أوكرانيا بالعربية | حمى التسريبات... بقلم جيهان السنباطي
كييف/أوكرانيا بالعربية/بين الحين والأخر , تخرج علينا شبكة رصد الإخبارية بتسريبات صوتية ومرئية ومكالمات هاتفية , تستهدف أشخاص بعينهم , للنيل منهم , وتشويه صورتهم أمام الرأى العام , كتسريباتها للحوار الذى أجراه الكاتب الصحفى ياسر رزق مع الفريق أول السيسى ، والتسريبات الصوتية والمرئية لإجتماعات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول في المكان الذي احتجز فيه ، وتسريبات النشطاء والسياسيين والتى قام بنشرها الكاتب الصحفى عبد الرحيم على ببرنامجه التليفزيونى ومؤخرا تسجيلا منسوبا للفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق ، تضمن هجوما على الفريق السيسى والجيش , وسواء كانت تلك التسريبات صحيحة أم مفبركة , فهناك تساؤلات عدة تبحث عن إجابات واضحة ووافية من أهمها هو ما الهدف وراء تلك التسريبات ؟؟ وماهى مسئولية الدولة في التحقيق في تلك الوقائع التي تكشفها والتوضيح للرأى العام بمدى صحتها من عدمه ؟؟ وماهو السبب الأساسى الذى ساعد على إنتشار إستخدام سلاح التسريبات ضد هؤلاء ؟؟
فى البداية علينا الإعتراف أولا بأننا منذ قيام ثورة يناير 2011 ونحن فى حالة عدم إتزان , وأننا فى ظل إفتقادنا للشفافية وغياب المعلومات الصحيحة وطمس ملامح العديد من الحقائق , وحالة الإحباط والتخبط التى عانى منها الشعب المصرى , فقد سادت البلاد حالة من الفوضى المعلوماتية التى فتحت نافذة جديدة فاعلة لإستخدام حرب الشائعات كسلاح مدمر الهدف منه زعزعة إستقرار البلاد , وساعد على إنتشارها بسرعة البرق إنتشار مواقع التواصل الإجتماعى , والمواقع الإخبارية الألكترونية على شبكة الإنترنت , بالإضافة الى برامج التوك شو الفضائية العديدة التى تتسابق على نشر الحدث أو الأكاذيب دون التحقق من مصداقيتها أولا .
وبما أن مصدر المعلومة معروف وهو شبكة رصد الإخبارية , فكان من المفترض أن يكون للدولة دورا فى الوصول الى الحقيقة عن طريق التحقيق معها لمعرفة صحة المعلومات الوارده فى تسريباتهم من عدمها , وألا تترك الأمر ليتكرر وكأنه مادة للترفيه , غير مقدرة لخطورة تلك التسريبات وما ستتسبب فيه من بلبلة فى الشارع المصرى , فعلى الجميع من مسؤلى الدولة الى العاملين فى الإعلام والصحافة وكل من لهم صلة بنشر وتداول المعلومات تحرى الدقة قبل نشر أى معلومة , وألا يتكالب الجميع على نشر الأكاذيب والمساعدة فى إنتشارها وتوسيع دائرة التفاعل معها دون دراسة لتداعياتها , ولانترك المجال لتكرار مثل تلك التسريبات التى تنتهك خصوصية أبطالها وتشويه سمعتهم سواء إذا كانت التسريبات سليمة أو غير سليمة , وترك الأمر لتحقق فيه الجهات المسئولة وعندما تتضح الحقائق لكم كل الحق فى تدوالها , ولكم أيضا كل الشكر والتقدير على الفصل بين الحق و الباطل .
جيهان السنباطي
اعلامية بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية
كاتبه صحفية ومحللة سياسية
عضو نقابة الاعلاميين المستقلة
المصدر:أوكرانيا بالعربية