مسؤول أوكراني: روسيا لا تُبالي إطلاقًا بمبادرات السلام الأمريكية

بودولياك: روسيا عدو استراتيجي للولايات المتحدة وليست مهتمة بتغيير هذا الوضع
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ صرح مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في أثناء مقابلة على قناة "فريدوم" التلفزيونية، الخميس 5 حزيران/ يونيو بأن إجماعًا سياسيًا داخليًا يتشكل تدريجيًا في أمريكا سيحدد موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من روسيا الاتحادية.
وقال: "للأسف، اعتقدت إدارة الرئيس الأمريكي السابع والأربعون أنها تتمتع بنفوذ كافٍ في الدبلوماسية الناعمة، وأنها تمتلك أدوات للتأثير على بوتين شخصيًا، وأنها ستتمكن من الاتفاق على قواعد معينة. حتى لو تم تغييرها، فإنها ستبقى قواعد، وأن بوتين سيكون مهتمًا بالخروج من الحرب. لكن في الواقع، بوتين مهتم بأمور أخرى تمامًا. أولًا وقبل كل شيء، بمواصلة الحرب بحد ذاتها. بالنسبة له، الحرب نفسها أرخص بكثير من الخروج منها".
وأكد على أن بوتين مهتم بتشويه سمعة الولايات المتحدة قدر الإمكان، ويبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك.
وقال: "يهتم بوتين بشن هجمات شخصية على ترامب، مع أنه، بالطبع، لن يفعل ذلك بشكل مباشر. ولكن، بطريقة أو بأخرى، من خلال أفعاله أو امتناعه عن الفعل، أو بتجاهله التام لمبادرات الولايات المتحدة، يوجه بوتين ضربات بالغة الحساسية لسمعة ترامب، والتي، من حيث المبدأ، يسهل على الجميع في العالم قراءتها. وبالتالي، فإن هذا يؤثر، بطريقة أو بأخرى، على مكانة الولايات المتحدة ونفوذها في العالم".
كما قال إن الإجماع السياسي في الولايات المتحدة يتمثل، من بين أمور أخرى، في إدراك أن روسيا عدو، وأنها لا تبالي بجميع مبادرات السلام الصادرة عن واشنطن.
وأضاف: "روسيا الاتحادية عدوٌّ مُطلق، عدوٌّ استراتيجيٌّ للولايات المتحدة. وهي لا تُغيّر هذا الوضع بأي شكلٍ من الأشكال، ولا تُريد تغييره. روسيا لا تُبالي إطلاقًا بجميع مبادرات السلام الأمريكية، بما في ذلك وقف إطلاق النار، من حيث المبدأ، ولا تُبالي بعملية التفاوض".
وأعرب بودولياك عن رأيه بأن روسيا تُلحق ضررًا بالغًا ليس فقط بسمعة الولايات المتحدة، بل أيضًا بأمنها.
وأشار إلى أن "شركاء الولايات المتحدة، وخصومها في مختلف أنحاء العالم، بدأوا يُدركون بشكل مُختلف قوة الولايات المتحدة وقدراتها الدبلوماسية والمالية والاقتصادية على العمل بفعالية في بعض الأزمات العالمية. وسيتشكل هذا التوافق في أمريكا على أي حال. ونحن نشهد بالفعل نموذجًا أوليًا مُحددًا لهذا التوافق. والوفد الأوكراني في واشنطن يعمل عن كثب في هذا الصدد".
وشدد على أهمية العودة إلى تحالفٍ بنّاءٍ ضمن مثلث أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وقال: "أوكرانيا مهتمة للغاية باستقرار النفوذ العالمي للولايات المتحدة وسمعتها الإيجابية، وبالتالي، بتعزيز القيم الأساسية لأمريكا".
كما أكد أن الولايات المتحدة قد فهمت أن "الدبلوماسية الناعمة لا تجدي نفعًا مع روسيا الاتحادية، بل على العكس، تجلب مخاطر إضافية وتزيد من وقاحة روسيا".
وقال:"روسيا ليست مهتمة بأي حال من الأحوال بإنهاء الحرب، فهي ترفض بشكل قاطع جميع المقترحات الأمريكية، بما في ذلك إصدار إنذارات نهائية غير فعالة، أي أنها غير مبالية إطلاقًا بعملية التفاوض ونهاية الحرب. وبناءً على ذلك، وبالنسبة لأمن الولايات المتحدة، فإن التوافق يعني أن الهيكل الذي تبدأ روسيا في التصرف به بالطريقة التي تتصرف بها حاليًا هو ظاهرة سلبية للغاية. وهذا ما نشهده بالفعل اليوم في التغيير في السياسة".
وأضاف: "الموقف الموحد للحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي مهيمن بالفعل، وفي الكونغرس مهيمن عمليًا، وفي المؤسسات الأمريكية الأخرى بدأ يهيمن. وآمل أن تتبنى إدارة الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة هذه المواقف قريبًا. نشهد، بالمناسبة، تغييرات في خطاب كيث كيلوغ وماركو روبيو. ويبقى أن ننتظر تغييرات ليس فقط في الخطاب، بل أيضًا في أفعال الرئيس ترامب، وهذا سيؤدي سريعًا إلى نهاية الحرب".
المصدر: أوكرانيا بالعربية