أوكرانيا بالعربية | سفير أوكرانيا لدى الكويت: نحو 700 أوكراني في الكويت غادر منهم 7 فقط.. وكورونا تتسبب بتأجيل أعمال اللجان المشتركة
27.04.2020 - 17:35
أشاد سعادة سفير أوكرانيا لدى الكويت د.أوليكساندر بالانوتسا بسرعة الإجراءات الكويتية الحكومية المتخذة لمواجهة مخاطر ڤيروس «كورونا المستجد» والحد من انتشاره، مشيرا خلال لقاء خاص مع "الأنباء الكويتية" و "أوكرانيا بالعربية" إلى تأجيل أعمال اللجان المشتركة الكويتية ـ الأوكرانية التي تعتبر أمرا مهما في العلاقات بين البلدين الصديقين، إلى ما بعد انتهاء هذه الأزمة، مبديا إعجابه بهذا التكاتف الحكومي والشعبي وبجهود الفرق التطوعية التي تنتشر في كل مكان وبالالتزام بالاشتراطات والتعليمات الصادرة عن الجهات المعنية. كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أشاد سعادة سفير أوكرانيا لدى الكويت د.أوليكساندر بالانوتسا بسرعة الإجراءات الكويتية الحكومية المتخذة لمواجهة مخاطر ڤيروس «كورونا المستجد» والحد من انتشاره، مشيرا خلال لقاء خاص مع "الأنباء الكويتية" و "أوكرانيا بالعربية" إلى تأجيل أعمال اللجان المشتركة الكويتية ـ الأوكرانية التي تعتبر أمرا مهما في العلاقات بين البلدين الصديقين، إلى ما بعد انتهاء هذه الأزمة، مبديا إعجابه بهذا التكاتف الحكومي والشعبي وبجهود الفرق التطوعية التي تنتشر في كل مكان وبالالتزام بالاشتراطات والتعليمات الصادرة عن الجهات المعنية.
وقال سعادته: ان في الكويت نحو 700 مقيم أوكراني، وقد غادر منهم 7 أشخاص بناء على رغبتهم، مبينا أن بلاده قد سجلت أكثر من 5000 إصابة وأكثر من 100 حالة وفاة بـ«كوفيد- 19». وأوضح د.بالانوتسا ضرورة التكاتف الدولي للخروج من هذه الأزمة الاستثنائية التي أصابت جميع بلدان العالم بأقل الخسائر، وأن يكون هناك تعاون بناء وإيجابي بين الشعوب، وعن طبيعة الحياة مع «كورونا» في بلاده، قال إن الدراسة تتم عن بعد، وهناك حظر على الحركة وتوقف لوسائل المواصلات والسفر من وإلى البلاد، كما تشهد طبيعة حياة الناس تغيرا ملموسا، إضافة إلى تأثر الناحية الاقتصادية والإنتاجية، وحركة الصادرات والواردات، وكذلك أعفت الحكومة الأوكرانية الطلبة والمقيمين الأجانب المخالفين على أراضيها من الغرامات والمخالفات، متمنيا السلامة للجميع وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل هذه الأزمة، وغيرها من الأمور التي تحدث عنها خلال اللقاء، فإلى التفاصيل:
ما رأيكم بالإجراءات التي تتخذها دولة الكويت لمواجهة كورونا؟ ٭
حقيقة نشيد بالإجراءات التي تتخذها الحكومة الكويتية لمواجهة انتشار مرض «كوفيد- 19»، وهذا شيء مستحق وظاهر للعيان، حيث انها كانت في مقدمة الدول التي قامت باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية وبفرض التقييدات اللازمة بهدف مواجهة الڤيروس، حتى صارت جاهزة لمكافحة الوباء وأصبحت قدوة يقتدى بها من قبل دول أخرى في ما قامت به من إجراءات فعالة، وبتعاون جميع الجهات في الدولة، إضافة إلى تعاون الفرق التطوعية والقطاع الخاص أيضا.
كم يبلغ عدد الجالية الأوكرانية في الكويت؟ ٭
يبلغ عدد أفراد الجالية الأوكرانية وحسب البيانات الكويتية الرسمية الأخيرة في الكويت نحو 700 مواطن أوكراني مقيم، بمن فيهم 300 شخص يشتغلون بالتعاقد منهم أطباء ومهندسون وأعضاء أطقم طائرات ومعلمون ومدربو «فيتنس».
