أوكرانيا بالعربية | دولــــة آيـلة للســـــقــوط... بقلم حسن زايد

22.05.2014 - 03:00 #حسن زايد
لماذا يمكن أن تسمي أولئك النفر الذين يزعمون ، وما زالوا أسري ذلك الزعم ، وسادرون فيه ، الذين يقولون بأن فكرة مخطط الشرق الأوسط الكبير / الجديد مجرد فكرة ، أطلقتها الأنظمة الرجعية ، في مواجهة ثورات الربيع العربي ؟ . ولا تستطيع أن تقطع علي وجه اليقين ما إذا كان دفاعهم هذا عن الثورات أم عن المخطط ؟ أم هو دفاع عن المخطط بأردية ثورية ؟ . صدرت مطبوعات كتب / أبحاث / دراسات / مقالات عن هذا المخطط ودوافعه وخرائط تنفيذه والمدي الزمني الذي يستغرقه وأدواته ، والجهات والدول التي تقف وراءه .

كييف/أوكرانيا بالعربية/لماذا يمكن أن تسمي أولئك النفر الذين يزعمون ، وما زالوا أسري ذلك الزعم ، وسادرون فيه ، الذين يقولون بأن فكرة مخطط الشرق الأوسط الكبير / الجديد مجرد فكرة ، أطلقتها الأنظمة الرجعية ، في مواجهة ثورات الربيع العربي ؟ . ولا تستطيع أن تقطع علي وجه اليقين ما إذا كان دفاعهم هذا عن الثورات أم عن المخطط ؟ أم هو دفاع عن المخطط بأردية ثورية ؟ . صدرت مطبوعات كتب / أبحاث / دراسات / مقالات عن هذا المخطط ودوافعه وخرائط تنفيذه والمدي الزمني الذي يستغرقه وأدواته ، والجهات والدول التي تقف وراءه . 

مطبوعات في الشرق والغرب معاً ، ثم تجد من يقول لك أنها فرية . مخططات جري التدريب عليها بتمويل من دول وأجهزة ومنظمات وجماعات ، مخططات تجري علي أرض الواقع تنظيماً وتنسيقاً وتوجيهاً وتسليحاً ، ثم تجد من يشكك في ذلك ، ويزعم أنه وهم . جماهير هادرة نزلت إلي الشوارع ، وجماعات مسلحة خرجت من مخابئها ، وحرق وتدمير وتخريب منشآت ومؤسسات حكومية ، وهيمنة عقلية القطيع علي الجموع المحتشدة ، والإطاحة بأنظمة كانت قائمة ، ثم يُقال لك أنه لم تكن هناك أجهزة استخباراتية تعبث بأحشاء دول الربيع العربي ، وأن تصور وجودها يقدح في شرعية الفعل الثوري الجماهيري الذي وقع في هذه الدول . 

وبالقطع فإن هذا الكلام غير دقيق . لأن المخطط كان يعتمد في قاعدته الأساسية علي إطلاق المارد الجماهيري من القمقم الذي حبسته فيه الأنظمة القمعية ، ثم توجيهه الوجهة المستهدفة ، وانطلق المارد من قمقمه ، هذا المارد كان يستهدف هدم أنظمة لا هدم دول ، يستهدف لملمة النسيج الوطني الذي مزقته سنوات القهر في ظل الإستبداد الذي تغوَّل وتوحَّش . بينما المخطط  يستهدف تفتيت الدول إلي نتف صغيرة تعجز عن حماية نفسها ، فضلاً عن تهديد غيرها . بما يسمح بإعادة رسم الخريطة . وهذا ما حدث بعد سقوط النظام الليبي السابق باندلاع ثورة 17 فبراير 2011 م ، وتدخل حلف الناتو حلبة الصراع الليبي لصالح ما أطلق عليه الثورة الشعبية ، في مواجهة نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي . ونتيجة الكبت الشعبي الناجم عن الإستبداد والقهر والديكتاتورية التي جثمت علي صدر البلاد لما يزيد علي أربعة عقود متتالية ، انطلق المارد الجماهيري من القمقم الذي أحكم إغلاقه عليه طوال هذه العقود . 

