أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا: قصة شعوب ومذاهب صهرها طموح السيادة والحياة الأفضل... بقلم حسين فوزي

بلورت زيارة وزير التجارة د. خير الله حسن بابكر إلى أوكرانيا ومباحثاته مع وزير السياسة الزراعية وَ الغذاء نيكولاي بريسياجنوك نتيجة مهمة بالنسبة للعلاقات التجارية بين البلدين، وفتح الطريق أمام المنتجات الأوكرانية للتنافس مع المنتجات العالمية عبر مؤسسة المناقصات الحكومية العراقية، وفقاُ لتصريح د. بابكر خلال لقائه رجال الأعمال الأوكرانيين بغرفة الصناعة والتجارة الأوكرانية صباح الخميس بكييف 25 يوليو 2013.

كييف/أوكرانيا بالعربية/بلورت زيارة وزير التجارة د. خير الله حسن بابكر إلى أوكرانيا ومباحثاته مع وزير السياسة الزراعية وَ الغذاء نيكولاي بريسياجنوك نتيجة مهمة بالنسبة للعلاقات التجارية بين البلدين، وفتح الطريق أمام المنتجات الأوكرانية للتنافس مع المنتجات العالمية عبر مؤسسة المناقصات الحكومية العراقية، وفقاُ لتصريح د. بابكر خلال لقائه رجال الأعمال الأوكرانيين بغرفة الصناعة والتجارة الأوكرانية صباح الخميس بكييف 25 يوليو 2013.

وجاء قرار وزارة التجارة العراقية بتسهيل مشاركة أوكرانيا في عطاءات المواد الغذائية وبقية المواد عالية الجودة من المنتجات الزراعية والصناعية تشخيصاً بأن العديد من المواد الغذائية الإوكرانية وغيرها تأتي للعراق عبر وسطاء، مما يؤدي إلى تحميلها كلفاً اضافية، بجانب الهدر الزمني نتيجة دورة الوساطة التي تطيل أمد التعاملات، وفقاً لتصريح خاص للوزير د.بابكر.

وقليل من الناس يعرفون أن أوكرانيا هي اقرب ما تكون إلى مزرعة كبرى للحبوب وبقية المنتجات الزراعية، إلى حد أن علمها الوطني هو لون القمح الناضح الأصفر وزرقة السماء. وكانت مستودع القمح الرئيس في الاتحاد السوفيتي السابق، بجانب العديد من الصناعات الرئيسة المتقدمة، في مقدمتها الطائرات والأقمار الصناعية.

كما انها بلد نكيتا خروتشوف عامل المناجم الذي صار زعيماً للاتحاد السوفيتي بعد وفاة ستالين وتصفية حرسه القديم، الذي عرف بحرصه على اوسع تطوير للعلاقات مع البلدان العربية ونصرة قضاياها، إلى حد أن بعض القيادات السوفيتية عدت موقفه من العدوان الثلاثي على مصر والأنذار السوفيتي الشهير تهديداً لسلامة الاتحاد السوفيتي والسلم العالمي. وما حققته زيارة د.بابكر إلى كييف ترجح أن رئيس الوزراء السيد نوري المالكي سيقوم بزيارة إلى أوكرانيا في ولايته الحالية، ضمن تطلعاته لتوفير الأفضل للمواطن العراقي بكلف اقل، والابتعاد أكثر عن أية تجاذبات اقليمية ودولية، من خلال فتح مجالات واسعة لتعامل العراق وتعاونه الدوليين. ولإوكرانيا تجربة تستدعي التأمل بعمق، من حيث النظام السياسي، وإمكانية الإفادة منه في معالجة الكثير من مشاكلنا، فالدولة الأوكرانية الموحدة تتألف من 24 أوبلاست (محافظة)، وإقليم (القرم)، وتتمتع اثنتان من المدن بمركز خاص: كييف، العاصمة، وسيفاستوبول، التي تضم أسطول البحر الأسود الروسي وفقا لاتفاق تأجير. 

واوكرانيا جمهورية ذات نظام نصف رئاسي ، مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ويعيش فيها قرابة 48مليون نسمة، بعد ان كانوا قرابة 54 مليوناً قبل الأستقلال عن الاتحاد السوفيتي. 77.8% من أصل أوكراني، مع أقليات كبيرة من الروس والبيلاروس والرومانيين. اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة في أوكرانيا، بينما تستخدم الروسية على نطاق واسع. الدين السائد في البلاد المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، التي أثرت بشكل كبير في العمارة والأدب والموسيقى الأوكرانية.