. هل هناك من غادر الكويت مؤخرا بسبب كورونا؟ ٭
نعم فقد غادر 7 أشخاص من مواطني أوكرانيا الذين عبروا عن رغبتهم في العودة الى موطنهم وقد غادروا الكويت في 12 أبريل على رحلة خاصة للخطوط الرومانية، لكن التقييدات على النقل الجوي التي اتخذتها معظم دول العالم تعرقل إعادة الأوكرانيين الى موطنهم، وعليه تعبر السفارة عن جزيل شكرها للجانب الكويتي على تجديد جميع أنواع التأشيرات الكويتية لغاية 31 مايو 2020، وذلك تيسيرا على المقيمين في هذه الظروف الاستثنائية.
تعاون كبير
مع من تتواصل السفارة لضمان سلامة موظفيها وأبناء الجالية؟ ٭
السفارة الأوكرانية بجميع أعضائها والعاملين فيها يحرصون دائما على ضمان سلامة الموظفين وأبناء الجالية من الأوكرانيين في ظروف انتشار ڤيروس كورونا، ونعمل أيضا على حل المشاكل الناجمة من الإجراءات التقييدية، إذ تقوم السفارة بالتواصل مع جميع الجهات الكويتية المعنية وخاصة الإدارة القنصلية وإدارة المراسم وغيرهما من إدارات وزارة خارجية وكذلك مع وزارة الداخلية في الكويت، ونلمس تعاونا كبيرا من جانبهم.
وما الإجراءات المتبعة في السفارة بالنسبة للموظفين والمراجعين إن وجدوا؟ ٭ في ظروف الوباء العالمي الحالي قررت وزارة الخارجية الأوكرانية ترتيب العمل عن بعد في جميع البعثات الديبلوماسية الأوكرانية في الخارج من 15 مارس حتى 24 أبريل الجاري مع وقف تسلم المعاملات وإصدار التأشيرات في القسم القنصلي للسفارة، وذلك حرصا على سلامة الموظفين والمراجعين، وللتخفيف من حركة الناس في هذه الظروف الخاصة
. إصابات ووفيات
كم بلغ عدد الإصابات بڤيروس كورونا في أوكرانيا؟ وهل هناك حالات وفاة؟ ٭
خلال فترة قصيرة انتشر ڤيروس «كورونا المستجد» في جميع محافظات أوكرانيا، ووفقا للإحصاءات التابعة لمركز الصحة العامة الأوكراني فقد تم تشخيص إصابة أكثر من 5000 حالة بـ«كوفيد- 19» في جميع مناطق أوكرانيا منذ بداية الوباء، وللأسف تم تسجيل وفاة أكثر من 100 شخص، كما تعافى نحو 300 مصاب تماما، ولكن يتم تسجيل العشرات من الحالات الجديدة يوميا، بين قادمين ومخالطين، ولسوء الحظ، أن البيانات عن الأوضاع الراهنة في المناطق المحتلة مؤقتا وهي شبه جزيرة القرم ومحافظتا دونيتسك ولوهانسك غير متوافرة، ويجب على روسيا كدولة محتلة وفقا لقواعد القانون الدولي أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية حياة وصحة السكان في هذه الأراضي الأوكرانية
. ما أبرز الأمور التي اتخذتها الحكومة والجهات المختصة في أوكرانيا لمواجهة كورونا؟ ٭
في 25 مارس الماضي فرضت الحكومة الأوكرانية وضعا استثنائيا في جميع أنحاء أوكرانيا لمكافحة انتشار ڤيروس كورونا، فتوقفت محطات مترو الأنفاق وخدمات المواصلات البرية، كما اتخذ مجلس الوزراء الأوكراني قرارا بحظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى البلاد، كما يتم تنفيذ إجراءات الحجر الصحي حيث أغلقت الأماكن العامة والمراكز التجارية عدا مراكز تسوق المواد الغذائية ومحلات البقالة والصيدليات ومحطات الوقود والبنوك. وبالنسبة للمدارس الأوكرانية فقد كانت من أولى الجهات التي طبقت فرض الحجر الصحي والتلاميذ يمارسون حاليا «الدراسة عن عن بعد».
