بوليتيكو: ترامب يعتقد أن أوكرانيا ستضطر إلى الموافقة على صفقة تعتمد في معظمها على الشروط الروسية لوقف الحرب

قال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن أوكرانيا ستضطر على الأرجح إلى قبول اتفاق سلام مبني إلى حد كبير على شروط موسكو لإنهاء الحرب. كما انتقد ترامب نهج جو بايدن تجاه الحرب في أوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ صرح مسؤول كبير في إدارة ترامب لإنهاء الحرب، من المرجح أن تضطر كييف إلى قبول اتفاق سلام يتشكل إلى حد كبير بشروط موسكو، حسبما أورد موقع بوليتيكو.
لطالما اعتقد "ترامب" أن روسيا لها اليد العليا في الحرب نفسها، ويجب إقناعها بالانخراط في محادثات السلام. من ناحية أخرى، تعتمد أوكرانيا اعتمادًا كبيرًا على الولايات المتحدة في الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية. لذا، هناك المزيد من نقاط الضغط لحملها على الموافقة على صفقة.
وقال أحد المسؤولين السابقين في الإدارة. كانت هذه هي النقطة الأساسية في منشور ترامب الغامض على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الخميس، والذي ادعى فيه: "من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، الفوز في حرب دون مهاجمة الدولة المعتدية... ليس هناك أي فرصة للفوز!"
وبحسب مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، فإن "ترامب لم يحذر بوتن من أنه قد يفكر في تسليح أوكرانيا إذا فشلت محادثات السلام، بل عزا بدلا من ذلك افتقار أوكرانيا إلى النفوذ في المفاوضات إلى خطأ سلفه".
انتقد ترامب نهج جو بايدن تجاه الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن الإدارة السابقة "لم تسمح لأوكرانيا بالرد، بل للدفاع عن نفسها فحسب"، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية قد فشلت. في الوقت نفسه، ووفقاً لمسؤول كبير في فريقه، فإن ترامب مقتنع بأنه لا يمكن إنهاء الحرب إلا من خلال اتفاق يُبرم بشروط روسية إلى حد كبير.
في محادثة خاصة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سُجِّلت بالخطأ عبر الميكروفون، زعم ترامب أن بوتين "يريد عقد صفقة نيابةً عنه". إلا أن الكرملين لم يؤكد ذلك، بل على العكس، تُكثِّف موسكو ضرباتها على أوكرانيا. ليلة الخميس، وقعت واحدة من أكبر الهجمات منذ بداية الحرب: أكثر من 570 طائرة مُسيَّرة ضربت المناطق الغربية، بما في ذلك مصنع إلكترونيات أمريكي.
صرحت فرنسا صراحةً بأن تصعيد الهجمات يُظهر أن روسيا لا تنوي إجراء محادثات سلام جادة. ويشاركها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الرأي نفسه، مؤكدًا أن الكرملين يتجنب الاجتماع ولا يسعى لإنهاء الحرب. في الوقت نفسه، لفت زيلينسكي الانتباه إلى منشورات ترامب، مشيرًا إلى ضرورة الضغط على موسكو، لأن "بوتين لا يفهم سوى القوة".
إضافة إلى ذلك، رغم خيبة أمله من سلوك بوتين، لا يتعجل ترامب فرض عقوبات جديدة، معتبراً إياها أداةً غير كافية. تزعم واشنطن أن تصريحات لافروف العلنية حول "الجمود في المفاوضات" لا تتوافق دائماً مع المحادثات خلف الكواليس، لكن الوزير الروسي مُدركٌ تماماً: فهو يعتبر تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا دون مشاركة موسكو أمراً غير واقعي.
في الوقت نفسه، ينأى ترامب بنفسه عن الحرب، مُلقيًا العبء المالي لضمانات الأمن المستقبلية على عاتق الحلفاء الأوروبيين. وهذا يُثير قلقًا في أوروبا: إذ يخشى الحلفاء من أن يفقد ترامب اهتمامه إذا لم تُسرّع العملية. ومع ذلك، فإن سمعته كـ"صانع صفقات" تعني أنه لن ينسحب من المفاوضات حتى يُحقق نتيجة.
ويخلص المحللون إلى أن ترامب بدأ يدرك أن الصراع أصبح أكثر تعقيدا بكثير مما كان يتصور، وأن بوتن ليس مستعدا للتنازل حتى من أجل اتفاق سلام مفيد للولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
