واشنطن تستضيف مفاوضات بين زعماء أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا والناتو
اجتماع واشنطن يبحث وقف إطلاق النار والضمانات الأمنية لأوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ عُقدت في واشنطن، يوم الإثنين 18 آب/ أغسطس مفاوضاتٌ بين قادة أوكرانيا والولايات المتحدة وفرنسا وفنلندا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وشارك في المفاوضات كلٌّ من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيس فنلندا ألكسندر ستوب، والمستشار الاتحادي الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
وسبق هذا الاجتماع مفاوضاتٌ ثنائيةٌ بين رئيسي أوكرانيا والولايات المتحدة.
وصرح زيلينسكي بأن أحد أهمّ المواضيع التي ناقشها مع الرئيس ترامب هو الضمانات الأمنية.
وأكد أن أمن أوكرانيا يعتمد على جميع القادة الحاضرين، ونوه الرئيس الرئيس الأوكراني بالإشارة القوية من الولايات المتحدة حول استعدادها للمشاركة في ضمان الأمن، وأهمية الدعم الذي أبدته أوروبا اليوم.
وأشار إلى أن أوكرانيا تنظر إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من الضمانات الأمنية.
وعلى صعيد منفصل، ناقش الاجتماع عمل تحالف الراغبين والضمانات الأمنية التي تُبدي كل دولة من الدول الأعضاء فيه، والتي يزيد عددها عن 30 دولة، استعدادها لتقديمها، وتوصل إلى خطط محددة، ستعمل الفرق المعنية عليها بشكل مكثف، ومن المتوقع أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها في غضون عشرة أيام.
وقال الرئيس الأوكراني: "من المهم جدًا بالنسبة لنا ألا يكون هذا توقفًا للقتال، بل سلامًا حقيقيًا، يمكن حمايته بضمانات أمنية من شركائنا".
ومن المواضيع المهمة الأخرى التي تمت مناقشتها إطلاق سراح الأسرى وعودة الأطفال المختطفين من قبل روسيا.
وشكر زيلينسكي السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب على اهتمامها بهذه القضية وعلى الرسالة التي سلمتها إلى فلاديمير بوتين. واتفق رئيسا أوكرانيا والولايات المتحدة على العمل على التحضير لتبادل الأسرى بصيغة "الكل مقابل الكل".
وناقش المشاركون أهمية عقد اجتماع مع الجانب الروسي على مستوى القادة، واتفق جميع الشركاء على أن هذا هو السبيل الوحيد لحل القضايا الأكثر حساسية.
ووفقًا للرئيس الأمريكي، وافق فلاديمير بوتين خلال الاجتماع في ألاسكا على قبول ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وقال دونالد ترامب: "أنا متفائل بأننا معًا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق يردع أي عدوان مستقبلي على أوكرانيا".
وشكر الأمين العام لحلف الناتو فولوديمير زيلينسكي على قيادته، ودونالد ترامب على جهوده الشخصية.
وشدد مارك روته على أهمية وقف عمليات القتل والهجمات على البنية التحتية الأوكرانية، وقال: "دعونا نبذل أقصى ما في وسعنا الآن. أنا واثق من أننا سننتهي من اليوم في أقرب وقت ممكن".
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى استعداد المشاركين للعمل على ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وأضافت أورسولا فون دير لاين: "وأنا سعيدة أيضًا بذكركم لآلاف الأطفال المختطفين. بصفتي أمًا وجدة، أدرك مدى أهمية عودة كل طفل إلى وطنه".
ومن جهته أكد المستشار الألماني أن وقف إطلاق النار خطوة مهمة قبل إجراء المزيد من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وقال ميرتس: "لا أستطيع أن أتخيل أن الاجتماع القادم سيُعقد دون وقف إطلاق نار. لذا فلنعمل على ذلك. ولنضغط على روسيا. لأن وقف إطلاق النار وجدية المفاوضات يعتمدان على كيفية تنفيذه".
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن السلام والعدالة لا يمكن تحقيقهما إلا بالوحدة، وقالت: "سنتحدث عن الضمانات الأمنية: كيف نضمن عدم تكرار ذلك. سنبدأ النقاش بمقترح لنموذج قائم على المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي".
كما أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة وقف إطلاق النار لوقف عمليات القتل، ووصف الضمانات الأمنية بأنها ضرورة أخرى.
وقال ماكرون: "عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية، فإننا نتحدث عن أمن القارة الأوروبية بأكملها. الضمان الأول هو جيش أوكراني كفؤ للسنوات والعقود القادمة. وهذه أيضًا التزاماتنا جميعًا المقابلة".
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن قناعته بأن اجتماع اليوم يمكن أن يكون خطوة تاريخية في سياق الأمن.
وقال: "نريد السلام. للحرب تأثير كبير، في المقام الأول على الأوكرانيين الذين يتصدرون المشهد. لكنها تؤثر أيضًا على أوروبا، وخاصة المملكة المتحدة".
وأكد رئيس فنلندا ألكسندر ستوب أن سبب حضوره على طاولة المفاوضات هو أن لبلاده حدودًا طويلة مع روسيا وخبرتها التاريخية منذ الحرب العالمية الثانية.
واختتم قائلاً: "لقد وجدنا حلًا في عام 1944، وأنا متأكد من أننا سنتمكن من إيجاد حل في عام 2025 لإنهاء الحرب الروسية العدوانية. الوضع صعب للغاية. ولكن هذا هو سبب وجودنا هنا".
بالإضافة إلى ذلك، نوقشت خلال الاجتماع قضايا إعادة إعمار أوكرانيا وتعافيها.
وأشار فولوديمير زيلينسكي إلى أن هذه فرصة عظيمة للاستثمارات المستقبلية، وهي أيضًا عنصر من عناصر طريق السلام.
وشكر جميع القادة الذين حضروا إلى واشنطن شخصيًا لإظهار دعمهم لأوكرانيا.
المصدر: أوكرانيا بالعربية