أوكرانيا بالعربية | حيرة الألباب في فهم تظاهرات الطلاب... بقلم حسن زايد

تظاهرات الطلاب في الجامعات المصرية هي الورقة الراهنة التي يضغط بها الإخوان علي النظام القائم . وقد استغل الإخوان في ذلك حالة الرخاوة التي أصابت الحكومة المصرية في مواجهة الظاهرة الإخوانية ، إما تحسباً لردود فعل الخارج المستنفر تجاه مصر نتيجة نشاط التنظيم الدولي وارتباطاته بأنظمة وأجهزة تستهدف إسقاط مصر الثورة لمصلحة إعادة الإخوان إلي سدة الحكم من جانب ، وتحقيق المخطط الهادف إلي تفتيت مصر من جانب آخر ، في حالة من تصالح المصالح بين الجانبين . واستغلال الطلاب
كييف/أوكرانيا بالعربية/تظاهرات الطلاب في الجامعات المصرية هي الورقة الراهنة التي يضغط بها الإخوان علي النظام القائم . وقد استغل الإخوان في ذلك حالة الرخاوة التي أصابت الحكومة المصرية في مواجهة الظاهرة الإخوانية ، إما تحسباً لردود فعل الخارج المستنفر تجاه مصر نتيجة نشاط التنظيم الدولي وارتباطاته بأنظمة وأجهزة تستهدف إسقاط مصر الثورة لمصلحة إعادة الإخوان إلي سدة الحكم من جانب ، وتحقيق المخطط الهادف إلي تفتيت مصر من جانب آخر ، في حالة من تصالح المصالح بين الجانبين . واستغلال الطلاب كورقة ضغط يرجع إلي ضعف موقف الداخلية في مواجهة هذه الشريحة بفعل الحكم القضائي الذي يحظر عليها دخول الحرم الجامعي من ناحية ، وضعف الإدارات الجامعية في اتخاذ موقف حاسم من خلال قانون الجامعات واللائحة الطلابية نتيجة أن لها عين علي المظاهرات والأخري علي صناديق الإنتخابات من ناحية أخري .
وهذا في ذاته إلي جانب استغلال فورة حماس الشباب قد أغري الطلاب بالإيغال في التظاهر اللاسلمي إلي أبعد مدي . فانتقلت المظاهرات من حالة السلمية ،إلي حالة استخدام العنف في مواجهة بعض الأساتذة ،إلي حالة إتلاف المنشآت وتشوييهها ، واستخدام المولوتوف ، إلي الإشتباك مع أفراد الداخلية الموجودين خارج الحرم الجامعي .
وباستمرار هذه المظاهرات بإلحاح يجري نصب فخ للشرطة لتوريطها في الدم وخلق حالة دموية تدفع إلي التعاطف إلي حد الإشتباك مع الداخلية ومصر الثورة علي السواء . ومن هنا تبدو وجاهة التساؤل عن العلة التي تقف وراء تلك المظاهرات . طالب تنفق عليه الدولة من خلال دعم العملية التعليمية برمتها من حيث المنشآت والوسائل والأدوات وفي بعض الأحيان توفير المسكن والغذاء من خلال المدن الجامعية تجده يقف هاتفاً ضد الدولة مشتبكاً مع مؤسساتها دون خوف أو وجل علي مستقبله التعليمي ، وإمكانية فقدانه بالكلية نتيجة تورطه في أعمال شغب أو عنف منه أو عليه . وأولياء أمور هؤلاء الطلاب وموقفهم غير المعلن من تصرفات أبنائهم ، هل فقدوا سلطانهم علي أبنائهم ؟ . أم أنهم يدفعون بهم في هذا الإتجاه خدمة لتوجههم المشترك ؟ .
وهل يسمح قانون الجامعات واللوائح الطلابية بتلك المظاهرات التي لا تعبر عن رأي وإنما تستهدف التخريب والإرهاب بخروجها عن الخط السلمي ؟ . فإن كانت لا تسمح فمن يقف وراء الحيلولة دون تفعيلها ؟ . وما الذي يجبر الدولة علي استمرار الإنفاق علي طلاب يعادون علي نحو سافر مؤسساتها ويسعون إلي تخريبها بقصد إسقاطها في إطار مخطط معروف ومعلن ؟ . أم أن الذي يحرك هؤلاء الطلاب هو إيمانهم الراسخ بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله ؟ . يقول حسن البنا في كتابه مجموعة الرسائل : " هذه رسالتي إلي الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين ، الذي آمنوا بسموّ دعوتهم وقدسية فكرتهم ، وعزموا صادقين علي أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها ، إلي هؤلاء الإخوان فقط أوجه هذه الكلمات الموجزة ، وهي ليست دروساً تحفظ لكنها تعليمات تنفذ " .
وفي موضع آخر يقل : " وأريد بالتضحية : بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية ، وليس في الدنيا جهاد لا تضحية معه ، ولا تضيع في سبيل فكرتنا تضحية ، وإنما هو الأجر الجزيل والثواب الجميل ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم " . وفي موضع ثالث يقول : " وأريد بالطاعة : امتثال الأمر وإنفاذه تواً في العسر واليسر والمنشط والمكره " . فهل تمثل تلك الكلمات إضاءة للجوانب الظلمة من تصرفات طلاب الجامعات المنتمين لهذه الجماعة  في تظاهراتهم ؟ . أعتقد أنها تضع الأيدي علي العلل الحقيقية التي تدفع بالطلاب إلي هذه التظاهرات ، فإذا أدركت العلة سهل العلاج .

حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام


المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
ليتوانيا تقدم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا
سياسة
بيربوك: أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى للدفاع عن خاركيف
رياضة
زيلينسكي: أوكرانيا فعلت كل ما يلزم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.