ووفقاً لتعداد عام 2001 يشكل العرق الأوكراني 77.8 ٪ من السكان. المجموعات العرقية الأخرى الهامة هي الروس (17.3 ٪)، البيلاروس (0.6 ٪)، المولداف (0.5 ٪)، تتار القرم (0.5 ٪)، البلغار(0.4٪)، المجر (0.3 ٪) والرومانيون (0.3 ٪) والبولنديين (0.3 ٪)، اليهود (0.2 ٪) والأرمن (0.2 ٪)، اليونان (0.2 ٪) والتتار (0.2 ٪ المناطق الصناعية في شرق وجنوب شرق البلاد أشد ازدحاما بالسكان، كما أن نحو 67.2 في المئة من السكان يعيشون في المناطق الحضرية. وتنتج أوكرانيا تقريباً جميع أنواع سيارات النقل والمركبات الفضائية. يتم تصدير طائرات أنتونوف وشاحنات كراز لكثير من البلدان. تسوق معظم الصادرات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي واتحاد الدول المستقلة. وحافظت منذ الاستقلال على وكالة فضاء خاصة بها. كما تشارك أوكرانيا بنشاط في استكشاف الفضاء والبعثات العلمية وبعثات الاستشعار عن بعد. بين عامي 1991 و 2007، أطلقت أوكرانيا 6 أقمار صناعية و 101 مركبة إطلاق محلية الصنع، وتستمر في تصميم المركبات الفضائية. 

معظم واردات البلاد من إمدادات الطاقة وخاصة النفط والغاز الطبيعي، وتعتمد إلى حد كبير على روسيا كمورد للطاقة. في حين أن 25 في المئة من الغاز الطبيعي في أوكرانيا يأتي من مصادر داخلية، يأتي نحو 35 في المئة من روسيا والباقي 40 في المئة من آسيا الوسطى من خلال الطرق التي تسيطر عليها روسيا. وفي الوقت ذاته، يمر 85 في المئة من الغاز الروسي إلى غرب أوروبا عبر أوكرانيا.

ويرى سفير العراق في كييف شورش خالد سعيد أن “فرصاً واسعة للتعاون الثنائي بين البلدين لم تطرق بعد، وهي قادرة على صياغة نمط متقدم من التعاون الثنائي بحكم الأفاق الواسعة للمصالح المتبادلة بين الطرفين، وما تمثله الخبرة الأوكرانية من مستوى نوعياً يتخطى البلدان وسيطة النمو التي ما زال العراق يتعامل معها، مما يعني أن التعاون الثنائي يمثل كلفاً تنافسية خصوصاً في المنتجات الزراعية الإوكرانية، بجانب الخبرات المتقدمة الأقل كلفة في التقنية الصناعية والزراعية.”

أما سفير أوكرانيا في العراق اناتولي ميرنتيس فهو متفائل بشأن قدرة الطرفين على استكشاف كبير لمجالات التعاون الثنائي. وفي حديث بمناسبة اقتراب تاريخ استقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي في 24 آب 1991، حيث احتفل الاوكرانيون بالذكرى 22 لاستقلال اوكرانيا. 

وحرص السفير على الإشارة إلى ان اوكرانيا عضو في منظمة التجارة العالمية و تسعى للدخول الى الاتحاد الاوربي ، كما ان السياسة الخارجية الاوكرانية متوازنة وبراغماتية، وفي هذا السياق يأتي التعاون المثمر و المتبادل مع العراق الذي يتطور بسرعة، وخصوصا في الثلاث سنوات الاخيرة . ويرى ميرنتيس ضرورة الاشارة الى الزيارة الرسمية الناجحة لوزير الخارجية الاوكراني قسطنطين كريشنكو الى العراق في تشرين الثاني من العام 2012 التي اعطت دفعة مهمة للعلاقات الاقتصاديه و الثقافيه الثنائية الى مستوى جديد وساعدت على تفعيل تعاون رجال الاعمال بين البلدين، وخلالها تم توقيع اعلان مشترك للوزير كريشنكو و وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بمناسبة الذكرى العشرين لاقامة العلاقات الدبلوماسيه بين اوكرانيا والعراق، وماعدا ذلك تم التوقيع على اتفاقيه بين مجلس وزراء اوكرانيا و حكومة جمهورية العراق حول التعاون الثقافي.