وهل التعليم عن بعد يلقى تجاوبا في المدارس أو الجامعات؟ ٭
بالتأكيد فابتداء من 6 أبريل تم إطلاق مشروع «المدرسة الأوكرانية أونلاين» للتلاميذ من جميع أنحاء أوكرانيا، ويشمل المشروع 11 مادة دراسية تبثها القنوات التلفزيونية الأوكرانية وقناة «يوتيوب» التابعة لوزارة التعليم والعلوم الأوكرانية، كما أعلنت العديد من المدارس والجامعات عن التحول الى برامج «التعلم الإلكتروني»، حيث يستمر المعلمون والأساتذة في أداء مهمتهم النبيلة عبر الإنترنت ومؤتمرات الڤيديو، بهدف ضمان استمرارها وعدم انقطاعها
. وهل الناس ملتزمون بالتعليمات؟
نعم، وهذا الأمر لصالحهم، فقد بدأ العديد من الأوكرانيين العمل عن بعد، وعدلوا جداولهم المعتادة وفقا للظروف الجديدة، حيث إن التباعد الاجتماعي يعتبر الطريقة الأكثر فاعلية لمنع انتشار المرض، لذلك يبقى الأوكرانيون الواعون في منازلهم ويتبعون جميع التوصيات الرسمية من أجل صحتهم وصحة أقاربهم والمحيطين بهم وبالتالي المجتمع ككل. وبالإضافة إلى جهود الحكومة الأوكرانية الهائلة نشاهد تنشيط عمل المنظمات التطوعية الأوكرانية التي تحل العديد من المسائل وتساهم بتوفير المعدات الطبية الى مساعدة كبار السن في الأمور المنزلية، وغيرها من الأعمال الإيجابية والتي تدل على مدى حب الناس لبعضهم وحرصهم على التضامن والتعاون في الأزمات
567 فرقة
وكيف تتعامل وزارة الصحة لديكم مع هذا الانتشار المتزايد للڤيروس؟ ٭
لقد وضعت وزارة الصحة الأوكرانية أسلوبا واضحا وشفافا للرعاية الطبية، وتم تصميمه بناء على سيناريوهات انتشار الڤيروس في إيطاليا، وعلى توصيات منظمة الصحة العالمية وأفضل الممارسات الطبية في العالم. كما صاغت الوزارة بروتوكولا موحدا للعلاج فيبذل الأطباء الأوكرانيون قصارى جهدهم لتوفير الرعاية الطبية للمصابين بڤيروس كورونا في جميع مناطق أوكرانيا، وتم تشكيل 567 فرقة متنقلة لتوفير المساعدة الطبية العاجلة لمحتاجيها، والمستشفيات والمراكز الصحية تعمل على قدم وساق وتبذل جهودا كبيرة لاحتواء مخاطر هذا الوباء.
لكن هل الإمكانات الأوكرانية قادرة على التصدي لهذا المرض؟ ٭
الدولة تقدم كل ما باستطاعتها وتحشد جميع الطاقات، وفي هذا السياق تعمل وزارة الخارجية جاهدة من أجل تضافر الجهود لمكافحة كوفيد-19.
وقد تلقت أوكرانيا مساعدات إنسانية منحتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما نتعامل أيضا مع كوريا الجنوبية والصين والبلاد الأخرى لتوفير الدعم لمن يحتاج الى ذلك لأن هدفنا الرئيسي هو سلامة الناس أينما كانوا، ونحن نتقدم ببالغ الشكر والتقدير لكل شركائنا وأصدقائنا الذين لم يدخروا وسعا في تقديم المساعدة المتبادلة في هذه الأوقات الصعبة للخروج من الأزمة بأفضل الأحوال، لأن التعاون الدولي مطلوب جدا في مثل هذه الظروف الصعبة.
إعفاءات للمخالفين
وماذا عن الطلبة والأجانب المقيمين في بلادكم، وكيف يتم التعامل معهم؟ ٭
قامت الجامعات والمعاهد الأوكرانية كلها بوضع الحجر الصحي للطلاب وتنظيم الدراسة عن بعد، وذلك اعتبارا من 12 مارس 2020، وسيتم تأجيل موعد الامتحانات الى ما بعد انتهاء الوضع الوبائي في أوكرانيا. وطبقا لقرار الحكومة الأوكرانية فلن يتم فرض أي عقوبات أو غرامات على الأجانب المتواجدين في الأراضي الأوكرانية خلال مدة الحجر الصحي و30 يوما بعد انتهائه، وذلك تقديرا لظروف الطلبة والمقيمين في بلادنا.
