جامعة كارازين في خاركيف تستأنف الدراسة الحضورية جزئيًا في ملاجئ آمنة

الجامعة الوطنية العريقة تُحوّل الملاجئ إلى قاعات دراسية مزوّدة بالتقنيات الحديثة، وتبني مأوى مضادًا للإشعاع بمساحة 2500 متر مربع لضمان العودة الكاملة للتعليم الحضوري.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في ظل استمرار العدوان الروسي على خاركيف، خطت جامعة كارازين الوطنية خطوة نوعية باستئناف الدراسة الحضورية لطلابها جزئيًا، وذلك من خلال تجهيز قاعات دراسية ومختبرات في ملاجئ تحت الأرض آمنة ومزودة بمعدات حديثة. ويأتي هذا القرار في إطار سعي الجامعة إلى الحفاظ على العملية التعليمية ومنح الطلبة بيئة دراسية مستقرة رغم التحديات الأمنية.
شهد شهر سبتمبر بدء محاضرات حضورية في بعض التخصصات، أبرزها كلية علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، حيث أكّد الطلاب سعادتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة والتفاعل مع الأساتذة والزملاء بعد فترة طويلة من التعليم عن بُعد. ويقول الطالب إيفان بيفوفار: "أشعر هنا بالأمان والطمأنينة، وأستطيع متابعة دراستي بثقة رغم الظروف"، بينما عبّر زميله سيرهي غافريوشينكو عن أهمية الحياة الجامعية الاجتماعية التي تعود تدريجيًا.
ولمواكبة التحديات، شرعت الجامعة في بناء ملجأ ضخم مضاد للإشعاع بمساحة 2500 متر مربع وبتكلفة 80 مليون هريفنيا، بتمويل مشترك من الدولة والسلطات المحلية والجامعة نفسها. وأوضح نائب رئيس الجامعة، فاسيل بلينديوك، أن المشروع يجري بدقة عالية، مع تعزيز الهياكل القديمة وإدخال أنظمة تهوية حديثة، بهدف استيعاب جميع الطلبة بحلول مطلع عام 2026.
يؤكد مسؤولو الجامعة أن الهدف الأساسي ليس فرض الحضور الإجباري، بل توفير الظروف الآمنة التي تتيح للطلاب حرية الاختيار بين التعليم الحضوري أو عن بُعد، خاصة لأولئك الذين يقيمون في الخارج. ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه في خاركيف، حيث تتحول مؤسسة تعليمية كبرى إلى نموذج للتعليم تحت الأرض وسط الحرب، جامعاً بين الحداثة والمرونة والقدرة على جذب طلبة جدد وعلماء شباب.
الجامعة، التي تُعتبر من أعرق مؤسسات التعليم العالي في أوكرانيا، عانت على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية من أضرار جسيمة في مبانيها، بعضها دُمر بالكامل جراء القصف الروسي. غير أن هذه المبادرة تُظهر إصرار المجتمع الأكاديمي الأوكراني على الصمود ومواصلة الإنتاج العلمي، في رسالة واضحة بأن التعليم سيبقى ركيزة من ركائز الهوية الوطنية حتى في أحلك الظروف.
واختتم نائب رئيس الجامعة، أناتولي بابيتشيف، بالتأكيد على أن الملاجئ الحديثة المجهزة بأحدث المعدات ستسمح للطلاب بمواصلة التعلم بجودة عالية، وللعلماء بالعمل في ظروف آمنة، مما يجعل جامعة كارازين نموذجًا للمؤسسات الأكاديمية المقاومة للحرب.
للتذكير، تعرضت مدينة خاركيف لهجوم بطائرات مسيّرة روسية في 16 سبتمبر/أيلول، وأُصيب مبنى تاريخي في حي سلوبودسكي، ما يعكس التحديات الأمنية التي تواجهها مؤسسات التعليم في المنطقة.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
