أوكرانيا بالعربية | جدل حول تزويد السودان بالأسلحة للمعارضة السورية على متن طائرات أوكرانية
كييف/أوكرانيا بالعربية/تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تزويد جمهورية السودان للثوار السوريين بالاسحلة على متن طائرات أوكرانية، حيث تحدثت الصحيفة في اصدارها عن نوعية الاسلحة والذخائر التي تعود أغلبيتها الى الصين من حيث المنشأ، مشيرة الى ان ذلك قد يعود بالضرر الكبير على السودان نفسه، وأكد مسؤولين أمريكيين بان السودان قام بعملية التزويد هذه مستخدما طائرات تعود ملكيتها لشركة شحن من دولة أوكرانيا وتحت العلم الأوكراني - حسب مصادر التايمز- ولكن السودان نفى ذلك.
فقد قام عماد سيد أحمد المتحدث الإعلامي باسم الرئيس السوداني البشير بنفي هذه الأنباء، وقال ان "السودان لم يرسل أسلحة الى سوريا". غير أنه اضاف في الوقت نفسه "في حال تم رصد أسلحة سودانية مع المعارضة السورية، فذلك لأن ليبيا زودتهم بها على الأرجح"، مذكرا بأن بلاده أقرت إرسال أسلحة خلال الثورة الليبية عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي، ومؤكدا أن "ليبيا كانت منذ ذلك الحين تعد مورداً كبيرا للسلاح الى سوريا".
الا ان صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت أن "هذا التفسير غير منطقي لأن بعض الأسلحة التي صنعت عام 2012 في السودان تم رصدها في سوريا، أي بعد الحرب الليبية". وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين غربيين وآخرين في المعارضة السورية قولهم أن "حكومة السودان باعت أسلحة مصنوعة في السودان أو الصين الى دولة قطر التي نقلتها الى مسلّحي المعارضة السورية عبر تركيا".
من جهته أكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد نفي إرسال بلاده لتقديم الأسلحة الى سوريا، معتبرا "هذه الادعاءات بعيدة عن المنطق، ولا تهدف إلا الى تلطيخ سمعة البلاد". واوضح أنه "لا مصلحة لدينا في دعم مجموعات في سورية، وخصوصا أن نتيجة النزاع غير واضحة"، معتبرا "هذه الادعاءات تهدف الى إلحاق الضرر بعلاقاتنا مع بلدان تربطنا بها علاقات جيدة".
غير أن الصحيفة نقلت عن باحثين في شؤون السودان قولهم ان "السودان لديه تاريخ بتوريد السلاح الى مجموعات مسلحة بالرغم من نفيه ذلك علنا"، لافتين الى أن "أسلحته وذخائره ظهرت في جنوب السودان، والصومال، وساحل العاج، وجمهورية التشاد الديمقراطية، وكينيا، ومالي، وغيرها". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي وصفته بالمطلع، قوله ان "السودان جعل نفسه مزودا كبيرا عالميا للأسلحة، اذ وصلت أسلحته الى مناطق وأطراف نزاع مختلفة، ومن بينهم مسلحو المعارضة السورية".
وفي السياق نفسه، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين آخرين قولهم أن "طائرة تحمل علم أوكرانيا أوصلت هذه الأسلحة، حيث أظهرت معطيات إدارة الطيران في المنطقة أن 3 طائرات تابعة لشركات الطيران الأوكرانية نقلت شحنات عسكرية من عاصمة السودان الخرطوم الى مطار مدني غرب تركيا". ولفتت الصحيفة الى أن "مسؤولين في شركتي طيران أوكرانيتين نفوا نقل شركتيهم لأي شحنات أسلحة"، واشارت الى عجزها عن الحصول على رد من شركة الطيران الأوكرانية الثالثة المعنية. ويتوقع مراقبون أن "يكون السودان قد باع المعارضة السورية أيضا بنادق قناصة وصواريخ مضادة للدبابات صينية الصنع، ظهرت في الحرب السورية هذا العام، غير أنها بقيت مجهولة المصدر".
ويبقى هذا الجدل قائما ما بين التأكيد من جهة والنفي من جهة أخرى ليطرح السؤال نفسه: لمن المصلحة بتوريط أوكرانيا هذه المرة بصراع أصبح ظاهره عربي - عربي ليؤثر سلبا على أوكرانيا؟
المصدر: أوكرانيا بالعربية، وكالات