وما مدى تأثر الشعب الأوكراني بأزمة كورونا؟ ٭
ليست أوكرانيا فحسب التي تضررت من هذه الأزمة، بل العالم كله يواجه حاليا التحدي الذي سبب الكثير من التغيرات في حياتنا، حيث أصبح الوباء COVID19 امتحانا صعبا للدول وللناس العاديين، ومن الواضح أن العواقب الاقتصادية والصحية والاجتماعية تشكل تحديا كبيرا لجميع دول العالم. وفي الوقت نفسه لابد أن نتشارك معا وأن نصبح قوة موحدة لكي نتغلب على جميع العواقب، فإن التضامن والوحدة هما الوسيلة الفعالة لمكافحة الوباء، والتخفيف من آثاره السلبية
الاقتصاد والعملة
لكن نلاحظ انخفاضا في قيمة العملة الأوكرانية مقابل الدولار؟ ٭
نعم، هناك انخفاض خفيف في قيمة العملة الأوكرانية «غريفنا» لأنها مثل أية عملة أخرى متأثرة بالأحداث العالمية الأخيرة، لكن هذا الانخفاض غير جوهري لأن السلطات المصرفية الأوكرانية تتخذ تدابير ناجحة لضمان استقرار العملة، وطبعا قيمة العملة سوف تتوقف على الوضع الاقتصادي في أوكرانيا وليس لدينا فقط بل في العالم كله.
وما مدى مقدرة الاقتصاد الأوكراني على مواجهة هذه الأزمة؟ ٭
إن الاقتصاد الأوكراني متعلق جوهريا بالاقتصاد العالمي الذي يعاني من التدهور بسبب عدة عوامل بما فيها الإجراءات العالمية الهادفة الى مواجهة ڤيروس كورونا، ان مهمة السلطة الأوكرانية التخفيف والحد من التدهور، والاقتصاد الأوكراني سينتعش تدريجيا بسبب الموارد الطبيعية والبشرية والتكنولوجية المتوافرة عندنا، فبلادنا متعددة المصادر بالنسبة للمنتجات وتنوعها بين الزراعي والصناعي وهذا يشكل محفزا جيدا.
تدابير عاجلة
وهل هناك مساعدة ومعونات للقطاع الخاص المتضرر من الأزمة؟ ٭
بالتأكيد حيث تتخذ الحكومة الأوكرانية تدابير وإجراءات عاجلة لتسهيل تجاوز القطاع الخاص لهذه الأزمة الاقتصادية العالمية. ومن بين أهم إجراءاتها الإعفاء من الضرائب لفترة معينة وتأجيل دفع الاستحقاقات المصرفية وأجرة الاستئجار مما يسهل الوضع المالي لرجال الأعمال ولأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذين يشكلون شريحة واسعة ومهمة في اقتصاد البلاد، وأيضا القطاع السياحي يتعرض لأضرار كبيرة ويجب دعمه كذلك.
وهل حركة الصادرات والواردات من المواد مستمرة بشكل طبيعي؟ ٭
ان العالم بدأ يعيد النظر في طبيعة حركة الصادرات والواردات للمواد والسلع بسبب تغير توازن العرض والطلب بين دول العالم، وبالنسبة لأوكرانيا فهي متخصصة في تصدير المواد والمنتجات زراعية والحديدية، وحيث أن الصادرات الزراعية مطلوبة حاليا في العالم كعنصر أساسي لضمان الأمن الغذائي فإن أوكرانيا يمكنها أن تلعب دورا مهما في ذلك من خلال زيادة صادراتها المعروفة بجودتها ومنافستها، أما الحديد والمعادن والمنتجات منها فإن انخفاض الطلب عليها في السوق العالمية قد يؤثر سلبيا على اقتصادنا.
اللجان المشتركة
وماذا عن أعمال اللجان المشتركة الكويتية - الأوكرانية، هل تم تأجيلها أم ستتواصل عبر الاتصال عن بعد؟ ٭
كان من المتوقع عقد الاجتماع الخامس للجان الحكومية الكويتية - الأوكرانية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني في مايو من العام الحالي، لكن تم تأجيله إلى وقت مناسب للطرفين بسبب الإجراءات العالمية التقييدية الناجمة عن انتشار هذا الوباء، وكلنا أمل ان يكون ذلك قريبا.
كلمة أخيرة توجهها للمواطنين الأوكران في الكويت؟ ٭
أود أن أتوجه الى جميع الأوكرانيين المقيمين في الكويت برجاء الالتزام بنصائح السلطات الكويتية لأنها تهدف الى ضمان صحة جميع أفراد المجتمع، كما أدعوكم للاحتفاظ بالمزاج الإيجابي وبالتفاؤل في هذا الوقت الصعب لأنه يضمن صحتكم النفيسة، وهذه الأزمة ستمر بالتأكيد وسيتجاوزها العالم إذا ما كانت الجهود متحدة، كما أشكر القيادة السياسية بالكويت وفرقها العاملة والفرق التطوعية والشعب الكويتي على ما يبذلونه من جهود متكاملة لمواجهة هذا الوباء الخطير، متمنيا السلامة للجميع وأن تنتهي هذه الأزمة وتعود الحياة أفضل مما كانت عليه.
أجرى الحوار: يوسف غانم