أوكرانيا بالعربية | عطوان .. و .. سمومه... بقلم حسن زايد
كييف/أوكرانيا بالعربية/تحت عنوان "مرسي هو الأقوي والأكثر شرعية في قفص الإتهام في محاكمة هزلية" كتب عبد الباري عطوان في جريدة أوكرانيا بالعربية: "ربما يكتشف قادة الحكم العسكري في مصر فيما هو قادم من أيام أن وجود الرئيس المنتخب محمد مرسي في قفص الرئاسة، أرحم بكثير، وأقل كلفة ، من وجوده خلف القضبان معتقلاً " . لا أدري من أين أتي السيد عطوان بهذا الكلام ؟ .
إنه كلام لا ينطق به إلا إخواني لديه معلومات عما يتم ترتيبه مستقبلاً من أوضاع وأحداث كلفتها تجعل من وجود مرسي في قصر الرئاسة ـ مهما ارتكب من حماقات وجرائم ـ أرحم بكثير ، وأقل كلفة ، من وجوده خلف القضيان معتقلاً . أو أن هذا الكلام الذي يعد رجماً بالغيب، ولا ينطوي علي أي قدر من التحليل السياسي مدفوع الأجر مسبقاً ، وكاتبه مجرد مأجور من جانب التنظيم الدولي للإخوان كي يتحول إلي مجرد بوق يمثل رجع الصدي لما يردده الإخوان من أراجيف. أما القول بأن ما حدث في مصر مجرد انقلاب عسكري فهو من قبيل عمي الألوان أو العشي الليلي أو الحول السياسي لأن خروج الشعب بأعداد لم تعهدها البشرية قبلاً هاتفة بسقوط حكم المرشد ثورة ، وحماية الجيش لهذه الإرادة وطنية .
ثم الخروج الثاني للتفويض يعد خزقاً للعيون ، وقطعاً للألسنة المتخرصة. أما توصيف إجراءات التأمين وما يطرأ عليها من تغييرات تكتيكية بأنها ارتباك فهو الجهل المطبق بعينه . والتعليق علي حجم القوات هي متاجرة رخيصة بواقع مفروض ، فالجهات المسئولة عن التأمين تعلم أنها تواجه تنظيم إرهابي مسلح له بعد دولي ، وارتباطات مخابراتية دولية ، ولذا توجبت الحيطة . ثم يذهب السيد عطوان مذهباً آخر حين يقول أن من حق مرسي أن يعلن أنه رئيس الجمهورية ، وأخذ يعيد سرد ما قاله مرسي من داخل القفص ، وهو معلوم . ولمرسي أن يقول ما يشاء ، وأن يهذي بما يحلو له في ظل واقع موجود وآني ، وهو أنه متهم بارتكاب جرائم ، وأنه يحاكم عليها أمام قاضيه الطبيعي .
أما قول عطوان بأنه لم يرتكب جريمة جنائية وأنه وصحبه لم يقتلوا بعوضه فهو كلام مرسل لرجل يستقي معلوماته من قناة الجزيرة وروافدها الإخوانية أو المأجورة ، وقد قدمت هذه القنوات أدلة دامغة بفيديوهاتها توثق الشهادات الشفهية علي ما ارتكبه الإخوان أمام قصر الإتحادية من قتل وتعذيب وتواطؤ من النائب الملاكي حتي لا تخالف قرارات النيابة خطاب مرسي المزري الذي استبق فيه قرارت النيابة . وقد كان قراراً تاريخياً لا يتخذه سوي رجال بالإفراج عن المتهمين لأنهم مجني عليهم في وجود مرسي رئيساً . ثم يتناقض عطوان مع نفسه بقوله : " وجميع هؤلاء من معارضيه وكادوا " المحاسبة علي النيات " يقتحمون القصر لقتله وسحله " تبرير لجرائمه " واضطر للخروج من باب خلفي للنجاة بحياته ، وثمانية من الضحايا العشرة من أنصاره " ومن الذي آتي بأنصاره ؟، تلك هي الجريمة ." . ثم يتساءل : "كيف يقف في قفص الإتهام بتهمة التحريض علي القتل وأدوات القتل ، أي وزير الداخلية ومساعديه ما زالوا في مناصبهم . " وهو تساؤل ينم عن الجهل المطبق كما أسلفت ، لأن وزير الداخلية ومساعدوه رفضوا فض المظاهرة السلمية أمام القصر ، وكذا قائد الحرس الجمهوري ، فاستعان مرسي بميليشياته لسحل المعتصمين بعد انصراف المتظاهرين في الليلة السابقة حتي يكونوا عبرة ودرساً لغيرهم .وتلك هي الجريمة .
أما قضية التخابر مع حماس يا سيد عطوان فقد جاءت في إطار مؤامرة علي الوطن باختراق حدوده ، والتعدي علي السجون فيه ، وإخراج المسجونين من القمقم ليصطلي بهم المجتمع ، وقتل المتظاهرين في التحرير لصب الزيت علي النار حتي لا ينطفيء لها أوار إلا بعد زوال مبارك ، وقد تحقق لهم ما أرادوا . لا نختلف كمصريين علي فساد مبارك ولا نختلف حول ضرورة وحتمية الثورة عليه ، ولكن بيدي لا بيد عمرو . أما شرعية الصندوق فالشعب هو الذي منح الشرعية لهذا الصندوق وهو الذي حجبها لما استغل مرسي تلك الشرعية في الخروج علي أحكام القانون والدستور .
حسن زايد
كاتب عربي
المصدر: أوكرانيا بالعربية