أوكرانيا بالعربية | من الشعب المصري إلي الرئيس بوتين شــــكـــراً... بقلم حسن زايد

لن نتحدث عن موقف روسيا الإتحادية ورئيسها من الثورة المصرية فهو معروف، ولن نتحدث عن العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين فهي لا تخفي علي أحد، وليس سراً أن قيام الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس من مصر لم يكن طرداً للروس لأن العلاقات بين البلدين ظلت قائمة علي نحو ما ، فقد حاربت مصر حرب اكتوبر بالسلاح الروسي، والإقتصاد المصري في تلك اللحظات كان يعتمد في الأساس في معظم مقوماته علي الجانب الروسي ، وحتي بعد أن ارتمي الإقتصاد المصري في أحضان سياسة الإنفتاح الإقتصادي التي تعتمد آليات الإقتصاد الحر، ظل القطاع العام قائماً، وهو صورة من صور الإقتصاد الموجه أو الإقتصاد الإشتراكي الذي كانت تعتمده الكتلة الشرقية منهجاً إقتصادياً لها.
كييف/أوكرانيا بالعربية/لن نتحدث عن موقف روسيا الإتحادية ورئيسها من الثورة المصرية فهو معروف، ولن نتحدث عن العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين فهي لا تخفي علي أحد، وليس سراً أن قيام الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس من مصر لم يكن طرداً للروس  لأن العلاقات بين البلدين ظلت قائمة علي نحو ما ، فقد حاربت مصر حرب اكتوبر بالسلاح الروسي، والإقتصاد المصري في تلك اللحظات كان يعتمد في الأساس في معظم مقوماته علي الجانب الروسي ، وحتي بعد أن ارتمي الإقتصاد المصري في أحضان سياسة الإنفتاح الإقتصادي التي تعتمد آليات الإقتصاد الحر، ظل القطاع العام قائماً، وهو صورة من صور الإقتصاد الموجه أو الإقتصاد الإشتراكي الذي كانت تعتمده الكتلة الشرقية منهجاً إقتصادياً لها.
وحتي بعد أن ساهم الرئيس السادات علي نحو أو آخر في إنهيار الإتحاد السوفيتي بتصديره الوقود البشري من الجماعات المتطرفة لمحاربته في أفغانستان ، تحت دعاوي الجهاد ، لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد كان يظن  ـ رحمه الله ـ أنه قد تخلص من هذه القنابل البشرية الموقوتة للأبد لمصلحة مصر ، فإذا بها تعود إليها أكثر تدريباً وخبرة، وأشد فتكاً وعدوانية وشراسة ، وخاضت في مصر إرهاباً كاسحاً علي مدار عقد من الزمان . ومع كل ذلك ظلت روسيا تحتفظ ببعض الدفء في علاقتها مع مصر. كلنا يدرك أن روسيا ما فعلت ذلك حباً في مصر ، أو كراهية في غيرها ، بما في ذلك روسيا نفسها، لأن العلاقات الدولية لا تعترف بالحب والكراهية ، وإنما تعترف بالمصالح، والمصالح تتحرك علي بحور من الرمال المتحركة ، فما كان بالأمس هناك ، يصبح اليوم هنا ، وغداً في مكان ثالث.
ومع ذلك تتولد بين الشعوب عاطفة في لحظات فارقة من تاريخها تجعلها تميل إلي هذا الشعب دون ذاك، وأنا اعتقد أن روسيا في علاقتها بمصر عبد الناصر قد ولَّدت هذه المشاعر وتلك العاطفة بين الشعبين المصري والروسي . ولعل في موقف أمريكا والغرب من ثورة يونيو ما يستدعي إلي الأذهان موقفهما من ثورة يوليو، وموقفهما من السيسي يستدعي موقفهما من عبد الناصر ، وموقفهما من أي محاولة لنهضة مصر من محمد علي إلي عبد الناصر إلي السيسي يدفع إلي الجفوة في قلوب الشعوب تجاه هذه الأنظمة ، إن لم تطال الشعوب.
