أوكرانيا بالعربية | السيناريوهات المتوقعة من دعوة التيار الإسلامي للتظاهر يوم 28 نوفمبر القادم... بقلم د. عادل عامر
كييف/أوكرانيا بالعربية/إن جماعة الإخوان تخطط لمفاجأة قوات الأمن باقتحام مؤسسات حكومية عقب صلاة الفجر، عبر مجموعات شبابية، لان المعلومات تفيد بعقد عدة اجتماعات من شباب الجماعة بعين شمس وعزبة النخل، تم الاتفاق خلالها على تشكيل مجموعات قتالية ستقتحم المؤسسات منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة.
لان التنظيم يخطط أيضًا لاقتحام الميادين بشكل مفاجئ وسيقوم بقطع الطرق وشل الحالة المرورية في ذلك اليوم «بداية وجهت الجبهة السلفية دعوة لكل من يرى في نفسه بلاغة الحديث وإقناع الناس بالحجة شرط أن يكون متفرغا بمقابل رمزي، علمت بعدها أن الجبهة حصلت على تمويل يقدر بـ 10 ملايين جنيه قامت بتوزيعهم على الدعاة الذين شاركوا حتى النهاية، وتم اختيار 300 داعية وتم توزيعهم على محافظات سوهاج وأسيوط والمنيا والبحيرة وعدد من قرى المنوفية والشرقية وكان، وتم استهداف القرى الفقيرة، ومهمتهم خلق فجوة بين الشعب والنظام لاستغلالها في تحريكهم يوم 28 نوفمبر. تمثل الدعوة للخروج في تظاهرات يوم الجمعة القادم ، الذي يوافق الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري ، التي أطلق عليها البعض"الثورة الإسلامية" ، نوعا جديدا في حرب جماعة الإخوان المسلمين على الدولة المصرية ، والتي بدأتها في أعقاب الإطاحة بنظام حكم الإخوان وتحويل قادتها إلى المحاكمات بتهم مختلفة ، عل أخطرها التخابر لصالح دول خارجية والعمل على زعزعة الاستقرار والأمن فيها.
والإخوان في ذلك النوع من الحرب على الدولة تلجأ إلى التستر وراء حلفائها ، كما هي عادتها أن تشن حربها بالوكالة مستعينة بأعضائها الذين يتخفون في ثياب تنظيمات وأحزاب وحركات سياسية مختلفة ، وهو الأمر الذي سلكته الجماعة منذ زمن طويل معتمدة على التضحية حتى بحلفائها ، في سبيل تنفيذ مخططاتها الرامية لهدم دعائم الدولة المصرية.
إن التيارات الإسلامية غير قادرة على الحشد الآن، وفقا للتقديرات الأمنية. هناك معلومات أن الإخوان يحاولون إعداد صور مفبركة وغير حقيقية لما سيحدث في 28 نوفمبر، على أن يستخدمون هذه الصور في الشائعات والدعاية الإعلامية. منذ بروز التيار السلفي في الساحة السياسية، ومواقفه مثيرة للجدل، فبعد وصول الإخوان لسدة الحكم في مصر، أعلنوا تحالفهم معهم ومساندتهم من أجل تطبيق « الشريعة الإسلامية»، وهو الأمر الذي أثار وقتها خلافًا حادًا بينهم وبين التيار المدني، لكن بقيام ثورة 30 يونيو اتسم موقف السلفيين بأنه أكثر « ميوعة» فقد ساندت الجبهة السلفية خارطة الطريق وقتها على «استحياء»، وهاجموا الإخوان بشدة رافعين شعار «المهم مصلحتي مع مين»، ووقتها حذر الخبراء السياسيين من دخول السلفيين إلى المشهد السياسي عبر ما أسموه«تحالفات المصالح»، لكن هذه المرة اختارت الجبهة السلفية الصدام المباشر مع النظام بعد أن نادت بما أسمته «الثورة الإسلامية» في 28 نوفمبر القادم بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، ما دفع حزب النور الذراع السياسية للسلفيين إلى التبرؤ من دعوة الجبهة.. ان تزداد دعوات التحريض على العنف والفوضى، من قبل جماعة الإخوان المسلمين، والتي تتم بتخطيط من التنظيم الدولي بدأت دعوات الإخوان للحشد يوم 28 عن طريق المنشورات واللافتات، وكذلك عن طريق المواقع الخاصة بهم على الإنترنت، والتي يطالبون فيها أنصارهم بتسليح أنفسهم في هذا اليوم.