ولأن هذه الجماهير كانت متعطشة لنسائم الحرية ، بعد انسداد الأفق السياسي في مواجهتهم ، استنجدت بقوات حلف الناتو في مواجهة الآلة العسكرية الجبارة التي كان يمتلكها النظام الليبي بتأييد من جامعة الدول العربية ، ومباركة من الأمم المتحدة . وقد كان الهدف الحاكم للعقل الجمعي للجماهير الليبية هو إزاحة العقبة الكئود في سبيل الحرية والعدالة والديمقراطية ، هذه العقبة تمثلت في القذافي الذي كان يتعامل مع ليبيا باعتبارها ملكاً له سيورثه لأبنائه وأحفاده من بعده ، وشعبها مجرد خدم له ولنظامه يفعلون ما يؤمرون . أما الناتو فقد كان يستهدف فيما استهدف تحويل ليبيا من دولة إلي اللادولة ، تتوزعها القبائل المتفرقة فيما بينها ، بعد أن تفتح لهم مخازن الموت التي كان يكدسها القذافي لأسباب غير معلومة . فقد كان يسعي إلي تسليح الشعب لمواجهة الهلاوس السمعية والبصرية التي كانت تطارده في النوم واليقظة . ولو كان حلف الناتو حسن النية فيما فعل ، لكانت الخطوة التالية منه ، وفقاً لطبائع الأمور ومنطق الواقع ، هو النزول إلي الأرض ، وتجميع تلك الأسلحة من أيادي حامليها ، وضرب مخازن الأسلحة المكدسة ، وتمكين السلطة الإنتقالية من السيطرة علي الأوضاع في البلاد ، حتي تنتقل البلاد من حالة الثورة إلي حالة الدولة ، من حالة التغيير الثوري إلي حالة الإستقرار والتماسك المجتمعي . إلا أن ما حدث أن الناتو ترك الأوضاع بعد سقوط القذافي نهباً للقبائل ، كي تتناحر فيما بينها علي اقتسام السلطة / الثروة  / التورتة ، مع الإحتكام في ذلك إلي لغة / قوة السلاح ، وفرض الأمر الواقع علي الأرض . فذلك أدعي إلي تقسيم المقسم ، وتفتيت المفتت بما يساعد علي إعادة رسم هذا الجزء من الخريطة الشرق أوسطية الجديدة  كما هو مخطط ومرسوم . 

الأدهي من ذلك والأمَر تسلل الجماعات الإرهابية إلي داخل ليبيا للتحالف مع إرهابيي الداخل لتشكيل تكتل يهيمن علي المشهد السياسي الليبي . وظهرت الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في الشوارع ، وأصبح الخطف والقتل سلوك يومي معتاد في الشارع الليبي ، إلي حد اختطاف رئيس الوزراء . ومع هشاشة السلطة المركزية ، وانعدام مؤسسات الدولة ، كادت ليبيا أن تتحول إلي أفغانستان جديدة ، تحكمها وتسيطر علي مواردها ومقدراتها العصابات المسلحة من الجماعات المسماة زوراً وبهتاناً بالإسلامية ، وعلي رأسها تنظيم القاعدة . وأصبحت تمثل تهديداً حقيقياً ومباشراً لدول الجوار ، وعلي رأسها الدولة المصرية . ويبقي السؤال الضاغط بإلحاح : هل هذه هي الثورة التي خرجت الجماهير من أجلها ؟ . في ظل هذه الفوضي قال العقيد محمد الحجازى، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبى، إن ما يحدث فى ليبيا الآن هى معركة انطلقت يوم الجمعة الماضية وسميت بمعركة الكرامة من أجل استرداد البلاد من الجماعات المتطرفة والمعركة مستمرة لحين تحقيق أهدافها وتطهير البلاد من الفئة الضالة التى خرجت من تحت عباءة الإخوان . وهنا دخلت ليبيا منعطفاً جديداً بعد دخول اللواء المتقاعد خليفة خفتر علي الخط . وما زالت الأنباء تتري حول انضمام العديد من الكتائب إلي قوات خفتر ، فضلاً عن إعلان وزارة الداخلية الليبية انضمامها إلي قوات خفتر ، القيادة العامة للجيش الليبي ، والهدف المعلن استعادة ليبيا من مختطفيها ، واستعادة ليبيا الدولة . فهل سيتمكن حفتر مما تمكن منه السيسي ؟ . 

هكذا يطلق النشطاء علي حفتر ، سيسي ليبيا . خاصة أن حفتر أحد أبطال حرب اكتوبر ، وحاصلاً علي نجمة سيناء من المشير أحمد اسماعيل علي . ما يشغلنا في أمر ليبيا سلامة المواطن والوطن ، واستعادة الدولة حتي يتسني للمواطن الليبي حصد ثمار ثورته بنفسه ولنفسه ، وألا تمثل الشقيقة ليبيا أي مصدر تهديد لجيرانها .

 

حسن زايد

كاتب عربي ومدير عام

المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
ليتوانيا تقدم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا
سياسة
بيربوك: أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى للدفاع عن خاركيف
رياضة
زيلينسكي: أوكرانيا فعلت كل ما يلزم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.