أوكرانيا بالعربية | واشنطن بوست: بوتين في سوريا مثله في أوكرانيا ... مكائد وخداع وكذب
كييف/أوكرانيا بالعربية/قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها إن التدخل الروسي في أوكرانيا يشبه إلى حد كبير العمليات التي تقوم بها موسكو في سوريا؛ إذ يعمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توظيف المكائد والخدع والكذب من أجل التعتيم على أهدافه الحقيقية والعمليات العسكرية التي ينفذها، لافتة إلى أن رد فعل إدارة أوباما بات مألوفاً بشكل مؤلم.
استهلت الافتتاحية بالإشارة إلى أن تأكيد دونالد ترامب، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أن "روسيا لن تتوغل في أوكرانيا" يلفت إلى ندرة التقارير الواردة في الأشهر الأخيرة حول حالة الصراع في المقاطعات الشرقية في دونتسك وغانسك والتي غزتها القوات الروسية في وقت مبكر من عام 2014.
تصعيد القتال في أوكرانيا
وتعتقد واشنطن بوست أن غياب تلك التقارير يعد من الأشياء المؤسفة؛ إذ إن روسيا ووكلاءها يعملون، بانتظام، على تصعيد القتال هناك في ظل انشغال الغرب بقضايا أخرى طوال هذا الصيف.
وتشير الأمم المتحدة إلى مقتل 20 مدنياً وإصابة 122 آخرين خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، وتتجاوز هذه الأعداد بمقدار الضعف المعدل الشهري للخسائر خلال الأشهر التسعة الماضية. ومن جانبه أعلن الجيش الأوكراني عن مقتل ما لا يقل عن 13 جندياً خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، وحدثت غالبية هذه الوفيات نتيجة القصف بالأسلحة الثقيلة (بما في ذلك المدفعية وصورايخ غراد) التي يحظر استخدامها بموجب اتفاقيتي السلام ما بين روسيا وأوكرانيا، وباستثناء فترات وجيزة، لا يلتزم الجانب الروسي أبداً بوقف إطلاق النار بشكل كامل، وذلك وفقا لتقارير المراقبين الدوليين.
روسيا تتوغل في أوكرانيا
وتقول واشنطن بوست: "في الوقت نفسه، يتواصل تدفق الإمدادات العسكرية عبر حدود أوكرانيا الشرقية التي تسيطر روسيا، منفردة، على أجزاء منها، وبحسب تصريحات المسؤولين الأوكرانيين فإن ما لا يقل عن 19 قطاراً محملاً بالمعدات العسكرية قد عبرت الحدود خلال شهر يوليو الماضي. وعلاوة على ذلك أعلنت السلطات الأوكرانية (يوم 2 أغسطس الجاري) أن 30 دبابة و11 عربة مدرعة و6 أنظمة صواريخ غراد قد تم شحنها خلال الأسبوع السابق، وذلك على الرغم من تعهدات روسيا المتكررة بسحب جميع هذه الأسلحة من الخطوط الأمامية ووضعها تحت المراقبة".
وتضيف الصحيفة الأمريكية: "ليس واضحاً عدد الأفراد الروسيين الذين يعملون الآن داخل أوكرانيا. وفي الماضي أشارت تقديرات حلف الناتو وغيرهم من المراقبين الخارجيين إلى أن أعدادهم تتراوح ما بين بضعة آلاف إلى عشرة آلاف".
وتنقل واشنطن بوست عن بول جوبيل، المحلل السياسي المخضرم بمؤسسة جيمس تاون، قوله إن "الوكلاء" الذين أرسلهم نظام فلاديمير بوتين ملتحقون بالوحدات العسكرية والمنظمات السياسية والصحف والمحطات الإذاعية، فضلاً عن المؤسسات المتميزة الآخرى. ويعمل هؤلاء الوكلاء على نقل الأوامر من موسكو والسيطرة على الحكومة بأكملها، إلى جانب العمليات العسكرية.
وتنوه الصحيفة إلى أن المخابرات العسكرية الأوكرانية قد حددت وأعلنت أسماء عشرات الضباط الروس الذين نشروا في المنطقة، وكشفت اعترافات أحد الذين تم اعتقالهم (قائد فصيلة عسكرية يُدعى أليكسي سيديكوف) عن أن الروس يتقلدون العديد من المناصب القيادية الرئيسية مثل قائد كتيبة ونائب رئيس هيئة الأركان، وذلك بحسب فيديو على موقع يوتيوب.
مكائد بوتين في أوكرانيا وسوريا
وتعلق واشنطن بوست الأمريكية: "ليس من المستغرب أن التدخل الروسي في أوكرانيا يشبه إلى حد كبير العمليات التي تقوم بها في سوريا؛ إذ يعمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توظيف المكائد والخدع والكذب من أجل التعتيم على أهدافه الحقيقية والعمليات العسكرية التي ينفذها. في المفاوضات والمؤتمرات مع الدبلوماسيين الغربيين، يوافق مساعديه مراراً وتكراراً على خطط إنهاء القتال، بينما تواصل القوات الروسية القصف وإلقاء القنابل على أرض الواقع".
تخاذل الولايات المتحدة
وتنتقد الصحيفة في ختام افتتاحيتها الموقف الأمريكي المتخاذل حيث تقول: "للأسف بات رد فعل إدارة أوباما مألوفاً بشكل مؤلم؛ إذ سيعمل وسطاء وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على وضع خطط لوقف إطلاق النار، وعندما تنتهكها روسيا يعبر كيري عن غضبه، ثم يعود مجدداً إلى موسكو لعقد صفقة أخرى. أما الرئيس باراك أوباما فسوف يستمر في إصراره (كما فعل هذا الأسبوع) على أن السبيل لإنهاء الصراعات يتمثل في العمل مع روسيا، ولكنه يتجاهل حتى التفكير في احتمالية أن بوتين ليست لديه مصلحة ولا نية للتعاون بجدية مع الولايات المتحدة في كل من أوكرانيا وسوريا. ومع الأسف يبدو أن ترامب ليس الشخص الوحيد الذي ينكر الأشياء الواضحة".
المصدر: 24 الاماراتية بتصرف