ويرى السفير الأوكراني أن "من الاحداث المهمة في العلاقات الثنائية ايضا اجراء الاجتماع الرابع للجنة الثنائية بشأن مسائل التعاون التجاري و الاقتصادي و العلمي و الفني في بغداد في 2/12/2012، ونتيجة لهذا الاجتماع تم التوقيع على بروتوكول يحدد افق واتجاهات التعاون في المجالات العلمية التقنية و الطاقة و التجارة و الاستثمار و الصناعة و النقل و البناء و الزراعة و الصحة وغيرها من المجالات.

ويعتقد ميرنتيس "أن من اولويات التعاون الاوكراني – العراقي المجال التجاري – الاقتصادي, حيث بلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي رقما قياسيا هو 872,5 مليون دولار امريكي ., في حين يتطور حجم التبادل التجاري في العام 2013 بصورة ايجابية. وان الاهتمام بتوسيع العلاقات الاقتصاديه الثنائية جسدتها زيارة وفد عراقي برئاسة وزير التجاره في جمهورية العراق د.خيرالله حسن بابكر الى اوكرانيا للفتره من 23- 27 تموز من العام 2013 ، وقد اكد وزير التطوير الاقتصادي والتجاري الاوكراني ايغور براسلوف اثناء المباحثات مع نظيره العراقي على الاستعداد لتطوير العلاقات التجارية وبفعالية مع العراق في المستقبل , كما اشار الوزيران الى اهمية توسيع نوعية و حجم الواردات الى السوق العراقية من منتجات اكبر الشركات الاوكرانية."

آفاق مستقبلية

ويرى مراقبون متخصصون أن "من اهم اتجاهات افاق التعاون بين البلدين مشاركة الشركات الاوكرانية في انجاز مشاريع البنى التحتية في العراق، ودراسة الجانب العراقي لامكانية استيراد مواد الصناعات الكيمياوية من الشركات الاوكرانية ، كما ان هناك قدره لتوسيع التواصل الاوكراني – العراقي عن طريق تفعيل التعاون بين المحافظات، حيث ان الاهتمام بمثل هذا التعاون موجود فعلا مع جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي و ادارات محافظات دونيتسك، دنبروبتروفسكي، كييف، اوديسا، جيرنيكوف، خاركوف وغيرها.واعربت العديد من الشركات الاوكرانية عن استعدادها للمشاركة في اعادة اعمار البنى التحتية و المشاريع الاقتصاديه في الاراضي العراقية ، والاهم من ذلك هو ان الشركات الاوكرانية بدأت بافتتاح فروع لها في العراق (مثل شركة التكوم التي افتتحت ممثلية لها كذلك شركة بوشسبيسماش وغيرهما) .

وهناك تطلع اوكراني إلى يكون مستوى التعاون التجاري – الاقتصادي بين اوكرانيا و العراق لأن يسمح بتوسيع استيراد منتوجات الشركات الاوكرانية في مجال التعدين و الصناعات الميكانيكة و الكهربائية و الزراعية وغيرها ، كما ان الجانب العراقي مهتم باستخدام امكانيات اوكرانيا كشريك مهم في مجال صناعة السفن .

لقد اعطت صورة ايجابية الندوات الاوكرانية – العراقية السنوية التي جرت دورياً بين غرفة التجارة و الصناعة الاوكرانية وبين اتحاد الغرف التجارية العراقية، كما اقيمت 5 ندوات لرجال الاعمال العراقيين في اوكرانيا والعراق . وفي الندوة التي اقيمت في كييف يوم 18 /حزيران / 2013 و 25 / تموز / 2013 شارك عشرات من رجال الاعمال المهتمين بتعميق العلاقات التجارية – الاقتصادية الثنائية.

