوا في مزاعمهم بأنهم يؤمنون بالمساواة وبالمواطنة، فيما يتعلق بالأقباط مثلا، واعتبروا إن كلامهم بهذا الخصوص مجرد غطاء خادع لمواقف ونوايا أخرى. إن الإخوان المسلمين قوة معتدلة، وهم لا يلجئون إلى العنف، بل أنهم يلعبون دورا مهما في إثناء المسلمين عن اللجوء إلى العنف. وتنقل الدراسة عن عضو في مكتب إرشاد الإخوان في مصر قوله: لو لم يكن هناك جماعة إخوان، لكان اغلب شباب هذه الحقبة قد اختار مسار العنف.

إن قادة الإخوان أكدوا أنهم بالنسبة لأمريكا هم، صمام الأمان للاعتدال الذي تريده أمريكا في العالم الإسلامي. تنقل الدراسة عن قادة الإخوان تأكيدهم أنهم هم القادرون على تحقيق مطلب أمريكا والغرب بمواجهة الجماعات العنيفة والمتطرفة، والترويج للإسلام المعتدل. وبدءا من 27 أغسطس 1956 عقد آمري ومعه ضابط مخابرات بريطانية سلسلة لقاءات مع شخصيات مصرية ضمت ممثلين عن حزب الوفد ومقربين من رئيس الوزراء الوفدي السابق مصطفى النحاس باشا، كما قاموا بتنشيط اتصالاتهم من جديد بسعيد رمضان فى جنيف، وكانت هناك خطة تقوم على أنه أثناء عملية ضرب وغزو مصر تقوم المخابرات البريطانية بإخراج اللواء محمد نجيب من محبسه المنزلي وتوليته الرئاسة وتعيين صلاح الدين وزير الخارجية المصري في الفترة من 1950 إلى 1952 رئيسا للوزراء، كما طرح اسم على ماهر وطرحت مجموعة أخرى من المتآمرين يقودها - اللواء حسن صيام قائد سلاح المدفعية فى ذلك الوقت ومعه مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين ممن كانوا ساخطين على عبد الناصر، كما عاد أمري للخطة المحبوبة لدى المخابرات البريطانية وهى أنه بعد الغزو والخلاص من عبد الناصر يتم تعيين الأمير محمد عبد المنعم - ابن الخديوي عباس حلمي الثاني - ملكا على مصر وتعيين أحمد مرتضى المراعى رئيسا للوزراء والذي كان قد غادر مصر في يونيو واستقر في بيروت.. ويدعى الكتاب أن آمري نجح في جذب عدد من العناصر المصرية وراء خطة المخابرات البريطانية للإطاحة بعبد الناصر واغتياله ومن هؤلاء ضابط مخابرات مصري يدعى عصام الدين محمود خليل وكان نائب رئيس المخابرات الجوية..

وقد تم الالتقاء به أثناء زيارة قام بها إلى روما من قبل محمد حسين خيري حفيد السلطان حسين كامل الذي حكم مصر في الفترة من 1914 إلى 1917، وقد وافق خليل على الانضمام للخطة البريطانية وسافر بعد أسابيع فعلا إلى بيروت..