أن التخطيط بدأ بين تنظيم الإخوان وحركة حماس وتركيا، لإشاعة الفوضى المسلحة هذا اليوم، لان هناك اجتماعًا تنسيقيا عقد منذ يومين بالعاصمة التركية إسطنبول، بحضور قيادات من حركة حماس وممثلين عن التنظيم الدولي للإخوان، وعناصر من المخابرات التركية، لمناقشة تحركات الأطراف الثلاثة التي تتضمن الدفع بعناصر حمساوية إلى مصر عبر البحر أو الشريط الحدودي لسيناء، للمشاركة في عمليات العنف المسلح. كما اتفق الإخوان وتركيا وحماس، على الدفع بعناصر وشباب الإخوان في المحافظات المختلفة لمواصلة التظاهرات بعد يوم 28 نوفمبر، لإنهاك الأمن ونشر الفوضى في مختلف أرجاء البلاد، فضلاً عن تنظيم اعتصامات أمام قصر الاتحادية، وبعض الجهات الأمنية والسيادية والحكومية.
معروف بأن انحياز الجبهة السلفية لأفكار ومواقف الإخوان يعلو على انحيازها للفكر السلفي، ومواقفها تؤكد ذلك؛ حيث إن خالد سعيد المتحدث الإعلامي للجبهة السلفية، عضو فيما يسمى بـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وهو من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وخالد سعيد معروف في أوساط السلفية بأنه شخص غير متزن نفسيا. أن الجماعة تستعد لتظاهرات 28 نوفمبر الجاري، التي دعت إليها الجبهة السلفية كـ"ثورة إسلامية"- بحسب زعم الداعين إليها- وذلك من خلال التخطيط للقيام بعمليات إرهابية واسعة.
مع مواصلة جماعة الإخوان المسلمين على التحريض والعنف، ومواصلة أعضائها بإطلاق دعاوى الحشد والتظاهر داخل الجامعات أمس في الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود، أعلن ما يسمى "المجلس الثوري المصري"، الذي أسسته الجماعة في تركيا، تأييده لما يسمى الثورة الإسلامية.
ولا تستبعد الجبهة السلفية استخدام السلاح في هذا اليوم، فيما رفض عدد من حلفاء الإخوان المشاركة في تلك الفعاليات، من أبرزها الجماعة الإسلامية، بالإضافة للدعوة السلفية وجناحها السياسي حزب النور.