كما تتوسع العلاقات الادبية – الثقافية بين اوكرانيا و جمهورية العراق ، ففي كانون الاول من العام 2012 وفي مدينة كييف وبمناسبة الذكرى العشرين لاقامة العلاقات الدبلوماسيه بين اوكرانيا وجمهورية العراق تم احياء حفل مشترك لفرق الاوركسترا الحكومية لاوكرانيا و العراق . وفي اذار من العام 2013 وفي مدينة لوكانسك - في جامعة شرق اوكرانيا – داليا – اقيم اول مهرجان ثقافي عراقي بمشاركة فرق طلابية عراقية. كما ستقام في نهاية اب 2013 في مدينة كييف وبمشاركة فرقه فنية عراقية المهرجان السنوي العاشر والذي سيعرف الجمهور الاوكراني على الثقافه والقيم الروحانية و التاريخية للشعب العراقي ِ. ومن اوجه التعاون الادبي – الثقافي بين اوكرانيا والعراق هو مشاركة التلاميذ العراقيين سنويا في مركز مهرجانات الاطفال العالمي في مدينة (ارتيك) ، ففي تموز – اب من العام 2013 شارك وفد عراقي طلابي مع ممثلي حوالي 70 بلدا من بلدان العالم في مهرجان الاطفال العالمي تحت شعار (نغير العالم نحو الاحسن) مع المشاركه في دورة الاجتماع الرابع للجمعية العمومية العالمية لمنظمة الرابطة العالمية للطفولة.

الى انظار وزارة التعليم العالي

وفي اوكرانيا الالاف من الشباب العراقي الذين يدرسون في الجامعات الاوكرانية ذات السمعة الجيدة لغرض الحصول على تعليم مهني، خاصة في اختصاص الطب وغيرها من الاختصاصات. ويتلقى الطلاب العراقيون تعليمهم العالي في جامعة كييف – تاراس جيفجينكو- وفي جامعة بوغومولتنا الوطنية و في جامعة ايفان – فرانكوفسك – لتقنية النفط و الغاز وفي جامعة زاباروجيا و جامعة خاركوف للالكترونيات وغيرها الكثير من الجامعات. ويواجه بعض الدارسين العراقيين مشكلة الأعتراف بشهادات تخرجهم من الجامعات والمعاهد الأوكرانية، فمن ناحية هناك جامعات لا تعترف بها وزارة التعليم العالي بناء على دراسة مستفيضة اشرف عليها السفير العراقي شورش خالد سعيد. بجانب أن بعض الطلبة جاؤوا أوكرانيا ليحصلوا على شهادة الإعدادية. وترى وزارة التعليم العالي أن الطلبة الذين اكملوا دراسة الإعدادية في اوكرانيا ينبغي أن تكون معدلاتهم مطابقة لمعدلات القبول في الجامعات العراقية، وهو الأمر الذي عده الطلبة وأولياء امورهم، الذين تحملوا نفقات باهضة لضمان مستقبل ابنائهم، اجحافاً لم تشترطه التعليم العالي بشأن دراسات حالية وسابقة في البلدان "الغربية". وفي هذا الشأن كنا قد ناشدنا رئيس الوزراء بأن يأخذ بيد ابنائه الطلبة في أوكرانيا، في صياغة حل يوفر مستلزمات مهنية وفنية وفق ضوابط التعليم العالي من جهة، وعدم غلق الباب على اصابع الطلبة الدارسين في اوكرانيا من جهة اخرى. علما أن هناك مئات الخريجين من حملة شهادات عليا من اوكرانيا فضلوا العمل فيها أو في بلدان اخرى بسبب مشاكل معادلة الشهادات، وبعضهم حصل على جنسيات أخرى بسبب حاجة تلك البلدان لإختصاصه!؟!

ويرى السفيران العراقي في كييف شورش خالد سعيد ونظيره الأوكراني ميرنتيس "بأن لدى العراق وأوكرانيا كل الامكانيات للتعاون مستقبلا وبنجاح ومنفعة متبادلة في كل مجالات نشاطات الحياة العملية، كذلك الادبية، بما يوطد علاقات صداقة الشعبين الاوكراني و العراقي بصيغ إيجابية."


شاهد - شارك - ناقش على شبة الفيسبوك للتواصل الاجتماعي


المصدر: أصوات العراق، أوكرانيا بالعربية



مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
رئيس أوكرانيا يتوجه إلى مدريد لتوقيع اتفاقية أمنية مع إسبانيا
سياسة
رئيس أوكرانيا يبحث مع رئيس وزراء السويد تعزيز الدرع الجوي
سياسة
أوكرانيا تقصف قاعدة روسية في القرم المحتل
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.