أوكرانيا بالعربية | اقتصاد أوكرانيا : انهيار أو هبوط لينة ؟... بقلم د. فريد نعيم المحاريق
كييف/أوكرانيا بالعربية/النقود مهما اختلفت اسماؤها و انواعها و اشكالها، فهي اسمى و اذكى فكرة جاءت بها وطبقتها البشرية، فالناس في الانشطة المختلفة، تتبادل السلع والخدمات فيما بينهما مقابل ورقة نثق بها كل الثقة.
ان الاسباب الحقيقيه التى ادت الى انهيار الهريفنيا في الاونة الاخيرة بدأت قبل الاحداث السياسية الاخيرة التى تعرضت وتتعرض لها أوكرانيا تتمثل في عده نقاط .
الاولى : تزايد نسبة الفساد داخل الدوله , استشرى الفساد في جميع مجالات الدولة الادارية و التعليمية و الصحية و غيرها .
ثانيا : تقليل نسبة الانفاق المالى للبحوث العلمية، ان الاقتصاديات الحديثة تعتمد كثيرا على البحوث العلمية في تطوير الصناعات الداخلية و تطوير التقنية التكنولوجية , كما ان معظم الصناعات الاوكرانية تعاني بشكل كبير في هذا المجال , و ذلك لأنها ورثت كثيرا من الصناعات القديمة من الاتحاد السوفييتي و التي لم تستطع اوكرانيا في تحديثها , و هذا ادى الى ضعف جودة المنتجات الاوكرانية والقدره التنافسية في تسويق منتجاتها .
ثالثا : السياسة الاوكرانية، ان الموقع الجغرافي لأوكرانيا يشكل رأس مال كبير , لأنها تربط شرق اوروبا بغربها و هي مجاوره لروسيا فهيا تعتبر حلقة وصل بين روسيا و الاتحاد الاوروبي كما ان كثير من امدادات الغاز الروسي تعبر عن طريق اوكرانيا , و ان الموقع الجغرافي يسمح لأوكرانيا بجلب كثير من الاستثمارات الاجنبية إلا ان السياسة التى اتبعت في اوكرانيا قد جعلت من موقعها الذهبي الي نقمة يدفع ثمنها الشعب الاوكراني .
و من هنا بدأت الازمة الاقتصادية الاوكرانية حيث ان البنك المركزي الاوكراني قد اعلن عن عجز في الميزانية بحوالي 18 مليار دولار . بالرغم من كثرة الموارد الطبيعية التي تمتلكها اوكرانيا إلا ان بعض الاسباب التى ذكرنا منها قد ادت الى هذا العجز .
ان قلة الاحتياط الاجنبي و قلة السيولة داخل السوق الاوكراني المالي ادى الى حدوث تباين كبير بين المدفوعات و المتحصلات من عناصر السيولة الدولية او قلة شريحة الذهب داخل البنك المركزي مما ادى الى بدء هبوط الهريفنيا ففي مثل هذه الازمات اول من يتأثر هي العملة الوطنية .
و بعد نشوب الازمة السياسية في اوكرانيا بين الحكومة و المعارضة قررت روسيا في أواخر العام الماضي الاستثمار في سندات أوكرانيا تصل إلى 15 مليار دولار ، وسرعان ما اشترت الشريحة الأولى من سندات بقيمة 3 مليارات دولار منذ صدورها و ما تبقى من خطة الإنقاذ المتفق عليها يجب الانتظار لحين تشكيل حكومة جديدة في البلاد ، وتوضيح السياسات.
و مع تزايد الازمة السياسية ادى هذا الى هروب رؤوس الاموال للخارج , و ارتفاع اسعار المواد المستوردة من الخارج , و ارتفاع اسعار الفائدة غير المتوقع على القروض الاجنبية , و انخفاض في قيمة الصادرات المحلية , مما ادى الى انخفاض تحويلات العملة الوطنية المتواجدة في الخارج . مما ضاعف في عملية انكماش قيمة الهريفنيا. على مدى الأسابيع القليلة الماضية فقط انخفضت قيمة العملة الهريفنيا والذعر الشامل التى اجتاحت القطاع المصرفي. فإن تاريخ هذا الاستهلاك السريع للعملة الوطنية لا يذكر . لان الهريفنيا قد فقد اكثر من 19 % من القيمة الحقيقية له.
و نوضح هذا العجز في الشكل البياني التالي :
كما يظهر امامنا فان الانكماش كان كبير في قيمة الهريفنيا, و جري تحسن على سعر الصرف الهريفنيا و ذلك بعد ان . تم الاتفاق على دعم صندوق النقد الدولي من حيث المبدأ ويقال ان قيمتها تصل إلى ما يقارب 18 مليار دولار على مدى عامين. سوف يمنح الاتفاق المجال لدخول المزيد من المساعدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحسب التقرير يساوي 1 مليار دولار أمريكي (في ضمانات القروض) و1.6 مليار يورو من الدعم ألمالي على التوالي.
د. فريد نعيم المحاريق
المصدر: أوكرانيا بالعربية