شراكة عسكرية متقدمة: أوكرانيا تسعى لتطوير مشاريع دفاعية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية

أكد النائب الأول لوزير الدفاع الأوكراني، سيرغي بويف، خلال لقائه مع ممثلي السفارة الأمريكية في كييف، اهتمام بلاده بتطوير مشاريع صناعية عسكرية مشتركة مع شركات الدفاع الأمريكية، مشددًا على أهمية التعاون الثنائي في ظل العدوان الروسي
كييف/أوكرانيا بالعربية / في خطوة استراتيجية تُبرز طموح أوكرانيا لتحديث بنيتها التحتية الدفاعية وتعزيز قدرتها على الصمود أمام العدوان الروسي، عقد النائب الأول لوزير الدفاع الأوكراني، سيرغي بويف، اجتماعًا مهمًا مع ممثلي السفارة الأمريكية في كييف، ناقش خلاله آفاق التعاون الدفاعي الثنائي، والتركيز على تطوير مشاريع صناعية عسكرية مشتركة مع شركات الدفاع الأمريكية.
الاجتماع شهد تقديم العميد الأمريكي براد نيكلسون كملحق عسكري جديد خلفًا للواء كيث فيليبس، الذي تنتهي مهمته الدبلوماسية قريبًا. وقد حرص بويف على توجيه الشكر والتقدير لفيليبس على دعمه المستمر لأوكرانيا، مؤكدًا على الدور المحوري الذي لعبه في تعزيز الشراكة العسكرية بين البلدين، لا سيما في ضوء الدعم الأمريكي الحاسم في معركة أوكرانيا لحماية سيادتها واستقلالها.
توسيع القاعدة الصناعية الدفاعية الأوكرانية
المحادثات بين الجانبين لم تكن بروتوكولية فقط، بل حملت مضامين استراتيجية ذات طابع عملي، إذ ناقش الطرفان الاحتياجات الدفاعية العاجلة للقوات المسلحة الأوكرانية، خاصة في مجال حماية المدنيين والمراكز السكانية الحيوية، في ظل استمرار القصف الروسي المكثف للبنية التحتية الحيوية.
وأكد سيرغي بويف أن قطاع الصناعات الدفاعية الأوكراني أحرز تقدمًا نوعيًا في السنوات الأخيرة، وبات جاهزًا ليس فقط لتلبية الاحتياجات الوطنية، بل أيضًا للدخول في مشاريع إنتاج مشتركة مع شركات أمريكية تمتلك خبرات تكنولوجية متقدمة، سواء في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأنظمة المسيرة، الدفاع الجوي، أو الأنظمة الصاروخية الدقيقة.
من المساعدة إلى التصنيع المشترك
في تحوّل لافت عن سياسة الاعتماد الكلي على المساعدات الخارجية، أوضح بويف أن أوكرانيا تسعى إلى نموذج تعاون متقدم يقوم على عدة محاور: استمرار استلام الأسلحة الأمريكية المتطورة، شراء المعدات مباشرة، والدخول في اتفاقات للتصنيع المشترك داخل الأراضي الأوكرانية.
هذه الرؤية تنسجم مع ما بات يُعرف في دوائر الدفاع الغربية بـ"النموذج الإسرائيلي"، حيث يتم دمج الإنتاج المحلي بنقل التكنولوجيا الغربية، مما يعزز الاستقلالية العسكرية ويقلل الاعتماد على سلاسل الإمداد المعرضة للانقطاع.
المعنى الجيوسياسي للتقارب الدفاعي الأمريكي – الأوكراني
يُشير هذا التوجه إلى إعادة تشكيل تدريجية لخريطة الصناعات الدفاعية في أوروبا الشرقية، حيث تسعى كييف لتثبيت نفسها كشريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة وحلف الناتو، مستفيدة من ظروف الحرب كمحفز للتحديث التقني واللوجستي.
كما أن استعداد الولايات المتحدة للدخول في مشاريع دفاعية مشتركة مع أوكرانيا يحمل رسالة استراتيجية مزدوجة: أولًا، تأكيد التزامها الطويل الأمد بأمن أوكرانيا، وثانيًا، سعيها لخلق قاعدة صناعية دفاعية جديدة على مشارف روسيا، بما يعزز من قدرتها على احتواء التهديد الروسي إقليميًا.
الاجتماع بين بويف والوفد الأمريكي لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل عكس تحولًا استراتيجيًا في مسار العلاقات الدفاعية بين كييف و واشنطن. ومع انفتاح أوكرانيا على الشراكة التكنولوجية الصناعية، فإن الأشهر القادمة قد تشهد توقيع اتفاقيات ملموسة تؤسس لـ تحالف دفاعي صناعي جديد، قد يغيّر ميزان القوى على الجبهة الشرقية لأوروبا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
