أوكرانيا بالعربية | يوم الأرض الفلسطيني.. الذي كان يخرج بذكراه ملايين العرب من طنجة إلى بغداد .... بقلم د. نوفل حمداني
كييف/أوكرانيا بالعربية/يوم الأرض الفلسطيني هو ذكرى تعيد للأذهان حادثة مصادرة الأراضي و الدونمات العربية الخصوصية للسلطة الإسرائلية عام 1976م. هذا التسلط الإسرائيلي جاء تحت إسم (تطوير الجليل) رغم أنه و بكل بساطة جاء لتهويد أرض الجليل. صودر حينها زهاء 20 ألف دنم في منطقة الجليل العربية المسلمة، ليعلن النفير في الأراضي العربية و يبدأ الاضراب العام الشامل يوم 30 من آذار إحتجاجا على سياسة المصادرة، ليكون الجواب الإسرائيلي دمويا و بجدارة، حيت دهست الدبابات و المقاتلات الاسرائبية البيوت العربية و قتلت و جرحت العشرات من الفلسطينين العزل دون رحمة و لا شفقة.
تأتي هذه الذكرى الأليمة هذه السنة و على غرار 38 سنة مضت ، و فلسطين الحبيبة عامة و المسجد القصى خاصة تحت سلطة نظام وحشي لا يخاف قرارات دولية و لا معاهدات و لا حتى عقابا من أي طرف خارجي . هذه الذكرى تأتي هذه السنة و العالم العربي قابع في وديان من الدماء بعد ربيع ساخن مر عليه ..ربيع غيرت فيه السلطات و الحكومات، وسقط فيه رؤساء كانوا و منذ الامس القريب يجلسون على طاولات الحوار مع ساسة و قادة الكيان الغاشم ..
هذه السنة لم يتذكر المواطن العربي هذه الذكرى التي كان يخرج في مثلها ملايين العرب من طنجة إلى بغداد مهللين و رافعين رايات النصر و صور الشهداء و المقاومين و الممانعين ..مقاومون أظهرت الأيام أنهم اتخذوا الشعارات الرنانة فقط للتغطية فضاعة مكرهم و شرهم لشعوبهم ..
تضيق الأرض بنا حين نتذكر هذا التاريخ المؤلم.. تاريخ غير معالم الكون وأعطي فيه الحق لغير أهله، فلا عدل ساد و لا هناء عم و لا رغبة في العيش بقيت بعد فقدان أعز بقاع الأرض في قلوب كل الموحدين ...
يوم الأرض أيها السادة تاريخ لا يجب نسيانه، لأنه يوم الوطن.. و الوطن هنا في قلوب كل عربي ...وطن نحلم أن نزور أرضه و نصلي بين جدران مساجده و نرقص في ساحته دون إكراه و لا تعنيف .. وطن ربيت على حبه أجيال و أجيال منذ النكبة الكبرى ..يوم الثلاثين من آذار هو يوم يستحق الوقوف و باجلال لكل نساء و رجال و آطفال فلسطين الشرفاء ، الذين دفعوا بالغلي و النفيس لإعلاء راية الأرض المقدسة ...يوم الأرض هو جدير أن يكون يوم إعلان عن حق الشعب الفلسطيني في تأسيس و تكوين دولته و بقائه على أرضه
في هذا اليوم 30 من شهر آذار/مارس 2014م سأقف بكل فخر و إعتزاز لأرفع صوتي و قلمي إلى العالم كله لأقول ... فلسطين عربية عربية عربية ...تحية خالدة لشهداء الأمة الابرار، و المجد و الخلود لكل من سفك دمه و استشهد على ترابك يا فلسطين .. لن ننسى أنك أنت الأم و الوطن و المجد ...
لا يسعني هنا إلا أن أختم مقالتي هذه بأبيات نسجتها بمناسبة يوم الأرض فأقــول :
يا فلسطين، يا أرض الكنانة لي فقط يدان
لا أملك سلاحا و لا أخرج إلى الميدان
أملك ورقة ، قلمـا و لسان
و قلبا يحب أرضك و يعشق شجر الزيتون و الرمان
لا تهني و لا تحزني يا أرض الشجعان
سيأتي يوم نصلي في ساحاتك و نهلل بالنصر و ننسى أيام الخذلان
و نرفع رايتك عالية، لترفرف فوق الجنان
و نقرع أجراس الكنيس و نؤذن في المآذن و العمدان
و نقبل أرضك الطاهرة و نحتضن الشيوخ والنساء و الغلمان
و نقول بصوت واحد تحيا الأرض العربية من مراكش إلى عمان
د. نوفل حمدان
رئيس المركز العربي في زاباروجيا
مراسل وكاتب لدى صحيفة أوكرانيا بالعربية
المصدر: أوكرانيا بالعربية