ونتوقع بأن يوم 28 نوفمبر سيبدأ بتجمعات إخوانية ومعها بعض هذه العناصر السلفية في بعض المساجد الكبرى وتحديدا داخل المناطق الشعبية، وقد تم اختيار يوم الجمعة لهذا السبب. كما تتحرك مجموعات من القناصة الإخوان المكلفين بتلك المهمة، كما حدث سابقًا، وتحديدا منذ 25 يناير 2011، وذلك لقتل بعض السلفيين أو المواطنين وإلصاق الاتهام بالحكومة، الشرطة والجيش، وتصوير هذه المشاهد وإرسالها على الفور إلى قناة الجزيرة ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف الإثارة وتحريض الجماهير. كما يتولي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان القيام بحملة إعلامية كبرى لتصوير الحدث، وكأنه ثورة شعبية سلمية ضد نظام الحكم، ولم تقتصر على الإسلاميين وإنما شملت فئات شعبية كبرى خرجت للاعتراض على ما تسميه بتجاوزات النظام وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.السلفيون يعتبرون أن الجبهة السلفية ما هي إلا فصيل إخواني، ولكن دورهم هو بالأساس يشبه الدور الذي تقوم به حركة 6 أبريل بمعنى أنه يجري استخدامهم من قبل الإخوان في كافة التحركات الميدانية والبيانات التي تصدر والتحالفات التي يتم إنشاؤها، باعتبارهم احتياطيا استراتيجيا يجري استخدامه في أوقات الضرورة، وتعتبر هذه الدعوة هي مجرد شو إعلامي، الهدف منها هو إثارة حالة من القلق في البلاد، وفي نفس الوقت الحصول على مبالغ مالية كبرى من جماعة الإخوان، حيث أشارت التحقيقات مع عدد من المنتمين لهذه العناصر والذين ألقي القبض عليهم مؤخرًا أن خالد سعيد وعدهم بتمويل إخواني كبير لهذه العملية؛ ولهذا السبب فسيقع السلفيون في فخ مخطط الإخوان وتركيا وحماس وقطر.
كما أن جماعة الإخوان هي المحرك الأساسي لهذه الدعوة ومن ثم فهي ستدفع بعناصرها في بعض المناطق وتحديدا المطرية وحلوان لمحاولة ارتكاب أعمال عنف وفوضى في هذا اليوم وإلصاقها بالسلفيين، خاصة أن خطة الإخوان وفقا للمعلومات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية تهدف إلى جر السلفيين لساحة العداء والصدام بالسلطة.
كما أن الخطة الجديدة وفقا لمعلومات الأجهزة الأمنية، تهدف إلى تكليف عناصر إخوانية بإطلاق الرصاص على عناصر سلفية يمكن أن تخرج تلبية لهذه الدعوة مما يؤدي إلى إسالة الدماء في الشوارع، وهو أمر الهدف منه إثارة الفوضى في مناطق البلاد المختلفة؛ بهدف جر السلفيين إلى الصدام مع السلطة.
كما أن هناك خطة لتمزيق المصاحف بواسطة بعض عناصر الإخوان والادعاء أن رجال السلطة هم الذين قاموا بهذه الأفعال، بهدف إحداث حالة من الاحتقان المجتمعي، خاصة أن الخطة التي وضعها الإخوان لعناصر الجبهة السلفية هي الخروج حاملين المصاحف في الأيدي والأسلحة داخل الملابس.
أن الجبهة نظمت قبل ثلاثة أشهر قوافل أطلقت عليها «التبليغ»، وزعموا أن هدفها نصح الناس والدعوة إلى الصلاة في المساجد والاعتكاف، متابعًا: طلب منا استهداف القرى الفقيرة في الصعيد، ولم يكن هذه القوافل هدفها « دعوى» كما زعموا، وإنما كنا نحرض المواطنين بشكل مباشر ضد النظام، ونحشدهم للمشاركة في الثورة الإسلامية، من منطلق أنهم يشاركون للثأر لدماء شهداء رابعة العدوية وتبرير العمليات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المسلحة، السلفيون مستعدون للتحالف مع أي تيار في سبيل الوصول لأغراضهم السياسية بالوصول إلى البرلمان، وتولى مناصب قيادية في الدولة.
