أوكرانيا بالعربية | الإخوان يدفعون شبابهم لمواجه الدولة... بقلم د. عادل عامر

هذه جماعة غير وطنية، ومهما كانت آلام العملية الجراحية فنتائجها إيجابية والأمور بدأت تتحرك للأمام؛ لكن جماعة الإخوان لن تستسلم بسهولة وستكون هناك آثار وتوابع ولن ينسى التاريخ كل هذه الأحداث التي تعمّد الإخوان إرهاب الدولة بها بكافة الطرق غير الشرعية، والجماعة الآن تنتحر سياسياً وتقضي على تاريخها السياسي بسرعة كبيرة بعد أن اتضح للشعب المصري سياستهم وأساليبهم العنيفة وإصرارهم على لغة الدماء.

كييف/أوكرانيا بالعربية/هذه جماعة غير وطنية، ومهما كانت آلام العملية الجراحية فنتائجها إيجابية والأمور بدأت تتحرك للأمام؛ لكن جماعة الإخوان لن تستسلم بسهولة وستكون هناك آثار وتوابع ولن ينسى التاريخ كل هذه الأحداث التي تعمّد الإخوان إرهاب الدولة بها بكافة الطرق غير الشرعية، والجماعة الآن تنتحر سياسياً وتقضي على تاريخها السياسي بسرعة كبيرة بعد أن اتضح للشعب المصري سياستهم وأساليبهم العنيفة وإصرارهم على لغة الدماء.

أن الإخوان المسلمين يدفعون بشبابهم في مواجهة مباشرة مع الدولة المصرية، الأمر الذي دفع بقوات الأمن لفض الاعتصام بعد فشل كل المحاولات مع قيادات الجماعة بالتفاوض والخروج الآمن لهم. برأت التاريخ تقول أن الفكر الإسلامي الوسطي الذي يمثله الأزهر الشريف  ينتصر عليهم نظراً لاعتمادهم على المظلوميات وليس على بناء الثقة والعملية السياسية السليمة، التاريخ يقول أنه على الرغم من الإعدام " المرفوض " لامامهم " سيد قطب " ومواجهتهم مع ناصر ومبارك إلا أنهم خسروا ، وإذا كانت الشعارات التي يستغلونها يعتقدون أنها تجدي فلن تجدي مهما استمرت تلك القيادات " المجرمة " فى غبائها المستمر فى مواجهة سلطات قمعية كالحالية . الحلول وان كانت مثالية فى ضوء الغباء المستحكم الذي يسيطر على إدارة هذا الكيان إلا أنه لزاماً أن تذكر وهى يمكن أن تكمن فى مسارين :

الأول : بخصوص الأحداث الجارية وهو الخروج من عباءة رابعة لأنها لن تجدي سوى العودة للوضع القديم ويظل الإخوان الجماعة المظلومة وننتظر ستين عاماً آخرين لنراهم فى البرلمان بعد نفس السلوكيات فى المداهنة والمشكوك فى البدء بها حالياً ، ثم يتبع ذلك البدء فى الاصطفاف حول من مازالوا لديهم مبادئ مشتركة من الحالات الفردية حول رفض حكم العسكريين للمدنين والضغط حول التعديلات الدستورية بما لايسمح بتأكيد العودة للخلف كما يحدث حالياً ، ثم الدخول فى الضغط حول قوانين الانتخابات والاندماج مجدداً فى العملية السياسية .

 الثاني : أن تخرج القيادات الشبابية البعيدة عن ذات المنهج الذي تتبعه قياداتها وتقوم بإجراء المراجعات الفكرية لمنهج الإمام ألبنا ومنهج الأستاذ سيد قطب ثم تعرضه للكافة وتبدأ بالفعل فى تطبيقه بعيداً عن سلوكيات الجمعيات الخيرية وتكوين الانتماء الشعبي بناء على العطف والإحسان وإنما يجب أن يكون على الفكر المتجدد والمتواكب فعلياً مع العصر الحالي ، وتعرض لنا أفكاراً وسطية بالفعل تتماشى مع الدين كما يدعون زيفاً فى بعض أفكارهم الحالية والمقصودة بالتجديد.

إن العمل على افتعال مواجهة بين طلبة الجامعة والدولة إنما يضم لصفوف الإخوان طرفاً مهماً لا يمكن أن يدخل فى مواجهة مع الدولة دون أن يلقى بظلال من الشك على شرعية الدولة ذاتها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون أي دولة شرعية فى حالة تناقض مع شباب البلاد من طلبة الجامعات. أن هذا التكتيك يعد تغييرًا كبيرًا فى دور الأخوات المسلمات. وتلفت إلى أنه على غرار الكوادر الذكور فى الجماعة، فإن النساء على درجة عالية من الخضوع بعد سنوات من التلقين الذي غرس فيهن مبادئ الطاعة، وفى كثير من الأحيان منذ طفولتهن، بالإضافة إلى تدريبهن على البقاء فى المقعد الخلفي داخل الأسرة. إن محاولة كسب تعاطف الجمهور من خلال النساء، تبدو متفاوتة النجاح. فعندما صدرت أحكام مشددة ضد 21 من الأخوات المسلمات، بسبب قيامهن بأعمال عنف خلال مظاهرة أكتوبر الماضي، حظين بتعاطف بعض من معارضي الإسلاميين، وتم تخفيف الأحكام فيما بعد إلى سنة سجن مع وقف التنفيذ وأفرج عنهن. أن الأخوات المسلمات فى جامعة الأزهر، بما فى ذلك "ألتراص بنات الأزهر"، يعدون بين الأكثر عدوانية. فخلال الأسابيع الماضية، تحولت احتجاجاتهم داخل المدينة الجامعية إلى مصادمات مع قوات الشرطة، التي اضطرت إلى استخدام خراطيم المياه فى مواجهة وابل الحجارة التي ألقاه الفتيات عليهم من شرفات حجرات النوم. وحتى عندما لجأت قوات الأمن المصري إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، راحت النساء يمسكون بالعبوات ويردونها مرة أخرى على العساكر.