إن خيري حفيد السلطان حسين كان يعمل نائب رئيس المخابرات الحربية قبل ثورة يوليو وبعد الثورة تم عزله وإحالته للاستيداع فسافر للخارج حانقا على عبد الناصر ونظامه.. طوال هذه الفترة لم يكن لدى المصريين علم بما يفعله خليل وكان التخطيط أن تقوم المخابرات البريطانية بتقديم بعض المعلومات له في بيروت عن إسرائيل لتقديمها للقيادة فى مصر مبررا بها سفره الدائم إلى بيروت. كان المطلوب من خليل أن يعمل على تكوين خلية سرية من ضباط الجيش للعمل ضد عبد الناصر وكانت شروط خليل أن يكون هو القناة الوحيدة بين البريطانيين والخلية وأن يحصل على كميات هائلة من المال لتغطية مصاريفه وخدماته.. ثم قامت المخابرات البريطانية بعد ذلك باصطحاب مرتضى المراعى وترتيب مقابلة له مع وزير الخارجية البريطاني سلوين لويد لزيادة طمأنته من أن هذه الخطة برعاية الحكومة البريطانية.. كان هدف المخابرات ليس فقط الإطاحة بعبد الناصر على يد الخلية العسكرية ولكن أن تقوم هذه الخلية بقتل عبد الناصر لأن ذلك هدف أساسي لأنتوني إيدن إلا أن هذه الخطة انضمت للخطط الفاشلة السابقة عندما تأكد للمخابرات والخارجية البريطانية أنها لن تؤدى إلى شيء لأنه ببساطة - كان عبد الناصر يتمتع بشعبية جارفة داخل الجيش وبين شعبه وتسلط قضية زيجر الضوء على قضية أكثر تعقيداً هي تجنيد الموساد ليهود مولودين في الخارج، يمكنهم التجسس تحت غطاء جوازات سفرهم الأصلية. ولا تخفي إسرائيل أنها تعتبر تدفقات اليهود من الخارج لاسيما من دول إسلامية بمثابة أصول يمكن للمخابرات استخدامها نظراً لمهاراتهم اللغوية ومعرفتهم بثقافات تلك الدول. ويذكر كثير من المهاجرين اتصال ضباط الموساد بهم، أو مطالبتهم بتسليم جوازات سفرهم الأصلية من أجل احتمال استخدامها كغطاء لجواسيس. لكن مسئولين إسرائيليين يصرون على أن الموساد لم يستخدم اليهود في الخارج قط ضد مصالح بلادهم، وهو درس تم استيعابه من تجنيد المحلل بالبحرية الأمريكية جوناثان بولارد في الثمانينات والذي أثار كشفه غضباً لا يزال أثره عالقاً في واشنطن. السياسة، لا تعرف العواطف، تناسى الإخوان دماء أبناء دعوتهم المراقة في سجون مصر، قرأوا الفاتحة غيابياً على أرواح الشيخ الفرغلي وعبد القادر عودة ويوسف طلعت وغيرهم، صافحوا عبد الناصر، حملوا راية وحدته عام 1958، دخلوا عباءة اتحاده القومي، نشطوا في لجانه، ترفعوا عن الطعن بظهر وحدة، أثخنتها سياط السراج، انهكتها مزاجية المشير، شوهتها اشتراكية عمياء، وجه عصام العطار من منبر مسجد الجامعة سهام النقد لديكتاتورية عبد الناصر، لكنه رفض التوقيع على وثيقة الانفصال، فعلها اثنان من قادة البعث ( العروبي)، الحوراني والبيطار. اتهم عدنان دباغ وزير الداخلية آنذاك، جماعة الإخوان المسلمين بالتورط في الحادثة، أرفقها بعمليات الاغتيال التي جرت، لم يميز بين الجماعة والطليعة. نفت الجماعة أي صلة لها بالعملية، نشرت بياناً في 24/6/1979، في مجلة المجتمع الكويتية، ضمنته مفاجأتها من اتهامات الدباغ لها بالعمالة والخيانة، خاطبته مؤكدة (الوزير أكثر الناس يعرف براءتها). اختارت الأجهزة الأمنية رداً أولياً، أعدمت 15 موقوفاً من الإخوان لديها، توالت المجازر الانتقامية المروعة في جسر الشغور، المعرة بإدلب، المشارقة بحلب. خلال الصيف ذاته، بُعيد مجزرة مدرسة المدفعية، قُتل الزعيم في كمين بين دمشق وحمص، رأى متابعون لمسيرة الطليعة في نهايته، بداية تشتتها، نقطة تحولها نحو النهاية، صارت أشبه بالخلايا المنفصلة، هبط التنسيق بينها إلى حدوده الدنيا، انفرد عدنان عقلة بقيادة حلب، هشام جباظ في حماة، عبد المعين السيد في حمص، أيمن الشربجي في دمشق، إضافة إلى خلايا الساحل، جسر الشغور، إدلب، دير الزور، درعا. عبد الستار الزعيم، رحل عن (30) عاماً، من أذكى رجالات الطليعة، أدق من خطط، أبرع من نفذ عملياتها، دوّخ السلطات بسريته، أطار النوم من عيون مسئوليها على مدار أربع سنوات، الأكثر تفاهماً وقرباً من الإخوان.


د. عادل عامر

دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام

 رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية

 عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتجية

 والسياسية بجامعة الدول العربية


المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى أكثر من 100 إف-16
سياسة
مسؤول بالناتو يؤكد ضرورة دعم أوكرانيا
سياسة
الرئيس الأوكراني ينتقد المساعدات الغربية لبلاده
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.