أوكرانيا بالعربية | أعراض مباحة... بقلم بلسم فريد أبو الفتوح
كييف/أوكرانيا بالعربية/بداية يوم مشمس مزدحم، توجهت الى عملي وحينما وصلت بعد مضي اكثر من ساعتين في الطريق وجدت زميلتي تتحدث بالهاتف مع قريبتها وتطلب منها الهدوء، سالت زميلتي ما الذي حدث؟ اخبرتني بان قريبتها تعرضت الى مضايقات من الرجال في المواصلات بالرغم من انها فتاة محجبة منقبة محتشمة ترتدي ملابس فضفاضة ساترة للجسد إلا ان احدى الشباب حاول ان يتحرش بها فهي كانت تجلس بالقرب منه في مقاعد النص حيث مد الشاب يده ليلمس ساقها الامر الذي جعلها ان تضع حقيبتها في الوسط بينها وبين الشاب كحاجز على امل ان تقعد فيما بعد في كرسي ثابت وبالفعل انتقلت بمجرد نزول احد الركاب الى مقعد ثابت في البداية اعتقدت ان الامر انتهى في هذا الحد اذ انها تقعد الان في مقعد ثابت بجوار النافذة وبجوارها فتاة اخرى، ارتاحت واطمأنت الفتاة نفسيا فما كان إلا ان مد الشخص الذي يقعد خلف مقعدها مباشرة يده عبر الفتحة الصغيرة بين المقعدين جهة النافذة الى صدر الفتاة في البداية اعتقدت انها تتوهم ذلك لان حركة اليد كانت سريعة ولم تستطع ان تتأكد حينها نظرت الى المقعد الذي خلفها فوجدت رجل كبير في السن في عمر والدها وإذا لم تبالغ في عمر جدها فتبادر الى ذهنها انها تتوهم لان لا يمكن لشخص في هذا السن ان يتحرش بفتاة في عمر ابنته او حفيدته لكن الامر المفاجئ ان هذه الحركة تكررت ولاحظت يد الرجل العجوز الامر الذي ادى الى ان تصفعه على وجهه حيث قالت له انت لا تحترم نفسك وانك رجل اشمط زان فما كان من الرجل إلا ان يمثل مسرحية يكون فيها هو البطل والضحية معا حيث اخبرها بأنها قليله الادب وانه في سن والدها وأنها مجرد فتاة ترتدي النقاب والزى الاسلامي لكي توهم الناس بشرفها وهي في حقيقتها حسب وجهه نظرة فتاة زانية لا تخاف الله تفتعل هذا المشكلة لكي يعطيها بعض المال حتى لا يصل الامر الى الشرطه .
و لأننا نعيش في مجتمع ذكوري الكل استمع الى الرجل واتهموا الفتاة بالكذب موضحين ان الرجل كبير في السن ولا يمكن ان يفعل هذه الامور مع فتاة في سن ابنته وان الفتاة لا تعرف معنى الحياء والاحترام حينها بكت الفتاة وفوضت امرها لله من بعد ان تم اتهامها بأبشع التهم من قبل الركاب وأصحاب الحافلة لدرجة ان الكمساري اعاد لها نقود تذكرة الحافلة موضحا لها انه لا يتشرف بأخذ المال من فتاة مثلها .
تأثرت جدا بالحادثة التي سمعتها على لسان زميلتي، انتهى دوام عملي وبمجرد خروجي من مقر العمل وقفت لفترة انتظر المواصلات، ولمحت من بعيد فتاة ترمي رجل عجوز في السن على الرصيف، فورا عبرت الشارع وتوجهت اليها وكنت اريد ان اوبخ هذه الفتاة التي فعلت ما شاهدت الغريب ان لساني عجز عن نطق اي كلمه لا اعلم لماذا ولكن لفتني ان الرجل العجوز قد انتفض وذهب في حال سبيله دون التعليق والإدلاء بأي كلمه سالت الفتاة ماذا حدث؟ اخبرتني انها كانت تريد ان تعبر الشارع فوجدت هذا الرجل الذي يتكئ على عصا يحاول عبور الشارع فما كان منها إلا ان تقوم بمساعدته على العبور وإذا به فجاءه يطلق عليها بأسوأ الالفاظ والصفات التي تتصف بها فتيات الليل حينها رمته على الارض، كان ردي لها انه يمكن ان يكون هذا الرجل مصاب بالجنون فهو عجوز طاعن في السن، حينها قدم الينا بعض الرجال من العاملين في المحلات التجاريه بهذا الشارع حيث كانوا يخبروني بان هذا الرجل في كامل صحته وعافيته وليس لديه اي عله فهو يأتي كل يوم يدعي فيه انه كبير في السن ويتكئ على عصا لكي تساعده الفتيات على العبور وإذا قبلت منه الفتاة هذه الالفاظ يدعوها للذهاب معه لممارسه الفاحشة والعياذ بالله.
الذي طمئن قلبي اكثر ان هذا الرجل كل يوم تتصرف معه الفتيات بهذه الطريقة اما برميه على الارض او الشكوى عليه في الشرطه ونادرا ما تقبل بعض الفتيات بهذا الاسلوب وتنساق معه فيما يريد حيث حمدت الله على نعمه العفة والخوف من الله في نساء بلدنا الحبيب.
الغريب ان هذا الرجل يختار فتيات محتشمات ومحترمات بينما توجد فتيات الليل في شوارعنا واللاتي يتخصصن في الفسق والفجور سؤالي هو لما يختار الفتيات المحترمات ولما يتحرش بهن لفظيا وجسديا؟ هل يفكر هذا النوع من الرجال في نسائهن الاتي يمكن ان يتعرضن لهذا الموقف الخادش للشرف والعرض؟ هل يفكر الرجل في مدى احتقار الفتاة له حينما يحاول التحرش بها؟ هل يضع الرجل في ذهنه عقاب ما يفعله عند الله؟ اسئلة ابحث لها عن اجابه .
بلسم فريد أبو الفتوح
مديرة يونيم بجمهورية السودان
المصدر: أوكرانيا بالعربية