• اتسام ظاهرة العنف السياسي بالديناميكية أو بالتبادلية، حيث أن إصرار كافة أطراف الصراع السياسي علي استخدام العنف في مواجهة الطرف الآخر يغذي بقاء العنف واستمراره بل وتزايده أيضاً.

ولعل النقاط السابقة تؤكد وتدلل علي أن العنف يسير في مسار خطير حيث يميل للنمو لا التناقص، يتقدم ولا يتراجع، وهو أمر بالضرورة له تداعيات خطيرة لعل أهمها وأخطرها: • حدوث حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي بين الأطراف المتصارعة سياسياً وهو أمر يهدد الأمن القومي للدولة، بل ويهدد كيان الدولة بكامله، خاصة وأن حرب الشوارع الدائرة في بعض مدن الجمهورية بين بعض الشباب الغاضب من ناحية وقوات الشرطة أو شباب جماعة الأخوان المسلمين من الناحية الأخرى، وكذلك تهديدات بعض قيادات تيارات الإسلام السياسي بنزول أتباعهم إلي الشارع لمواجهة الشباب الغاضب بحجة الدفاع عن الشرعية باتت تشكل إرهاصات للاقتتال الشعبي. • عرقلة عملية التحول الديمقراطي الذي يعمل المصريون من أجله، حيث قد ينتهي العنف بتوحش السلطة وتحولها إلي سلطة مستبدة جديدة تعيد استخدام كافة الأدوات القمعية لتثبيت حكمها وقمع معارضيها. نقول لغة التحريض التي ينشرها بعض قيادات الجماعة ممن لا زالوا طليقين، ومطالب الشرعية المغلوطة التي يتمسكون بها، ومسلسل الأكاذيب، سواء في ما يتصل بقدرتهم على التصدي لن تجدي مع المجتمع المصري وشباب ثورته شيئا. ونؤكد أن الموقف المجتمعي الذي يضم مؤسسات الدولة الأمنية والغالبية العظمى من أبناء الشعب، ويجعل منهم ‘يدا واحدة ‘ قادرة على التصدي لكل أشكال التخريب والدمار التي يقوم بها الإرهابيون، لم يصدق بيانهم الذي تنصلوا به من محاولة الاعتداء على وزير الداخلية.. ولن يصدق حرف واحد فيه، إلا إذا ترجموا هذا الإنكار إلى فعل ملموس ذي نتائج إيجابية. ناهيك بأن الإخوان يعتبرون أن إشعال الجامعات فرصة ذهبية لهم لتماسك التنظيم بتعظيم فقه المظلومية والمحنة بين أبنائه، ولتوريط الحكومة وإحراجها دوليا، وإظهارها باعتبارها سلطة قمع وترويع، كلما لجأت إلى الحل الأمني، ودفعت بالشرطة والأمن المركزي لقلب الحرم التعليمي، فضلا عن سعيهم لجر الدولة وأجهزتها لمعركة داخل ساحات الكليات، على أمل استخدام ذلك ككارت تفاوض مع قرب الاستفتاء على الدستور، وبحثًا عن صفقة مع الدولة لا مصالحة، تنقذ قادتها من السجن، وربما من حبل المشنقة، وفى الوقت ذاته، تفتح لهم بابا ولو ضيقًا، للولوج مرة أخرى إلى قلب المشهد السياسي، بوقف إجراء حظر الجماعة قضائيا ومصادرة أموالها ومقراتها. إن غياب الرؤية الواضحة، والإستراتيجية سابقة التجهيز لمواجهة العنف الإخوانى بالجامعات، من تبنى أنشطة توعية بديلة للرد على افتراءات التنظيم على الثورة والسلطة، أو بمحاولة خلق بديل جديد للطلاب يستوعب طاقاتهم وأفكارهم، بدلا من أن تسطو عليها الجماعة، ليست أزمة الدكتورة مهجة غالب بمفردها، فالأمر يمتد إلى غالبية قادة العمل الأكاديمي حاليا فى مصر. إذ أصبح اعتمادهم على الحل الأمني، فى حقيقة الأمر توريطا للشرطة فى معارك محفوفة بالمخاطر، ولا تعود إلا بالسلب على الدولة نفسها، خصوصا فى ظل تمسك آلة الأمن بالتعامل غير المنضبط، وربما الانتقامي غير المسئول فى معظم الأحيان.


د. عادل عامر

دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام

 رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية

 عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتجية

 والسياسية بجامعة الدول العربية


المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
رياضة
الأوكراني بيرينتشيك بطلاً للعالم في الوزن الخفيف
سياسة
رئيس جنوب إفريقيا لن يشارك في مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
سياسة
سويسرا تدعو بابا الفاتيكان للمشاركة في مؤتمر سلام أوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
آراء ومقالات
عن النصر والخوف والمعارضة...بقلم رئيس حركة "الأخوية القتالية الأوكرانية" بافلو جيربيفسكي
آراء ومقالات
الفساد العظيم الذي ضيّع أوكرانيا!..حسين الراوي
آراء ومقالات
الإجرام الروسي والطفولة الأوكرانية..حسين الراوي
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.