أوكرانيا بالعربية | بيترو بوروشينكو رجل المرحلة... بقلم د. نوفل حمداني

هي إذن مرحلة جديدة تسطر في كتب التاريخ المعاصر، مرحلة تتسم بصراع بين أقطاب العالم لنشر نفوذها على دول صغيرة من حيث القوة والجأش و حتى تقرير المصير. بعد أندلاع حرب جديدة "باردة" بين أقطاب العالم كانت أوكرانيا السبب الرئيس فيه، هاهي ذي تتمكن من إختيار رئيس لها. رئيس تقع على كاهله مخلفات نظام راح إلى الابد هربا من صرخات المواطنين في جنبات الميدان الأوربي وحرب إستنزاف في شرق البلاد تعصف بوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها، و-إستقلال أو إحتلال- لمنطقة شبه جزيرة القرم التي كانت تعد متنفسا لأوكرانيا وساكنتها... مهمة صعبة أمام بوروشينكو.الرجل الغني الذي ملأت منتجات شركاته من الشوكولاتة اللذيذة رفوف المحلات والمتاجر الأوكرانية والروسية على السواء..بوروشنكو الذي كان في يوم من الأيام وزير للخارجية ورئيسا للبنك المركزي،ها هو اليوم يقف مقام حامي حمى الدولة ورئيسا لبلد هـو محل أطماع من كل الجهات

كييف/أوكرانيا بالعربية/ هي إذن مرحلة جديدة تسطر في كتب التاريخ المعاصر، مرحلة تتسم بصراع بين أقطاب العالم لنشر نفوذها على دول صغيرة من حيث القوة والجأش و حتى تقرير المصير.

بعد أندلاع حرب جديدة "باردة" بين أقطاب العالم كانت أوكرانيا السبب الرئيس فيه، هاهي ذي تتمكن من إختيار رئيس لها. رئيس تقع على كاهله مخلفات نظام راح إلى الابد هربا من صرخات المواطنين في جنبات الميدان الأوربي وحرب إستنزاف في شرق البلاد تعصف بوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها، و-إستقلال أو إحتلال- لمنطقة شبه جزيرة القرم التي كانت تعد متنفسا لأوكرانيا وساكنتها...

مهمة صعبة أمام بوروشينكو.الرجل الغني الذي ملأت منتجات شركاته من الشوكولاتة اللذيذة رفوف المحلات والمتاجر الأوكرانية والروسية على السواء..بوروشنكو الذي كان في يوم من الأيام وزير للخارجية ورئيسا للبنك المركزي،ها هو اليوم يقف مقام حامي حمى الدولة ورئيسا لبلد هـو محل أطماع من كل الجهات

لكن و على ما يبدو أن لبوروشينكو قوة البديهة و سرعة التنفيذ، فقد إستطاع تليين قلب الدب الروسي ولو جزئيا، مدركا أهمية هذا الحليف الذي لن يتخلى بأي شكل من الأشكال عن مصالحه في أوكرانيا.. ناهيك عن موقفه الإيجابي أمام الحليف الأوروبي الجديد والذي أكد له ومنذ أول وهلة من إعتلائه كرسي الرئاسة الرغبة الكبيرة للشعب الأوكراني في الإلتحاق بسرب الأوروبيين المغردين بلحن الحرية والديموقراطية والحداثة وترك ما خلفه الإتحاد السوفياتي من تاريخ وحضارة في الكتب الرسمية وعلى رفوف المكتبات ليطلع عليه أبناء الأجيال القادمة .

وما يثير الإنتباه في كل هذا و ذلك هو مباركة العالم لهذه الشخصية –المنقذة-لأوكرانيا، فحتى الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي اعتبر نفسه رئيسا شرعيا للبلاد و دعا مرارا وتكرارا إلى إسقاط السلطة –المغتصبة- لمنصبه و نظامه في كييف بارك إختيار الشعب الأوكراني لبيترو بوروشينكو..

هـو رئيس أراد له القدر أن يبدأ مرحلة حكمه بحل الصراع في منطقتي دونيتسك و لوغانسك الصناعتين والموردتين لدخل سنوي ليس بالقليل يدعم إقتصاد أوكرانيا ..صراع تشارك فيه أياد روسية خفية، تدعم الراغبين في الإنفصال عن أوكرانيا و تؤيد ما يسمى بالجمهوريات الشعبية الرافضة لمنطق الأوروبين و الحالمة بالإنضمام إلى الفيديرالية الروسية ..

القدر أراد أيضا لبوروشينكو أن يحكم أوكرانيا دون شبه جزيرة القرم..الجمهورية-الجديدة- في الأتحاد الروسي القديم ..جمهورية عاشت في أكناف أوكرانيا 23سنة لتختار بيت الجارة روسيا مسكنا لها بدلا من حضن الأم الحنون أوكرانيا ..

إضافة إلى أن القدر أراد لبوروشينكو أن يعتلي على عرش بلاد تمر بأزمة إقتصادية، لابد لها أن تتخطاها بأي شكــل من الأشكال..

فهل يستطيع الرئيس المنتخب ديموقراطيا حل هذه المشاكل العالقة في أقرب وقت؟ وهل سيتحالف مع الكرملين من جديد؟ وهل سيوقف الحرب الدائرة في شرق أوكرانيا كما وعد؟

هي أسئلة ننتظر الرد عليها من الرئيس بيترو بوروشينكو و قيادته في الأيام القليلة القادمة، مع أملنا الكبير في أن يعم الهدوء والسلام و السكينة أرض السلوفيان و أن يصدق كارل ماركس حين قال بأن الثورات هي قاطرات التاريخ..

د.نوفل حمداني

رئيس المركز العربي في زاباروجيا

مراسل وكاتب لدى صحيفة أوكرانيا بالعربية

المصدر: أوكرانيا بالعربية

.

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
الدنمارك تعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا
سياسة
اليونان تنفي توريد أسلحة سرًا إلى أوكرانيا
سياسة
رئيس الصين يدعو إلى التسوية السياسية للحرب الروسية الأوكرانية
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.