قصف كييف رسالة ضغط من بوتين إلى واشنطن وليس فقط هجومًا عسكريًا

الهجوم الروسي على العاصمة الأوكرانية ليس مجرد عدوان عسكري، بل محاولة من بوتين لفرض شروطه على الولايات المتحدة، وتأكيد أنه لا يمزح. تصعيد إرهابي جديد يكشف عجز الكرملين عن تقديم أي رؤية للسلام.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في تقييم جديد للهجوم المشترك الذي شنّته روسيا على العاصمة الأوكرانية كييف ليلة 31 تموز/يوليو، اعتبر الخبير السياسي إيغور رويتروفيتش أن الضربة ليست مجرد عمل عدواني بل تُعد محاولة مباشرة من قبل الكرملين للضغط على الولايات المتحدة ودفعها لتقديم تنازلات سياسية.
وفي تصريح له عبر قناة "فريدوم" التلفزيونية، قال رويتروفيتش: "للأسف، هذا هو الرد المتوقع من بوتين، الذي لا يمتلك حججًا دبلوماسية أو سياسية حقيقية، بل يلجأ إلى التصعيد الإرهابي في محاولة لإجبار حلفاء أوكرانيا على اتخاذ خطوات تُرضي موسكو"، مؤكداً أن الديكتاتور الروسي يسعى لتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنه لا يمزح ويجب التعامل معه بجدية.
وأشار الخبير إلى أن الهجوم كان رسالة موجهة أيضًا إلى الداخل الأمريكي، في ظل الحملات الانتخابية الجارية، قائلًا: "كان بوتين يأمل أن يُظهر هذا التصعيد لترامب أن الوقت حان لاستئناف الاتصال والتفاوض، لكن الرد الأمريكي جاء مغايرًا تمامًا، حتى من الرئيس بايدن الذي أصبح يُسمي الأمور بمسمياتها ويصف بوتين بوضوح بأنه قاتل ومدبّر للهجمات".
كما أشار رويتروفيتش إلى أن هذا التصعيد يبرر تسريع القرارات الأمريكية المتعلقة بدعم أوكرانيا عسكريًا، معتبرًا أن "تعزيز القدرات الدفاعية الجوية لأوكرانيا بات ضرورة عاجلة، والكرة الآن في ملعب واشنطن لاتخاذ إجراءات حاسمة ومباشرة".
وخلص الخبير إلى القول إن الرد الوحيد المناسب على هذا النوع من الإرهاب الروسي، هو تصعيد الضغط الدولي على موسكو، ليس فقط بالخطابات بل بخطوات عملية تؤثر على المنظومة السياسية والاقتصادية الروسية.
يُذكر أن روسيا شنّت ليلة 31 يوليو/تموز هجومًا واسعًا باستخدام 317 طائرة هجومية، منها 309 طائرات مسيرة و8 صواريخ كروز، استهدفت مناطق متعددة في أوكرانيا، وعلى رأسها العاصمة كييف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وتدمير البنية التحتية السكنية بشكل واسع.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
