بيترينكو يُحلل ما قد تُسفر عنه مفاوضات فريق ترامب مع بوتين

الخبير السياسي: بوتين يسعى لإطالة أمد الحرب وكسب الوقت عبر المماطلة الدبلوماسية والرهان على تراجع دعم أوكرانيا
كييف/أوكرانيا بالعربية/ قال دكتور العلوم السياسية إيغور بيترينكو في حديث لقناة "فريدوم" التلفزيونية إن الكرملين لا يغيّر استراتيجيته التفاوضية، مشيرًا إلى أن بوتين لا يسعى إلى سلامٍ حقيقي، بل إلى تسوية مؤقتة تُبقي الحرب قائمة بشروطه.
وأوضح بيترينكو:
"استراتيجية بوتين في أي مفاوضات لم تتغير. إنه يماطل، ويُحاول التلاعب بتوقعات الأطراف الأخرى، ويسعى إلى إبعاد الولايات المتحدة عن حلفائها في الناتو. يعتقد أن الضغط على أوكرانيا وتراجع دعمها سيكونان كافيين لإطالة أمد الحرب التي بدأها بنفسه".
وأضاف أن بوتين يدرك أهمية المفاوضات بالنسبة لترامب سياسيًا، لذلك لن يرفضها علنًا، لكنه سيستخدمها لكسب الوقت وتحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية.
"بوتين يرى أن بإمكانه تحويل مسار المفاوضات لصالحه. سيُظهر مرونة ظاهرية، لكنه في الواقع سيُراهن على إضعاف وحدة الغرب. هو لا يريد إنهاء الحرب، بل يريد هدنة تُتيح له إعادة التسلح والتحضير لجولة جديدة من العدوان"، أوضح بيترينكو.
تخفيف العقوبات مقابل "مكسب سياسي" لترامب
يرى الخبير أن الكرملين يأمل في تخفيف العقوبات الغربية عبر إظهار "تقدمٍ شكلي" في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
"تخفيف العقوبات، الذي تحلم به روسيا بشدة، لن يحدث إلا عندما يمنح بوتين ترامب شيئًا يمكن تقديمه كإنجازٍ سياسي. ترامب بحاجة إلى نتيجة ملموسة ليُظهرها للشعب الأمريكي والعالم. لكن بدون هذه النتيجة، لن يجرؤ أحد على رفع العقوبات"، شدّد بيترينكو.
المواقف الأوكرانية ثابتة
وفي سياقٍ متصل، ذكّر بيترينكو بأن الوفد الأوكراني في مفاوضات جنيف وفلوريدا تمسك بثلاثة مواقف أساسية، بينما أصرت روسيا على مطالبها القديمة دون أي استعداد لتقديم تنازلات.
"كل طرف لا يزال متمسكًا بموقفه، لذلك لا يمكن الحديث عن أي اختراق حقيقي. ترامب يتحدث عن تقدمٍ ما، لكن هذا التقدم أقرب إلى الشكل منه إلى المضمون"، أوضح الخبير.
الولايات المتحدة وروسيا: منافسة في الطاقة لا في السلام
وأضاف بيترينكو أن واشنطن تستفيد اقتصاديًا من عزلة روسيا في قطاع الطاقة، وأن التنافس في أسواق النفط والغاز المسال يجعل الولايات المتحدة غير متسرعة في تقديم تنازلات لموسكو.
"الولايات المتحدة وروسيا خصمان استراتيجيان في قطاع الطاقة. ومن مصلحة واشنطن أن تبقى روسيا محاصرة اقتصاديًا. فكل فجوة في السوق الروسية تُملؤها الشركات الأمريكية والأوروبية"، قال بيترينكو.
الاتحاد الأوروبي متمسك بخيار الضغط
واختتم بيترينكو بالقول إن روسيا ليست مستعدة حتى الآن لمناقشة أي شكل من أشكال الهدنة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرك هذه الحقيقة جيدًا، ولهذا يواصل سياسة العقوبات الصارمة ودعم أوكرانيا عسكريًا وماليًا.
"من وجهة نظر الأوروبيين، السلام الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا بعد انهيار قدرة روسيا على مواصلة الحرب. لذلك، الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر الضغط الشامل على موسكو"، خلص الخبير السياسي.
وفي وقتٍ سابق، كانت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، قد صرّحت أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسمًا في مسار المفاوضات الدبلوماسية حول مستقبل أوكرانيا، مؤكدةً أن أوروبا لن تسمح بسلامٍ على حساب العدالة أو السيادة الأوكرانية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
