أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 15 يناير 1871 ولد أغاتانغل كريمسكي رائد الإستشراق والمعرفة بالتاريخ العربي والإسلامي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ولد أغاتانغل كريمسكي رائد الإستشراق الأوكراني في مثل هذا اليوم 15 كانون الثاني/ يناير لعام 1871 في مدينة "ڤلاديمير–فولينسكي" غربي أوكرانيا، وهو المستشرق الأوكراني صاحب المعرفة الكبيرة بالتاريخ العربي والإسلامي واللغات السامية وتاريخ الشعوب الناطقة بالتركية ولا سيما تتار القرم الذين ينتمي إليهم عن طريق والده.
حياته
ولد أغاتانغل يوخيموفيتش كريمسكي في مدينة فولوديمير - فولينسكي في 15 كانون الثاني/ يناير 1871 والتي كانت آذلك تحت حكم القيصر الروسي. وكان ذو أصول أوكرانية عن طريق الام وذو أصول تتارية عن طريق الاب، وفي عام 1892 تخرج من معهد لازاريفسكي للغات الشرقية بموسكو وبعد أربع سنوات تخرج من كلية التاريخ والدراسات اللغوية في جامعة موسكو.
سافر أغاتانغل كريمسكي إلى سورية ولبنان حيث أمضى فترة عامين (1896-1898) من أجل اتقان اللغة العربية ودراسة الشرق العربي، حيث استغل هذه الفرصة لجمع المواد العلمية اللازمة لبحوثه القادمة في التاريخ العربي والإسلامي والدراسات القرآنية.
ومن ثم عمل حوالي 20 عاما في معهد لازاريڤسكي للغات الشرقية بموسكو وحصل على لقب بروفيسور. وكان يلقي المحاضرات حول اللغة العربية وآدابها وتاريخ الإسلام.
كتاباته
كتب كريمسكي مؤلفاته باللغات الروسية والأوكرانية والعربية وارتبط نشاطه العلمي الرئيسي بنشاط معهد اللغات الشرقية بموسكو.
أصدر كريمسكي العديد من البحوث العلمية منها:
"دراسة تطور الصوفية حتى نهاية القرن الثالث الهجري" (1895)
"محاضرات حول القرآن الكريم" (1902)
"تأريخ الإسلام" بثلاثة مجلدات (1903-1904)
"تأريخ تركيا وآدابها" بمجلدين (1910-1916)
"تأريخ العرب والادب العربي" بثلاثة مجلدات (1911-1913)
"تأريخ فارس وآدابها وحكمة الدروشة الصوفية" بثلاثة مجلدات (1909–1917)
"تاريخ الادب العربي الحديث" (1971)
"نظامي ومعاصروه" (1981)
وقصص بيروتية وغيرها من المؤلفات.
شارك كريمسكي في الحركة القومية في أوكرانيا وايد بعد ثورة أكتوبر (الثورة البلشفية - الشيوعية) عام 1917 وذلك لتأييده فكرة استقلال أوكرانيا.
وفي عام 1918 أصبح عضوا عاملا في أكاديمية العلوم الأوكرانية وترأس حتى عام 1941 أحد الأقسام في جامعة كييف، وفي فترة العشرينيات والثلاثينيات تعرض لملاحقة السلطات بأعتباره من " القوميين البرجوازيين" لكن بعد ضم غرب أوكرانيا أعيد إلى مناصبه وقام بعدة جولات هناك. كما كان كريمسكي من كبار هواة الطوابع ويعتبر في زمانه من كبار الخبراء في هذا المجال.
وفاته
في عام 1941 تم اعتقاله بدون توجيه أية تهمة إليه وتم نفيه إلى كازاخستان حيث توفي بعد فترة قصيرة، أي في 25 يناير 1942 ولم تعرف عائلته مصيره على مدى خمسين عاما تقريبا.
