أوكرانيا بالعربية | ماعفريت الا ابن آدم... بقلم هشام عبده
كييف/أوكرانيا بالعربية/الانسان له عقل واعي وهو المكلف بإدارة حياتة كإنسان، وفسر علماء النفس ان هناك عقل باطنوهونتيجة إستنتاجات حول سلوك الأنسان وتصرفاته غير الواعية، والعقل الباطن هو ما يفرز الاحلام وبعض الامراض النفسية التي يصحبها تخيلات وهلاوس، والسحر هو نوع من التخييل حتى القران فقد قال بذلككما ورد في الايه (فخيِّل إليه من سحرهم أنها تسعى) ومثل السحر ما يطلق عليه (التنوييم المغناطسي) الذي يمارسه بعض المعالجون النفسيون ،ومثله ما يسمى(بالعين)والان ظهر علم جديد وهو"البرمجة اللغوية العصبية"، هذه الأشياء السابقة تعتمد على "الأيحاء التخيلي"والأيحاء التخيلي هذا له عناصر وهو الرسالة والمرسل إليه والراسل ،والراسل لابد ان يتمتع بقوة الشخصيةأمام شخص ضعيف وهو المتلقي ، وتكون الرسالة او الفكرة الموحى بها قوية في تأكيداتها لتعطي إيحاءاقويا تنفثه في عقل المتلقي ، تكرر الأيحاءات تتجمع في أرشيف الأنسان وهو عقله الباطن ،وبعد تكرار النفث والأيحاء يضعف الأنسان ويصدق وبالتالي تتجه تلك التعاليم للعقل الواعي لتسيره
الايحاء هو الإشارة في اللغة وهو نوع من القول ولكنه بطريقة النفث وهو مرحلة أقل من الهمس وفاعليته تعتمد على التكرار، فأنت لو كررت فكرة إبجابية لذاتك مثل "انا سعيد" مع التكرار الدائم ستشعر انك سعيد ، هذا مثلا على الأيحاء ،حتى الانبياء يتلقون التعاليم بطريقة النفث الذي هو الايحاء ولذا سمي وحيا.العقل الباطن صورة متخيلة ،والعقل الواعي صورة متخيلة نحن لا نعرف مركزا للعقل الواعي وفسرعلى على انه إشارات عصبية مركزها المخ ،ولكننا نؤمن بالعقل الواعي لإحساسنا بأثاره علينا ،اما العقل الباطنلا نتعامل مع نشاطه بشكل واعي ،لان عمله لابد ان يمر عبر العقل الواعي تلقيا وإرسالا ،لذا يعتبر مثل الارض التي تغرس فيها البذور وبعد إستنباتها وإعطاء ثمرتها فإنها ترسل لتظهر للوجود عن طريق العقل الواعي ،والثمار هي المشاعر والأحاسيس التي تظهر نتيجة ردود فعل ما ،سلبيا او إيجابي ،والعقل الباطن لايحتاج للإقناع ولكن تكرار الأفكار المراد إرسالها تنزرع فيه كما قلنا كبذور .
والامراض النفسية هي ثمرة لبذور في العقل الباطن مثل التكرار بإنك شخص فاشل أو أنك إنسان جبان أوأن هناك مخلوقات تسمى "جنا" بأنها تصيبنا بالمس وتسيطر علينا ،لذا تجد أن الأشخاص الذين يعتقد بأنهم مصابون بالمس هم من بيئة تتناقل هذه الإيحاءات ،ولا تجدها تحدث في بيئة لا تتعامل مع هذه الإيحاءات ، ولو رجعت لكتب التفسير لوجدت ان بعض العلماء ينكرون المس من الجن والسحر كما يقول الامام محمد عبده "لقد جاء ذكر السحر فى القرآن فى مواضع مختلفة, وليس من الواجب أن نفهم منه ما يفهم هؤلاء العميان ،فإن السحر فى اللغة معناه صرف الشئ عن حقيقته" ، والاية التي تقول(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسِّ ) قالوا ان ذلك يوم القيامة .
السحر قديمقدم الزمان وتطورت أساليبه ولذلك الأنسان يعتقد به مما يجعل عملية الإيحاء والأستجابة للإيحاء لا تواجهصعوبة خصوصا من الإنسان الجاهل ،وتجربة العالم الروسي بافلوف حول الإنعكاس الشرطي تفسر شيئا من هذا القبيل ، "حينما ربط كلبا في قفص ووضع حوله جرسا ،وعندما يقدم له الطعام يرن الجرس ،وبعد عدة مرات صار يضرب الجرس دون تقديم الطعام ،فلاحظ ان لعاب الكلب تسيل عند دق الجرس" التجربةهذه استفاد منها رجال المخابرات في عملية غسيل المخ ، واستفاد منها رجال الأعلام والسياسة في الدعايةوتغير وجهة نظر الرأي العام ،والسحر ماهو إلا نوع من الأيحاء ،ولذا لا تأثير له على من لا يؤمن به أو إذا كانالشخص الذي يجهل العمل لم يتلقى إيحاءا من الساحر ،والعقد والنفث ماهي إلا لتعزيز الإيحاء وتقويته حتى الرسول الكريم "ص" يقول "إن من البيان لسحرا" أي قوة تأثير وإيحاء .
لا استطيع ان انهى المقال دون ان اعترف بنوع واحد فقط من السحر يقبله عقلى هو سحر المرأة الجميلةبجمالهالعقل شاب عندما رآها تعلق بها فحينها نقول"مجازا"بأنها سحرت و ليس تصديقا بطبيعة الحال، و كثير من هذا الولع و الانبهار قد يستمر وينمو او يكون ليس أكثر من شعور وقتي و زمني بتعرضه لأي عامل من عوامل التعرية تتضح لنا حقيقة و قد يزول قبل زوال المسبب.
هشام عبده
كاتب عربي مصري
المصدر: أوكرانيا بالعربية