فلجأت الجماعة هذه المرة للتيار السلفي ، وهو شكل من أشكال تيار الإسلام السياسي ، الذي نشط على الساحة في أعقاب إنهاء نظام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك لتبقى أزمة الدولة الحقيقية مع ذلك التيار ، الذي خرج لممارسة السياسة مرتديا عباءة الدين ، وهو الأمر الذي يعد نوعا من التوريط لهذا التيار من جانب جماعة الإخوان ، حتى تكون المواجهة بين الدولة وبين التيار السلفي. وأمام هذه الدعوة اختلفت الاتجاهات في الاستجابة لها ، فخرج من يرفض الخروج إلى تلك التظاهرات من أقطاب التيار السلفي ، الذين وصفوا ماقال عنه الداعون للتظاهرة بأنها "غزوة المصاحف" لإعادة الهوية الإسلامية للدولة المصرية ،وهو ذات السلوك الذي سلكته تيارات الإسلام السياسي مساندة جماعة الإخوان في هذا الشأن خلال حكم الإخوان ، فخرج هؤلاء لينكروا هذا الخروج ويصفون من يشاركون فيه بأنهم "خوارج هذا العصر" معلنين رفضهم للمشاركة فيها. في المقابل أكدت الدولة ، ممثلة في وزارة الداخلية ، أنها لن تقبل بأي محاولات لهدم الدولة أو ترويع الآمنين أو الخروج على مقتضيات الواجب الوطني ، وحذرت من عدم التهاون في مواجهة اى خروج على القانون.
أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم العنف كي تضغط على النظام السياسي للانخراط مرة أخرى في الحياة السياسية لكي يكون لها نصيب في البرلمان القادم، كما أنها تريد بث حالة من القلق والاضطراب وتصدير صورة للعالم الخارجي مفاداتها أن مصر غير مستقرة ومقبلة على موجة ثورية في 28 نوفمبر، ما يردده السلفيون مجرد «كلام» لا أساس له من الصحة. أن الثورة الإسلامية التي نادي بها السلفيون يسمونها « غزوة بدر» ، لان المخطط يبدأ بخروج مظاهرات في محافظات القاهرة والإسكندرية والشرقية وسوهاج والمنيا، وينتهي باعتصام في الميادين الرئيسية في نهاية اليوم.
ستكون هناك مجموعتان من شباب الإخوان والسلفيين، الأولى مجموعات التظاهر السلمي مكونة من الأخوات وبعض الأطفال حاملين الأعلام واللافتات مدون عليها شعارات رابعة وعبارات مسيئة للمؤسسة العسكرية، والثانية هي مجموعة الاشتباك والمنوط بها الاشتباك مع قوات الشرطة أن تنظيم أجناد مصر يخطط لتنفيذ عدة عمليات تفجيرية في ذات اليوم، إلى جانب استهداف رجال الشرطة، لان جماعة الإخوان أرسلت شبابًا للتدريب في حماس ثم عادت تحت مسمى أجناد مصر، لان الإخوان كذلك اتفقوا مع جماعة أنصار بيت المقدس على تنفيذ عدة عمليات تفجيرية في عدة مناطق بسيناء، في نظير مبلغ مالي ضخم تحصل عليه الجماعة المتطرفة-
أن الجبهة السلفية ليس لها وجود على الأرض ونسبتها الفعلية ضئيلة جدًا ولن تؤثر ودعواتها ما هي إلا استعراض إعلامي- هذه الدعوة تحض على العنف والصدام مع القوات المسلحة مستبعدًا أن تلقى الدعوة قبولًا في الشارع ، لان الجبهة السلفية جزء من تحالف دعم الشرعية الذي بدأ يتصدع ويتفكك -على حد قوله - فحزب الوطن خرج من التحالف وتبعه أحزاب أخرى وكيانات كانت تدعم الإخوان منذ فترة وهاهو حزب البناء والتنمية يمارس عليه ضغوطًا كبيرة من داخل الحزب للخروج من مظلة التحالف الوطني لدعم الشرعية، ولم يبق غير جماعة الإخوان المسلمين فقط وبالتالي فإن الجبهة السلفية جزء من هذا الكيان. أن الجبهة السلفية لا تمثل شيئًا من التيار السلفي وتشكلت من خلال أربعة شباب فقط من المنصورة منهم خالد سعيد السلفي المقيم بالخارج الذي يتلقى أموالًا باهظة من التنظيم الدولي للإخوان، نافيا وجود أي علاقة بين الجبهة السلفية والدعوة السلفية.
د. عادل عامر
دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام
رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية
عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتجية
والسياسية بجامعة الدول العربية
المصدر: أوكرانيا بالعربية