ايران اسرائيل :حرب قادمة او تقاسم نفوذ ...!!! بقلم د.خالد ممدوح العزي
كييف/أوكرانيا بالعربية/تتصاعد الحرب الاعلامية بين طهران وتل ابيب من مرحلة الحرب الباردة التي دارت على مدى عدة سنوات تخللتها مواقف ساخنة بين الطريفين لتنتقل الى صلب مواجهة عسكرية باتت محتملة فيما بينهما بعد ان كانت حربا بالواسطة، وهنا السؤال يطرح نفسه بقوة على اثر التصعيد الاخير بين البلدين هل بات الشرق الاوسط امام مواجهات عسكرية قادمة لا محال منها بسبب توتر الاوضاع وتأزمها في المنطقة وبخاصة بين طرفي النزاع بسبب الحالة التي تعيشها سياسة التطرف في البلدين.
فايران التي ارسلت طائرات "ايوب" الى الحدود الفلسطينية في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني منذ انتهاء حرب تموز عام 2006 والتي اعتبرها حزب الله طرف المواجهة الجنوبي بانها تغير في وسائل العمل المقاوم ضد اسرائيل وبدعم مباشر من طهران من خلال تبني العملية من قبل الساسة الايرانيين والذين اعتبروها رسالة انذار الى الكيان الصهيوني بطريقة مباشرة بحال حاول نتنياهو التورط في عمل عسكري ضد طهران.
اسرائيل وسياسة الهروب للأمام
لكن ساسة اسرائيل لم يبقوا مكتفو الايدي في تصعيد لهيب المعركة ، فكان الرد سريعا في ضرب مصنع اليرموك في السودان وكأن اسرائيل تقول في هذا الاطار"سوف نقوم بقطع اذرع ايران المباشرة في أي معركة قادمة والتي يقودها بنيامين نتانياهو في معركته الاعلامية ضد ايران من اجل الحصول على موافقة امريكية لتنفيذ الضربة العسكرية التي تفك ازمة نتانياهو الداخلية والدولية من خلال هروبه للأمام وتصدير مشكلته الداخلية وعدم الجلوس للتفاوض مع الفلسطينيين، فالإسرائيلي الذي يعاني من ازمة انتخابية حاول الهروب منها بحل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة لكون نتانياهو الرجل الاسرائيلي الاقوى ذا النزعة المتطرفة التي ترى ولا تقر بوجود العربي الفلسطيني ،فالانتخابات تعطيه ورقة بيضاء لخوض معركة قادمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لخلط الاوراق وتعويم الادوار.
ايران ومواقع نفوذها :
لم تخض ايران اية حرب ضد الكيان الصهيوني مباشرة الا من خلال اطراف وقوى كانت تعتبر الأذرع القوية لإيران ولسياستها التي تحارب من خلالها بعيدا عن عين العاصفة ،لكن بظل التغيرات الحالية وبزوغ الثورات العربية وسقوط قوى واذرع ايران في المنطقة ، نجحت امريكا في فرض حصار مباشر على ايران وسياستها الثورية وسلاحها النووي من خلال الخسارة التي منيت بها بعد" الربيع العربي "،وفقدانها لحركة حماس والنظام السوري وحالة حزب الله اللبنانية في ظل الانقسام الداخلي اللبناني، ووصول احزاب اسلامية سنية الى سدة الرئاسة في بلاد "الربيع العربي "لا تتفق مع سياسة ايران وخاصة بظل دعمها المطلق للنظام السوري.
فايران التي تعاني من انقساما داخليا بعد" ربيع الثورة الخضراء" فيها ، وتولي الرئيس محمود احمدي نجاد الرئاسة لفترة ثانية وفي ظل الحصار والعقوبات المتتالية على برنامجها النووي ،يعيش الشعب الايراني في حالة تململ سياسية وضيقة اقتصادية وسياسية وحزبية تفرض على ايران التريث في أي مواجهة مع الغرب ،وربما الاستفزاز الاسرائيلي والمواجهة مع اسرائيل قد تنقذ ايران وتصلب موقفها خارجيا وداخليا لا نها تعيش حالة ازمة لبد من الخروج من طياتها
فالمشهد الحالي يتغير من التصعيد الاعلامي الى تصعيد سياسي ،لتنتقل الحرب بين الدولتين من حرب باردة الى حرب مواجهة فعليه بينهما ومباشرة ،لتكون مدارها القادم مناطق نفوذ الطرفين في الشرق الاوسط.
شبح الحرب :
لكن الحرب الايرانية –الإسرائيلية التي بتن نشهد فصولها ومقدماتها :"قصف مخزن سلاح في السودان، ورحلة سياحية من لبنان على متن طائرة دون طيار"، التي باتت تناذر باشتعالها، و وقوع الحرب الشاملة فهل تبقى امريكا خارج هذا الصراع بالوقت التي تهدد ايران مصالح امريكا الاقتصادية في الخلج العربي والعالم، وهل تقبل ايران بهزيمة متلازمة بملفيها النووي والسوري معا ؟ لكن من المؤكد ان اسرائيل سوف تستخدم كل اوراقها وايران كذلك ستكون العراق ولبنان وسورية وغزة والسودان لحماية تمدد نفوذها الشيعي في المنطقة ،و بظل هذه المعركة التي تخوضها ايران ان سيكون الموقف السني من هذه المعركة في ظل التأزم الحاصل بين السنة والشيعة في العالم والذي لم يعرف له مثيلا .
مغامرات الغير على ارضنا:
فهل كنت حرب تموز في العام 2006 كانت مسرحية تجربيه خاضها الطرفان على حساب الشعب اللبناني وبعدها كنت حرب غزة، لتكون اليوم السودان بشقها الجنوبي ذات النفوذ والدعم الاسرائيلي والشمال السوداني ذات النفوذ والوجود الايراني.
فالضربة الاسرائيلية الاستباقية لليرموك مصنع السلاح الذي اصلا يستخدمه البشير في حربه ضد شعبه ستكون معركة اخر مناطق النفوذ الايراني ، قبل ان تكون مباشرة بين دول الربيع العربي وطهران في خط التماس الاول، ولكن مع اية معركة قادمة مع الكيان الصهيوني التي لا نعرف كيف ستكون شكلها القادم ،فاذا العالم سمح للأسد بمحاربة شعبه بهذه الطريقة التدمرية التي لم يضع حدا لها والتي لم يعرف العالم مثيلها منذ الحرب العالمية الثانية ،فمن المؤكد بان الحرب القادمة اذا وقعت سيكون إبادة فعلية ، نظرا لما يجرى اليوم من تدمير وقتل في سورية بظل سكوت ايراني وموافقة إسرائيلية.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث مختص بالأعلام السياسي والدعاية .
المصدر : أوكرانيا بالعربية