أوكرانيا بالعربية | حرث اليمن... بقلم فادي عيد
كييف/أوكرانيا بالعربية/بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979م، و قدوم الخومينى من باريس الى طهران واقتلاع جميع المعارضيين سياسيا من رقابهم، ثم نشوب حرب الخليج الاولى بين الجمهورية الاسلامية الايرانية و العراق، و التى انتهت بتجرع الخومينى كأس السم فى جزيرة الفاو، بدئت أيران بعد تلك المرحلة فى السير بمساران بالتزامن معا، الاول الانتقام من الدول التى وقفت مع العراق و رجحت كفة العراق ضدها، ثم تصدير الثورة الخومينية اليها و لجميع بلدان المنطقة .
و كان لمصر فى فترة الثمانينات النصيب الاكبر من محاولات الانتقام الفارسى، و ظهر ذلك فى العلن بعد الفرحة العارمة بمقتل الرئيس المصرى " انور السادات " و اطلاق اسم الارهابى " خالدالاسلامبولى " قاتل الرئيس المصرى على احد شوارع طهران . و بعد سقوط نظام " صدام حسين " بالعراق مباشرة التفتت ايران الى اليمن كما التفتت الى الشام و شرق الخليج و العمل على زعزعة استقراره دائما، و بالنسبة لليمن بدء تصدير الثورة الخومينية اليها عن طريق دعم واحد من ابرز زعماء الزيدية و قائد حركة الحوثيين ألا وهو " حسين بدر الدين الحوثي " الى ان تطور شكل الدعم الغير مباشر من دعم مادى و فكرى الذى اعتمد على محاولات التقارب بين المذهب الشيعى و الزيدى باليمن منذ اواسط التسعينات، الى دعم عسكرى مباشر بعد غزو امريكا للعراق . و بعد مقتل " حسين بدر الدين الحوثي " على يد الجيش اليمنى بعد صراع طويل، أمرت الحكومة الإيرانية بأطلاق أسم " حسين بدر الدين الحوثي " على احد شوارع طهران على غرار ما حدث مع الارهابى " خالدالاسلامبولى "، و هو الامر المعتاد المتبع من نظام الملالى تكريما لعملائهم فى المنطقة العربية بعد مقتلهم،و يبدو أن هناك شوارع عديدة أخرى فى طهران فى انتظار تسميتها على اسماء عملاء جدد .
و أذا كانت ايران اعدت كماشة فى اليمن بجماعة الحوثيين من الشمال و التى يتم تدريبها على القتال فى معسكرات داخل أريتريا، و جماعة " الحراك " من الجنوب، و التى اقامت مؤخرا معسكرات تدريب جديدة فى جبال حبان وفي منطقة عزان في شبوة، ويقود هذه المعسكرات القائد الميداني " أحمد لشبق " فقد باتت ايران الان تطرحهم على الراى العام و ساحة السياسة الدولية، بعد ان دشنت لهم طهران قنوات فضائية تبث من بيروت تحت أشراف حزب الله اللبنانى و هم قناة " المسيرة " التى تعبر عن جماعة الحوثيين و قناة " عدن لايف " التى تعبر عن رأى جماعة " الحراك "، فمن الواضح أن ايران دخلت فى مراحل متقدمة من تنفيذ عملية " حرث اليمن " و التى تعتمد فى المقام الاول على زرع القلاقل، و العمل على ادخال الاحزاب و الجماعات السياسية باليمن فى حرب مستمرة، و انهاك جميع القوى فى الوقت الذى يتم فيه دعم الحوثيين و زيادة نفوذهم فى نفس الوقت، فكما نعلم جميعا أن من يملك السلاح هو الذى يحكم، و ما تمتلكه جماعة الحوثيين من سلاح، و إعدادهم الجيد على حرب العصابات و الشوارع يرجح كفتها عند الدخول فى اى مواجهه حتى و لو كانت امام الجيش اليمنى نفسه، و قد تخلق لنا عملية " حرث اليمن " فى غضون شهور قليلة بعد ازالة كل ما هو على الارض تمهيدا لزراعتها من جديد، دولة جديدة بجيشها داخل الدولة اليمنية نفسها، على غرار حزب الله فى جنوب لبنان، لكى تزداد الالغام بالمنطقة اكثر و اكثر، حتى اصبحت صنعاء بين قوسين و ادنى ان تكون هى عاصمة الدولة الجديدة . نقلا عن بوابة أفريقيا الاخبارية .
فادى عيد
المحلل السياسى بمركز التيار الحر
للدراسات الاستراتيجية و السياسية
المصدر: أوكرانيا بالعربية