لبنان تخلد ذكراه
حيث شارك بالحفل السفارة الأوكرانية في لبنان والسفارة اللبنانية في أوكرانيا والمركز الثقافي المعلوماتي اللبناني في أوكرانيا ومكتبة ف. فرنادسكي الوطنية الأوكرانية، وعدد كبير من الحضور من أعلام الاستشراق والدبلوماسيين والباحثين في الشؤون العربية والأوكرانية، والمثقفين والفنانين والناشطين والإعلاميين، وأمناء المكتبات والمتاحف الأدبية ودور النشر، وأساتذة وطلاب اللغة العربية وآدابها في جامعات كييف، اضافة الى ممثلي الجاليات العربية في أوكرانيا.
قال حينها المدير العام لمكتبة فرنادسكي الوطنية الأوكرانية فلاديمير بوبيك: "إنها مبادرة رائعة للإطلالة على العمل الطويل للأكاديمي أغاتانغل كريمسكي في ميدان التمازج الثقافي الأوكراني مع الأمم الأخرى".
وحيا بوبيك "جهود السفارة الأوكرانية في لبنان والمركز الثقافي اللبناني في أوكرانيا، برئاسة المخرج السينمائي اللبناني غسان الغصيني، ولجنة العلاقات البرلمانية الأوكرانية اللبنانية، في ميدان تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين وتنظيم أطر التنمية بين البلدين".
أما صاحب العمل الاعلامي رائف عماد الدين فقد عرض عن كتابه، الذي تضمن مقدمة وقسمين، الأول تحدث فيه عن حياة كريمسكي ومصيره، متوقفا عند الرحلة البيروتية وأهميتها في حياة كريمسكي العلمية، أما القسم الثاني فهو ترجمة القصص البيروتية والتعليق عليها.
واشار الى علاقته بكريمسكي التي بدأت على مقاعد الدراسة في الاتحاد السوفياتي السابق، وتعرفه إليه عبر كتاب "نظامي غنجوي ومعاصروه"، إلى أن تسنت له فرصة جمع مصادر القصص البيروتية قبل عامين في كييف، عبر حصوله على مجموعة مختارة لآثار كريمسكي وعلى صور فوتوكوبية للنسخة الأولى من القصص التي ظهرت على صفحات ثلاثة أعداد من مجلة "المجتمع الجديد" في العام 1906.
حجر اساس لمتحف له في لبنان
وفي حزيران/ يونيو 2019 افتتح سعادة سفير أوكرانيا لدى لبنان، إيهور أوستاش معرض الوثائق التاريخية "أغاتانغل كريمسكي في الشوير" والذي قامت بإعداده وتنظيمه عقيلة السفير الأوكراني، المشرفة العلمية، الدكتورة في العلوم التاريخية، البروفيسورة مارينا هريميتش.
وجاء ذلك تكريما لذاكرة أغاتانغل كريمسكي رائد الاستشراق الأوكراني، حيث كانت أولى بعثاته الخارجية إلى بيروت العثمانية، بُغية إتقان اللغة العربية ولهجاتها الشامية. واستمرت اقامته في لبنان عاماً ونصف العام من 1896 ولغاية 1898عاش خلالها في بيروت وفي جبل لبنان، في بلدة الشوير.
كتب كريمسكي قصصه البيروتية عام 1897، وهي مجموعة قصصية سجل فيها ما رآه بأم عينه، عن حياة البيارتة، معيشتهم، تصرفاتهم، أزيائهم وحياتهم اليومية.
ضم المعرض عدداً من رسائل كريمسكي إلى أقاربه في أوكرانيا وصوراً حول إقامته في الشوير، والتي من المقرر أن تصبح أساساً لمتحف كريمسكي في هذه البلدة.
كما تم خلال المعرض رفع الستار عن تمثال تذكاري نصفي لأغاتانغل كريمسكي من أعمال النحات اللبناني بيار كرم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية