أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: يا حلب عذراً فنحن لا سلاح لدينا ولا خيل ولا رجال
كييف/أوكرانيا بالعربية/إهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأحد 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بالتطورات في حلب السورية بعد استعادة قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها السيطرة علي مناطق سيطرة المعارضة بالمدينة، حيث ناقش العديد من المعلقين تبعات ذلك علي فصائل المعارضة، إضافة إلى الدور الروسي في سوريا، كما أعرب العديد من الكتاب عن أسفهم لما يحدث في حلب وقدموا الإعتذار لها عن التقصير في نجدتها.
تلخص منال لطفي، في صحيفة الأهرام المصرية، تبعات سيطرة الجيش السوري علي حلب في "أربعة تحولات استراتيجية تعد بداية-نهاية مشروع المعارضة السورية المسلحة".
أول هذه التحولات، كما تقول الكاتبة، هو "الحفاظ علي الدولة المركزية السورية عبرة حماية 'سوريا المفيدة'، أي مدن الغرب السوري الكبيرة: دمشق وحلب وحمص وحماه". وثاني تلك التحولات هو "قطع خطوط الإمداد الرئيسية للتنظيمات المتطرفة التي كانت تأتي من تركيا إلي حلب".
وتضيف الكاتبة أن التحول الثالث هو "إجبار المسلحين علي التوجه إلي إدلب والتمركز هناك تمهيدا لمعركة حاسمة". وأخر هذه التحولات، حسب رأي الكاتبة، هو "تقليص أشكال الدعم الساسي والدبلوماسي والعسكري للتنظيمات المتطرفة، إن لم يكن من حلفائها الإقليميين، فبالتأكيد من حلفائها الغربيين".
ويري يحي الأمير في عكاظ السعودية أن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف أيضا باسم داعش، كانت "عامل استنزاف أكبر لكثير من الفصائل على رأسها الجيش الحر".
يقول الكاتب: "حالة التشرذم في أوساط فصائل المقاومة السورية وكثرتها والمعارك المستمرة فيما بينها واستنزاف بعضها من خلال تنظيم داعش أدى كل ذلك لأن تنتهي خيارات العالم في دعم أي منها أو الرهان عليها، ولدى الروس أيضا سباق مع الزمن قبل أن يحل التغيير الرئاسي في واشنطن، ورغبة ملحة لتحقيق أي انتصار".
من جانبه، حمل علي نصر الله في صحيفة الثورة السورية بشدة علي الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إن "أميركا الرأس القاطر الذي يجر خلفه أوروبا وثلاثة أرباع العالم، قالت وسرعان ما ردد هؤلاء صدى ما قالته: بحلب ومن دون حلب ستستمر الحرب في سورية، ولن تنتهي."
ويعقد أحمد عياش في النهار اللبنانية مقارنة بين رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد علي سيطرة قواته علي حلب.
ويقول عياش: "لم يبتهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسقوط ثاني أكبر مدينة في سوريا بعد دمشق، ... لم يرقص بوتين، كما فعل رئيس النظام السوري بشار الأسد عندما اعتبر السيطرة على حلب 'نقطة تحوّل ليس على الصعيد الداخلي فحسب وإنما على الساحة الدولية كذلك'... ولم يطرب، كما فعل خطيب جمعة طهران الذي انتشى".
وعلقت صحيفة الرياض السعودية علي دعوة بوتين إلي مؤتمر يجمع المعارضة السورية بالنظام في أستانة عاصمة كازخستان قائلة إن هذا "المؤتمر حال انعقاده سيكون عبارة عن إملاءات لن تجد الطريق إلى التنفيذ".
كذلك يقول سميح صعب في النهار اللبنانية: "الاتجاه الذي تسير فيه التطورات السورية اليوم يؤكد نجاح روسيا في مهمة أولى بعيداً من حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل ربع قرن. فالتدخل الروسي العسكري قبل سنة كان له الأثر الحاسم في اعادة رسم خريطة الميدان السوري. وروسيا تستأثر في الوقت الحاضر بالدور الأساسي في سوريا وتفرض حضوراً غاب عقوداً عن الشرق الاوسط".
"عذرا حلب"
أعرب العديد من الكتاب عن أسفهم لما يحدث في حلب وقدموا الإعتذار لها عن التقصير في نجدتها.
فتحت عنوان "عذرا حلب" تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: "يا حلب عذراً، لأننا لم نتمكن من نجدتك وإنقاذك، فنحن لا سلاح لدينا ولا خيل ولا رجال، نحن لا نملك إلا الموقف والكلمة".
كذلك شددت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها علي أن "إنقاذ حلب واجب علي الجميع". وتقول الصحيفة إن "ما يحصل في حلب من جرائم هو عار على الأمة العربية والإسلامية وعلى المجتمع الدولي كله باعتبارها حرب إبادة".
وتقول سارة الرشيدان في الوطن السعودية:" اعذرينا يا حلب، فبعضنا هان حتى أصبح ينتظر من يبكي بدلا منه، ومن يتكلم بعد أن خرس لسانه، ومن يتوجع لأنه لا يرى فيك وجعا."
علي المنوال ذاته، تقول صحيفة المستقبل اللبنانية في افتتاحيتها: "كيف يمكن لمن ادّعى ويدّعي أنه يقاتل الإرهاب في سوريا، أن يبرّر تهجير أهل شرق حلب بالجملة وإبعادهم عن بيوتهم وأرزاقهم وإلا واجهوا التنكيل والقتل؟ وكيف يمكن في الأساس قبول هذا النزوح الجماعي لمدنيين عزّل في مطلع الألفية الـــثالثة وأمام العالم أجمع من دون أن تُتّخذ أي إجراءات رادعة وحاسمة."