في حين أن موقف الروس من عبد الناصر قد جري استدعاءه عند إعلان موقفهم من السيسي وثورة يونيو. ومن هنا كانت الحفاوة التي استقبل بها السيسي من الشعب الروسي علي نحو ما عكسته وسائل الإعلام الروسية ، وتلك المكانة الرفيعة التي يتمتع بها الرئيس الروسي في مصر شعبياً . وقد تجلت هذه المكانة في المقارنة التي كانت تجري بين الرئيسين ، ومدي التشابه الذي يجمع بينهما .
ومن هنا كانت زيارة الرئيس السيسي لروسيا تحمل عبق الماضي التليد للعلاقات الثنائية بين الشعبين ، وأحلام وطموحات تطور العلاقات فيما بينهما بما يعوض ما يفقدانه نتيجة التآمر الغربي/الأمريكي ، الذي يهدف إلي الإبقاء علي تفوق الجنس الغربي ، وهيمنته علي الكون . والتصدي الروسي لمحاولات إسقاط  دولة مصر بوقوفه إلي جانبها في شتي مجالات التعاون الممكنة . كل ذلك قد يري البعض أنه غير كاف لتلك الرسالة التي عنونت بها المقال ، لأنها تأتي في إطار العلاقات الدولية ، والمصالح المشتركة بين البلدين ، وأنا مع هذا البعض في ضرورة تحجيم الأمور في إطارها الطبيعي دون مبالغة أو تهويل .
وقد يكون موقفي مدعاة للإستغراب أو الإستنكار لأنه يتعارض مع الرسالة / العنوان .  الواقع أن السر وراء هذه الرسالة هو ما كشفته وسائل الإعلام الروسية عن علة قيام الطائرات الحربية الروسية باستقبال طائرة الرئاسة المصرية علي الحدود المصرية ، وقد كنا نظن كمصريين أنها تعبير عن مدي الحفاوة التي استقبل بها الرئيس السيسي ، ثم اتضح أن هذه الطائرات ما خرجت إلا لتأمين طائرة الرئاسة فور تلقي معلومات استخباراتية روسية عن وجود مؤامرة إخوانية للتنظيم الدولي كانت تستهدف اصطياد طائرة الرئاسة بتفجيرها عند عبورها الأجواء التركية ، وأن الرئيس الروسى أمر على الفور بتحذير المسئولين في مصر، وإرسال إشارة تحذير إلى الطائرة الرئاسية التى تقل على متنها الرئيس السيسى ووزرائه ومسئولين عسكريين حتى تتجنب المرور تماما عبر الأجواء التركية، وتسلك الطائرة طريقًا جويا طويلًا بالمرور عبر اليونان ثم بلغاريا ثم رومانيا وأوكرانيا، ثم أخيرا إلى روسيا ، وقد أمر على الفور بانطلاق سرب من طائرات الــ "السوخوى" الروسية المقاتلة لتتجه صوب طائرة الرئاسة المصرية، وتؤمن وصولها عبر 4 دول أوروبية حتى تصل إلى مدينة سوتشى الروسية .
وهذا ما رصدته كذلك أجهزة أمنية عربية ، وحذرت منه القاهرة . ولذا تكتمت القاهرة علي موعد الزيارة ، وعاد الرئيس من السعودية إلي القاهرة ليسافر في اليوم التالي إلي روسيا . وقد سلكت الطائرة طريقاً تجنبت فيه المرور عبر الأجواء
التركية في الذهاب والعودة . ألا تشعر معي بالإمتنان للرئيس الروسي بوتين ؟ . إذا كنت تشعر معي بهذا الشعور ، فاكتب معي هذه الرسالة : " من الشعب المصري إلي الرئيس بوتين : شكراً ".
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام 
المصدر: أوكرانيا بالعربية



مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
زيلينسكي يعلن إسقاط طائرة روسية جديدة من قبل الجيش الأوكراني
سياسة
البنتاغون يكشف خططاً غربية لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية
سياسة
زالوجني ينشر أول صورة منذ إقالته في أوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.